تشتهر اليمن بتنوع لهجاتها التي يقدر عددها بست وثلاثين لهجة. لكن سكان محافظة الَمَهَرة لا يتحدثون أيا من هذه اللهجات، بل يتحدثون لغة مستقلة بذاتها لها قواعدها ومفرداتها وأصواتها، ويقدر عمرها بخمسة آلاف سنة. يذكران اللغة المهرية تتكون من جميع أحرف اللغة العربية، إضافة إلى ثلاثة أحرف لم تندرج في أية لغة أخرى على وجه الأرض. وحسب الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) فإن اللغة المهرية لغة قبيلة المهر ة في شرق اليمن وعمان والكويت والامارات والسعودية وأيضا في الربع الخالي. هي أحد أقسام اللغة العربية الجنوبية الحديثة ورغم أن اسمها يوحي بأنها متطورة أو منبثقة من اللغة العربية الجنوبية القديمة إذ أن هناك إعتقاد شائع أن لغتهم حميرية وهي ليست كذلك . الرأي في تكون المهرية تسكن قبائل الشحره والمهرة أرض ظفار والمهرة في عمان واليمن، وهم يتكلمون لغة سامية تعد أقرب إلى عائلة لغات سامية شرقية كال (الأكادية) من عائلة لغات سامية جنوبية.اليوم تندرج اللغة المهرية ضمن عائلة لغات سامية شرقية (الاكادية والايبلاوية) أَو حتى كمجموعة مستقلة، بسبب ان اللغة الاكادية والايبلاوية منقرضة. ومن إعتبرها لغة سامية جنوبية جعلها جنوبية شرقية في مقابل جنوبية غربية التي تشمل اللغة العربية الجنوبية القديمة . اللغاتَ الساميةَ القديمة معروفة بطبيعتها القديمة جداً، خصوصاً في نظامِ علم الأصوات—على سبيل المثال، يوجد بها الاحتكاك الجانبي سامي بدائي، والذي فقد في كافة اللغات السامية الأخرى قبل آلاف سنوات. إلا أن مميزات السامية الأولى بقيت محفوظة باللغة المهرية. عموماً تبقى منطقة جنوب الجزيرة العربية المنطقة الوحيدة في العالم التي بقيت سامية اللسان خلال التأريخ. على أية حال، تعتبر لغات الشحره والمهرة الأصفى مِن بين اللغات السامية كلها، بشكل رئيسي بسبب العزلة الطويلة في المناطق الجبلية. لكن هذه لا يجعلهما اصل اللغات السامية لكنها ذو اصل مشترك مع لغة الأكاديون والذين كانوا مع الشحره والمهرة بالربع الخالي من شبه الجزيرة العربية. قبل أن إنشقوا إلى مجموعتين احدهما ذهبت إلى العراق والأخرى سكنت أرض ظفار قبل نحو 6 آلاف سنة. يشار إلى ان الأكاديون احتلوا مجان (عمان) قبل 4000 سنة وهذه يضيف نظرية أخرى حول منشى هذه اللغة. وحسب تحقيق نشر في صحيفة 26 سبتمبر بعنوان ( أهتم بها الأوروبيون وتناساها أهلها: اللغة المهرية تمتد جذورها الى قوم عاد ويقال إنها تمثل خليطا من لغات اليمن القديم ) فإن اللهجة الحرسوسية والبطحرية وهي لهجات مهرية بحتة وليست لغات وهذا ما أكده الباحث المستشرق "باتوماس" سنة 1929م. - لهجة «الهوبيوت» التي اكتشفتها الباحثة «ماري كلودسيمون» الفرنسية عام 1978م ولهجة «الهوبيوت» تقع بين اللغة الشحرية واللغة المهرية من حيث كلماتها وألفاظها وتصريفها ومخارجها.. وحتى وقتنا الراهن مازال أبناء محافظة المهرة وأبناء جزيرة سقطرة يتكلمونها بطلاقة وتختلف اللغة المهرية أختلافاً كلياً عن اللغة العربية من حيث النطق أما الكتابة فليس لها حروف تكتب بها ولكن بالإمكان استخدام نفس الأحرف العربية باستثناء ثلاثة أحرف زائدة لا يمكن إيجادها في اللغة العربية. ومحافظة المهرة وجزيرة سقطرة هي المنطقتان الوحيدتان اللتان تحتضنان هذه اللغة الفريدة في العالم ورغم أن المحافظة منفتحة على اللغة العربية من خلال التعليم في المدارس والتبادل التجاري الداخلي والهجرة الداخلية من جميع محافظات الجمهورية إليها والعكس إلا أنها استطاعت أن تحتفظ بخصوصية اللغة المهرية بجميع مفرداتها الداخلية ويمكن ملاحظة ذلك من خلال أسماء الأحياء والشوارع والمرافق العامة وعلى سبيل المثال. قرية محيفيف، قرية ضبوط، ميناء حبروت، ميناء خلفوت ونشطون، كدمة يروب، مستوطنة حبروت الأثرية وغيرها من الأسماء الغريبة والعجيبة والتي لا شك أنها تحمل دلالات كبيرة في اللغة المهرية. خصوصية وتميز يقول الباحث والمهتم باللغة المهرية الأستاذ صبري بخيت من أبناء محافظة المهرة والذي