دشنت وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر الأيام الحقلية الخاصة بمحصول الطماطم في مديريتي تريم وسيئون والتي جاءت لعرض نتائج زراعة محصول الطماطم في الموسم الصيفي باستخدام التقنيات الحديثة التي أدخلتها الوكالة ضمن مشروع تطوير استخدام المدخلات الزراعية المحسنة في المرحلة التوسعية, وتمثلت التقنيات الحديثة في استخدام شبكات الري بالتنقيط (نظام GR ) التي توفر أكثر من 60 % من المحروقات والمياه وبالتالي تقلل من التكاليف, وتعتبر استخدام شبكات الري موفرة بشكل كبير بدل استخدام الري بطريقة الغمر التي تستنزف فيها كميات كبيرة جدا من المياه والمحروقات دون فائدة. كذلك استخدمت تقنية الملش الزراعي ( الغطاء البلاستيكي الأسود) الذي يمنع ظهور الحشائش بجانب المحصول المزروع بنسبة 99 % و أحيانا تصل إلى 100% , وقد تم صناعة الملش الزراعية محلياً في حضرموت بدلأ من استيراده من الخارج. فيما يخص زراعة محصول الطماطم في العروة الصيفية فقد عزف عنها المزارعين لا كثر من 10 سنوات وذلك بسبب الخوف من الإصابات الفيروسية التي تسببها الذبابة البيضاء والتي يكثر نشاطها في فترة الصيف مسببة دمار للمحصول بشكل كامل بالإضافة إلى الإصابات الفطرية والتعفنات ولفحة الشمس بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية حيث يكون مستوى الإنتاجية في معظم الأحيان صفر. و من هنا قامت الوكالة بزراعة صنف طماطم مقاوم للأمراض الفيروسية التي تسببها الذبابة البيضاء وله القدرة على تحمل الحرارة العالية والنقل من خلال أنتاج ثمار مقاومة تمتاز بالحجم الكبير والصلابة وهو صنف عزيزة. كما أدخلت الوكالة أيضا برنامج تسميد متكامل لمحصول الطماطم يحتوي على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها المحصول المستهدف والتي كان المزارعون يجهلون الكثير منها, ومن خلال هذا المشروع تعرف المزارعون على أهم الأسمدة و الأعراض التي تظهر على النبات بسبب نقصان احد هذه العناصر او البعض منها. وقد اندهش المزارعون من قدرة النبات على الإنتاج في ظل درجة الحرارة العالية والرطوبة حيث وانه بالرغم من ظهور بعض من حالات العفن بسبب الرطوبة الشديدة التي سببتها الأمطار الأخيرة التي هطلت على الوادي إلا ان الإنتاجية كانت كبيرة بالإضافة الى ان سعر السوق كان ممتاز أيضاً للمزارعين, ولازال لدى المزارعين فرصة للحصاد لغاية نهاية الشهر القادم. وهنا نستعرض آراء عدد من المزراعين الذين تحدثوا عن أهمية التقنيات الحديثة التي ساهمت بها وكالة تنمية المنشآت فإليكم ماقالوه : المزارع سالم سعيد ( تريم – السويري) : منذ عام 2002م توقفت عن زراعة محصول الطماطم بسبب انعدام الإنتاجية التي تسببها الحرارة العالية في حين اني كنت أتكبد مبالغ طائلة في زراعة هذا المحصول في فترة الصيف وذلك رغبة في الحصول على تسويق ممتاز خلال هذه الفترة, ولكن بعد التدخل الذي قامت به الوكالة وأدخلت هذه التقنيات الحديثة فأنه ولاول مرة في حياتي ارى انتاجية بهذا الحجم في هذه الفترة من السنة, وبحمد الله تحصلت على عائد كبير غطى التكاليف التي صرفتها وزاد من مستوى ربحي. المزارع عمر منصور (تريم – السويري): خلال الاربع سنوات الماضية كنت اقوم بزراعة الطماطم في الفترة الصيفية ولكني فشلت فيها جميعا بسبب عدم تمكني من معرفة كيفية القضاء على الامراض التي تصيب النبات, حيث سببت الحرارة العالية دمار للمحصول كاملاً لمحصول الطماطم حيث اني استخدمت شبكة الري, وبعد تدخل الوكالة ودخولي في التدريب الخاص بمحصول الطماطم تعرفت على الأصناف التي تتحمل الحرارة وتعرفت أيضا على برنامج التسميد وأنواع الأسمدة التي يحتاجها الطماطم, وها انا الان احصد ما زرعته حيث بعت المحصول بسعر ممتاز جدا ولازال بإمكاني ان احصد حتى نهاية الشهر القادم. المزارع جعفر عبد هود (تريم – السويري): على مدى السنوات الثلاث الماضية كنت اشتري شتلات الطماطم وقمت بزراعتها في الفترة الصيفية وبالرغم اني استخدمت أيضا شبكة ري الا ان الطماطم لم تعطي اي إنتاجية وذلك بسبب عدم معرفتي بالاصناف التي تتحمل الحرارة وبرنامج التسميد وأنواعه والكمية المناسبة وفترة التسميد. وبعد التدريب الذي حصلت عليه من الوكالة وتطبيق كل ما تم اخذه على الحقول التطبيقية تبين انه من الممكن زراعة محصول الطماطم في فترة الصيف وليس من الاستحالة حيث ان الانتاجية كبيرة رغم تعرض المزرعة لبعض المشكلات التي سببتها الأمطار الشديدة ولازالت هناك امكانية للحصاد لغاية الشهر القادم. المزارع هادي باشغيوان (سيئون – مدودة): كنت اتجنب زراعة الطماطم في فصل الصيف منذ عام 1992م وذلك بسبب مشاكلها وكثرة التكاليف مع ندرة في الانتاجية, ومع دخول وكالة تنمية المنشأت الصغيرة والاصغر SMEPS ضمن المشروع الخاص بتحسين المدخلات الزراعية المحسنة لم اوافق في البداية على خوض المغامرة وزراعة الطماطم في هذا الفترة من السنة, ولكن بعد التدريب الذي تلقيته بالاضافة الى التجارب الحقلية التي تم تنفيذ احدها في مزرعتي رأيت الإنتاجية الكبيرة والحجم الكبير لثمار الطماطم والذي ساعد وبقوة في الحصول على سعر ممتاز من السوق وحاليا انا عاقد العزم على توسيع زراعة محصول الطماطم على مساحة اكبر في العام القادم في الفترة الصيفية باستخدام التقنيات الحديثة. وقد حضر الأيام الحقلية د. عبدالعزيز سالم ديان عميد كلية العلوم التطبيقية بسيئون وطلبة المستويين الرابع والثاني بالكلية, كما حضر ايضاً المهندس صالح عمر البيتي المدرب والمشرف على الحقول في مديرية سيئون والاخ احمد محفوظ عبيدون مدير عام مكتب الزراعة والري بتريم والمهندس محمد عوض هادي الامين العام للمجلس المحلي بمديرية تريم.
