يشتد الحر شيئاً فشيئاً مع دخول أشهر الصيف الملتهبة ومع موضة تكييف المساجد الذي انتشرت في مساجد المكلا استبشر بها الناس خيراً كونها ستوفر جواً بارداً في المساجد التي تزدحم بالمصلين مما يؤدي إلى زيادة الحرارة والشعور بالكظمة خاصة في الأيام شديدة الحرارة . أقبل التجار والمحسنون متنافسين على توفير مكيفات بمختلف الأحجام للمساجد كبيرها وصغيرها وأغلقت ضواحي أغلب المساجد بقواطع الألمنيوم والزجاج وقد كانت ضواحي المسجد منفذاً كبيراً لدخول الهواء وتلطيف الجو داخل حرم المسجد المسقوف إلا أن هذه التهوية الطبيعية أغلقت تماماً لكي لا يتسرب الهواء البارد المنتظر خارج المسجد!! تمر الأيام فإذا المكيفات في كثيرٍ من المساجد منصوبة بلا عمل ودون تشغيل سوى تزيين الجدران والحسرة تملأ قلوب المصلين والسبب عدم قدرة المسجد أو من جاء بهذه المكيفات على دفع فواتير الكهرباء السياحية, فلا وزارة الكهرباء تريد أن تعطي للمساجد وضعاً خاصاً بها خاصة في المناطق الحارة ولا التجار الذين جاؤوا بهذه المكيفات يريدون الاستمرار فيما بدؤوا به متحمسين في الأشهر الأولى من تقديم دعمهم لدفع فواتير الكهرباء . مساجدنا أصبح بعضها كمقطورات القطار مقطعة بألواح الألمنيوم التي تقسم المسجد إلى أجزاء وبعض المساجد الكبيرة تم تقطيع ساحة المسجد إلى غرف ذات اليمين وذات الشمال ليتم حصر مكان صغير لصلاة المصلين وعمل مكيفات معدودة . حضرت في أحد المساجد وبعد صلاة الجمعة قام الإمام ليفرش العمامة ويضع صندوق التبرعات ونادي المصلين مستغيثاً بهم للصدقة والتبرع من أجل دفع فاتورة الكهرباء أو لتوفير براميل ديزل لماطور المسجد فقام أصحاب العشرة والعشرين والخمسين ريالاً للتبرع وهكذا تتوالى جُمع جمع التبرعات ورأيت في مسجد كبير نصب على جدرانه أكثر من 20 مكيفاً ولها أكثر من سنة وإلى الآن لم يتم ربط الكهرباء بها !!. لقد كان الأولى قبل أن نغلق فتحات التهوية في مساجدنا أن نضع في حساباتنا مشكلة الكهرباء ومبالغها الخيالية والسعي لحل هذه المشكلة قبل الشروع في إحكام وإغلاق المساجد وترك الناس في الحر إذ أن أكثر الذين يتبرعون بمكيفات الهواء ويتحمسون لدفع مبالغ طائلة لتهيئة المسجد للتكييف بإغلاق فتحات التهوية جميعها يتهربون من دفع مبالغ الكهرباء بعد ذلك مما يوقع الإمام في إحراجٍ شديد مع المصلين الذين يرون أمامهم بحسرة المكيفات منصوبة بلا عمل وقد أغلقت الفتحات وحيل بينهم وبين ضاحية المسجد بجدار الزجاج والألمنيوم ولقد كان على المحسنين أولاً إيجاد وقف ثابت ومصدر دخل منتظم لكهرباء هذه المكيفات قبل البدء في مشروع التكييف. ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه أمام هذه المشكلة إلى متى ستبقى هذه المكيفات داخل المساجد دون أن تشغل؟ ولماذا تبقى ضاحيات المساجد مفصولة عن داخل المسجد إذا كان السبب الذي أغلقت لأجله غير موجود وهو التكييف؟ وهل لدى الجهات ذات الاختصاص من إدارة الأوقاف والكهرباء وأئمة المساجد والمحسنين الذين أحضروا هذه المكيفات وتشجعوا لها حل لهذه المشكلة أم أن الناس ستبقى تتعبَّد في كظمة الحر وشدته وأمامها المكيفات منصوبة بلا تشغيل ؟!!