يعمل حالياً مديراً لمكتب طيران اليمنية في محافظة المهرة: أن اللغة المهرية ورثها أبناء المحافظة من آبائهم وأجدادهم كلغة حية لها أفعالها وأدابها وشعرها وكل ما يخص اللغة موجودا فيها. ومن خلال عملنا مع البعثات الأجنبية والعربية التي تهتم وتبحث في هذا المجال وأيضا تواصلنا بالجامعات اليمنية والمكتبات وجدنا أن اللغة المهرية مشتقة أساسا من اللغة الحميرية والسبئية القديمة وهي لغة بمعنى الكلمة تحمل أساسيات اللغة من قواعد واستقلال الكلمات والأسماء، ايضا يقال أنها خليط من اللغات اليمنية القديمة مثل: معين وسبأ، وحمير وقتبان وغيرها من اللغات اليمنية القديمة. ويضيف صبري ان اللغة المهرية تتكون من جميع أحرف اللغة العربية، إضافة الى ثلاثة أحرف لم تندرج في أية لغة أخرى على وجه الأرض. يتناقلوها شفويا وقال ظل سكان محافظة المهرة قبل الستينات يتكلمون باللغة المهرية ولا يعرفون عن اللغة العربية شيئا إلا عدد بسيط من السكان ممن تعلموا وحفظوا القرآن الكريم وبعد الاستقلال واستطاع أبناء المهرة تعلم اللغة العربية في المدارس ومن خلال احتكاكهم بأبناء المحافظات الأخرى الوافدين الى محافظتهم ومقابل هذا الانفتاح ظل المهريون محتفظين بلغتهم الأصلية الى يومنا هذا على الرغم من انقراضها من جنوب الجزيرة العربية بشكل عام وظل المهريون يتوارثون لغتهم أي اللغة المهرية شفويا الى يومنا هذا. جهود شخصية * هل يوجد في المحافظة اي مركز او مدرسة تهتم بتدريس اللغة المهرية؟ ** لا يوجد في المحافظة أية جهة تهتم او تدرس اللغة المهرية ويوجد بعض المهتمين وهم أشخاص عاديون ويكون اهتمامهم بجهود شخصية وأكثر المهتمين باللغة المهرية هم من الألمان والإنجليز والفرنسيون لأن لديهم بعض البحوث والمراجع أعدها مهتمون رحالة ومستشرقون عملوا الكثير من الدراسات والبحوث حول اللغة المهرية. أما الاهتمام من اليمنيين او العرب فهو اهتمام قليل جدا وإن وجد فهو بحث او دراسة من أجل الحصول على مؤهل يناقشه في الجامعة او بحث يقدمه الى جهة ما. * كيف يمكن الحفاظ على هذه اللغة؟ ** الخطوة الأولى للحفاظ على اللغة المهرية هي اهتمام المهريين أنفسهم وذلك من خلال تداول هذه اللغة فيما بينهم وبالذات في منازلهم في نطاق العائلة والخطوة الثانية تدريسها في المدارس او في الأكاديميات وعمل أبحاث علمية وندوات للمختصين في هذا الجانب وذلك من أجل الحفاظ على هذه اللغة التي تعتبر جزءاً من التراث والتاريخ اليمني العريق. ومن الملاحظات الجميلة التي نلاحظها في الآونة الأخيرة، أن هناك اهتماماً من أبناء محافظة المهرة أيضا اهتمام الأكاديميين والباحثين في جامعة صنعاء وجامعة عدن باللغة المهرية ولكن ليس بالمستوى المطلوب وأنا أطالب وعبر صحيفة "26 سبتمبر" الدولة بالاهتمام بهذه اللغة وتشجيع المهتمين والباحثين في هذا الجانب من أجل الحفاظ على هذه اللغة التي تعتبر جزءاً من التاريخ اليمني. اهتمام عالمي * أحمد التميمي الباحث في اللغة المهرية يقول: أن هذه اللغة حظيت باهتمام عالمي كبير، حيث أرسل لها الباحثون من عدة دول أوروبية لمعرفة الجديد حولها، ففي عام 1983م أوفدت جامعة «السربون» الفرنسية الباحث «انطوان لونيه» والباحثة «ماري جان سيمون» وكانت مهمتهما فك رموز هذه اللغة وإعداد قاموس كامل لها وقد اكتشف الباحثون أن الحروف والصوتيات الموجودة فيها غريبة ومختلفة عن الحروف العربية وهي نادرة في لغات شعوب العالم. ويضيف الباحث التميمي: أن من أبرز النتائج التي توصلت إليها البعثة الفرنسية هي اختلاف لهجات اللغة المهرية، فالبدوي يختلف في لهجته على الحضري, ولهجة الساحلي يختلف عن لهجة الصحراوي وسكان الشريط الساحلي يتميزون بلهجة خاصة عن سكان مرتفعات الهضبة الوسطى وهؤلاء يتميزون بلهجتهم عن سكان السهل الصحراوي الشمالي وبذلك نجد بعضهم يجيد اللهجتين الى جانب اللغة العربية ألفاظ مهرية ومعانيها بالعربية: حبري: ولدي - حبريك: ولدك حبرتك :بنتك - تحوم قوت: تريد تأكل تحوم أشفك:تريد تنام - تحوم اجهوم: تريد تسافر