هذا أحد الأمثلة والأقوال التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا الحضارم وهو مثل جميلٌ في سجعه بديعٌ في معناه له عندنا ذوق خاص لما يشكله من بيان وتوضيح للواقع المعاش في جميع شئون حياتنا ولعله فيما يخص تعامل الحكومة مع شعبها أكثر بيانا وأوضح معنى . حكومتنا الرشيدة ! منحتنا فرصة كبيرة للحديث وإبداء الرأي لكنها لا تسمع لذلكم الحديث ولا تكاد تعطيه بالها وإن حصل وسمعت فلا تكاد أننا نرى للحديث أي أثر في واقعنا ، ومع كل ذلك سنبقى نتحدث وسنستمر علّنا نجد جزء من الانتباه الذي نريده ونرى شكوانا قد تحقق شيء منها في واقعنا المرير . تكرم الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل لجنة لمعالجة الأراضي المنهوبة في جنوبنا المظلوم ، ولاشك أن الشعب في الجنوب خاض مراحل كثيرة وأصبح يميز بين الأقوال والقرارات الكاذبة والصادقة ، وهو في مرحلة لا تنطلِ عليه الأكاذيب ودغدغة العواطف والمشاعر ، والضحك على الذقون فالجميع يدرك ماعانى منه الشعب من ظلم واضطهاد ومواطنة غير متساوية ونهب للأراضي ، وصبر هذا الشعب المسكين ، ولكن للصبر حدود والضغط يولد انفجارا ، وطالما تحدثنا وتحدث غيرنا ولكن ( حداد مايسمع حداد ) و ( مغني بجانب صقع ) ، إلا أننا نقول بأن المناضل عبدربه منصور وصل إلى قمة السلطة وحاول أن يصغي لبعض مظالم شعبه في الجنوب وهو أكثر معرفة بها من غيره محاولا أن ينصف لشعبه ولو مثقال ذرة ، فأصدر قراره بتشكيل هذه اللجنة لمعالجة الأراضي المنهوبة من كبار العسكريين والمتنفذين ، وهو مااستبشر به الشعب ، ولكن هل ترى أخي المواطن أن القرار فيه شيء من المصداقية ؟ ، فالمدقق في قراءة القرار يجد فيه حبوبا مهدئة مع العلم أن المواطن يحرّم المهديات وربما يقول البعض لماذا وصفتها بالمهدئات ؟ فنقول أن الأخ الرئيس بقي من ولايته للرئاسة مايقارب التسعة شهور ، وفي قراره السابق أعطى للجنة فترة سنة للإنجاز ، مع العلم أن العمل في جمع البيانات والملفات يحتاج إلى شهر والمناقشة في الموضوع واتخاذ المعالجات إلى شهرين بالكثير فلماذا كل هذا التسويف ، أم أن الغرض هو التهدئة خلال ماتبقى من ولاية الرئيس ، وبعد ذلك نقول للمواطن بأن من أصدر القرار انتهت ولايته أو نقول له كما يقول المثل الشعبي ( سرا البر وتقرص ) . فهل من مراجعة للزمن المحدد لعمل اللجنة ، وهل من مصداقية لعمل شيء لشعب الجنوب في أقرب وقت وإعطاء كل ذي حق حقه ، أو نقول (حداد مايسمع حداد ) !