قال تعالى:(إنّمَا يُعمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ)وقال تعالى:(إٍنّ المَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللهِ أحَدَا)صدق الله العظيم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من بنى مسجداً بنى الله له قصراً في الجنة)حديث شريف. قام ببناء مسجد بصعر الذي يقع في الجهة الجبلية بحي برع السدة الشيخ عبدالقادر سالم بصعر عندما قام من حر ماله بشراء قطعتي أرض وهو الموقع الذي خصصه لإقامة بيت من بيوت الله في هذا الموقع في أوائل القرن العشرين. وقد قَدِم الشيخ عبدالقادر سالم بصعر من منازل آل بصعر الأولى وتحديداً من القرية المُسمّاة(ذي بحور) شمال الخريبة،واستقر به الحال في المكلا،وصفهُ المؤرخ ابن عبيد الله في تاريخه بأنه رجل صالح ومحب للخير وقد عمر طويلاً(تجاوز المائة عام قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى)توفي بالمكلا عام 1947م وهو مؤسّس معامل السمسم في المكلا. من الذين تعاقبوا على إمامة المسجد والمؤذنين نشير إلى البعض منهم ورعاً أغفلنا البعض ونتطلع إلى المعمرين في منطقة برع السدة ومن منازلهم قرب المسجد أن يزودونا بمعلومات ليتسنى لنا الإستفادة منه في المرات القادمة. 1)الشيخ عبدالرحمن الحبشي من سكان برع السدة كان منزله يضم (معلامة) لتعليم التلاميذ القراءة والكتابة،وعلوم الدين. 2)الشيخ حمدون سالم بايعشوت قدم إلى المكلا من منطقة الغرف بوادي حضرموت بعد المجاعة التي اجتاحت حضرموت في بداية الخمسينات من القرن الماضي واستقرّ به الحال في المكلا وأنشأ أسرة،كان يسكن في منزل بالشارع الثاني برع السدة بجوار المسجد عمل إماماً ومؤذناً لمسجد بصعر فترة طويلة من الزمن من عام 1950م إلى عام 1970م الذي انتقل فيه إلى جوار ربه،في السنوات الآخيرة من عمره فقد نعمة البصر إثر مرض أحد أبنائه عوض حمدون بايعشوت(ضارع الإيقاع الشهير في حضرموت)انتقل إلى جوار ربه قبل بضعة أعوام وأخيه أحمد حمدون بايعشوت. 3)العم محمد سالم بصعر ظلّ لفترة إماماً ومؤذناً لمسجد بصعر وكان يقوم بجلب بعض مما يحتاجه المسجد من مفروشات ومكبرات صوت من بعض رجال الخير عندما تتاح له فرصته لزيارة المملكة العربية السعودية. 4)الشيخ ناصر باعطب تحمل فترة من الزمن إمامة مسجد بصعر ولكن لا توجد لدي معلومات تفصيليّة عنه. 5)الشيخ محمد سعيد باعطوة ومنزله يقع بجوار المسجد وكذا يقوم بإلقاء بعض الدروس والمواعظ الدينية بحكم قراءاته الواسعة في شؤون الدين وعمله في مكتب الأوقاف والإرشاد،كما أنه من أوائل المعدّين للبرامج الدينيّة بإذاعة المكلا. 6)العم برك محفوظ من سعيد كان لفترة من الزمن مؤذناً وإماماً لمسجد بصعر وكان سكنه بجوار المسجد(منزل آل الناخبي)وبعد انتقاله إلى سكنه الجديد في حي أكتوبر بالمكلا توقف عن هذه المهمة ومن الأمور التي لازالت في الذاكرة رغم مرور سنوات كثيرة ختم المسجد في ليلة 22 رمضان وتحديداً في فترة الستينات عندما يتوّج الختم بتحرك موكب (الزف) تتقدمهم الطبول والدفوف وحملة الإعلام وعدد من المشائخ والمشاركين يرددون الأناشيد والابتهالات الدينية والبعض يردد بصوت مسموع (ياعواد،ياعواد) ويتوّج هذا الزف بالوقوف لفترة من الزمن أمام منزل المرحوم عبدالقادر سالم بصعر الذي بنى المسجد،وعندما كنا نحن أطفال نشعر بحالة من الفرح والابتهاج من المشاهدة لهذه المواكب الدينيّة وأتذكر عدد من المشائخ الأجلاء كانوا في المقدمة انتقلوا إلى جوار ربهم أستذكر منهم الشيخ عبدالرحمن باعشن،الشيخ محمد التميمي،والشيخ فرج بازهير(كانت لديه معلامة لتعليم الأطفال)،والشيخ فرج بازومح والسيد علوي سالم الحبشي أطال الله في عمره وآخرون لاتسعفني الذاكرة في تذكر أسمائهم. هذه إلمامة سريعة عن مسجد بصعر أكتفي بما ورد فيها وأعد بأن أقوم بتناول الموضوع مرة أخرى معالجاً النواقص متمنياً أن تصلني بعض التعقيبات أو الإضاءات لأُغنَي هذا الموضوع وأثريه عندما أتناوله في المرة القادمة،وخواتيم مباركة لهذا الشهر الفضيل،وندعو الله تعالى أن نكون من صوامه وقوامه وعتقائه من النار.