إن منطقة الصداع مديرية غيل باوزير كانت تسمى قديماً«حوطة المشايخ آل عبدالقادر العطيشي باوزير» نسبة لأول المنتقلين إليها الشيخ/عبدالقادر«الملقب العطيشي» ابن أحمد بن محمد بن سعيد باوزير» والريدة والحوطة وغيرها من المناطق التي اقترن اسمها بأوائل ساكنيها. وإنما سميت الصداع نسبة لمنبع الماء«صدع» والذي مازال جريانه حتى يومنا هذا والذي بواسطته تحولت المنطقة إلى جنان خضراء تحمل على تربتها الخصبة العديد من المحاصيل الزراعية، والتي زرعت بواسطة أيادي ابنائها الذين مافتئوا يقومون بذات العمل بعد أن استقروا في تلك المنطقة بعدما أتوها قادمين من مناطق متفرقة للعمل والعيش في كنفها والحصول على الأمان لكونها منطقة بعيدة عن الصراعات القبلية التي كانت سائدة بالإضافة إلى المواثيق المبرمة بين منصب الصداع من أسرة آل العطيشي ومقدم قبيلة الحموم التي سهلت حركة المواطن في رحلاته من وإلى مدينة الشحر التي كانت تعتبر السوق الرئيس لأهالي غيل باوزير قاطبة خلال تلك الفترة. بناء المسجد قال تعالى في كتابه العزيز: [إنما يعمر مساجد الله مَنْ آمن بالله واليوم الآخر] «التوبة:18» وقال تعالى:[وأن المساجد لله فلاتدعو مع الله أحداً]«الجن: 18» وقال سيدنا ورسولنا محمد«صلى الله عليه وسلم»:«من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة» إن المسلم بفطرته يسعى دائماً إلى عمل الخير في الدنيا لينال به ثواب الآخرة وماأعظم أن يؤسس مسلماً كان أومسلمة بيتاً من بيوت الله في هذه المعمورة ليمكن إخوانه المسلمين من أداء شعائرهم الدينية فيه. نظراً لحاجة البلدة إلى مسجد جامع وذلك لأداء الشعائر الدينية أقدم الشيخ/محمد بن عبدالقادر العطيشي باوزير وبتعاون أبناء البلدة من عمارة مسجد جامع بالمنطقة وأطلق عليه في بداية الأمر مسجد جامع الشيخ/محمد بن عبدالقادر العطيشي باوزير ثم غير من اسم محمد المذكور إلى مسجد النور. كما شهد جامع النور منذ تأسيسه العديد من التوسيعات على مدى تاريخه وجاءت التوسيعات كنتيجة طبيعية ومتزامنة مع ازدياد نسبة السكان بالبلدة، ولعدم استيعابه للجموع القادمة والوافدة على المنطقة في المناسبات التي تشهدها المنطقة من حين لآخر. من عادات المسجد الدينية هناك عدد من المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمون في كل بقعة من بقاع الأرض، كما أننا هنا في حضرموت قديماً وحديثاً ظل أبناؤها يحافظون على إحياء بعض العادات الدينية في المساجد ونحن في منطقة الصداع يحتضن مسجد جامع النور العديد من المناسبات الدينية وفي مواعيد مختلفة منها: 1 حلقة تلاوة القرآن الكريم حيث تقام على مدار العام ففي شهر رمضان تعقد بعد صلاة التراويح وحتى موعد السحور وكذلك في خلال أيام السنة الأخرى تعقد من بعد صلاة المغرب حتى أذان العشاء. 2 الاحتفال في شهر رمضان المبارك بالختاميات حيث يعقد عدد اثنين ختاميات بالمسجد، الأول يحتفل به ليلة ال17من رمضان ويسمى بالختامي الصغير،والثاني يتم الاحتفال به في ليلة ال27من رمضان، ويسمى بالختامي الكبير،وما يميزه عن الأول هو أنه بعد أن ينتهي الختم بالمسجد يتحرك الحاضرون في موكب روحاني مهيب وفي صفوف منظمة يقومون بعمل الزف حيث يتم فيه قرع«الطيران» مع ترديد الأناشيد التي تواكب المناسبة ويتحركون حتى المقبرة«مقبرة الشيخ/سعيد بن محمد عبدالقادر العطيشي باوزير» وذلك لترتيب الفاتحة على أرواح أموات المسلمين هناك. 3 إحياء ليلة العيدين الفطر والأضحى في المسجد لتلاوة القرآن حتى طلوع الفجر، بينما هناك فرقة أخرى من أبناء المنطقة تتحرك ليلاً إلى منطقة النقعة لإحياء هذه الليلة في قبة الشيخ/محمد بن عبدالقادر العطيشي باوزير مؤسس المسجد. 4 قراءة صحيح البخاري بعد صلاة العصر وبعد اتمام قراءته يقام احتفال ليلي بختم القراءة. 5 ومن ضمن الاحتفالات المرتبطة بالمسجد هو إن المصلين بعد صلاة العيدين الفطر والأضحى يتحركون بعد أن ينقسمون إلى فرقتين فرقة تقوم بعمل«الزف» وفرقة أخرى تؤدي لعبة «الزامل» حتى إذا وصلوا إلى بيت«المقام» منزل المنصب الشيخ/سعيد أحمد بن سعيد العطيشي باوزير يقومون بتأدية التحية والتهنئة بالعيد ثم يواصلون سيرهم حتى المقبرة لترتيب الفاتحة على أرواح أموات المسلمين هناك، بعد ذلك يتم التحرك لبيت الشيخ/عمر مبارك بادباه وذلك لترتيب الفاتحة في هذه المناسبة العظيمة وبعدها يكون الختام. أبرز أئمة المسجد: منذ أن تم تأسيس مسجد جامع النور تعاقب عليه عدد من علماء الدين نذكر منهم هنا الشيخ/محمد بن عبدالقادر العطيشي باوزير،وابنه الشيخ/ سعيد،وابنه الشيخ/عبدالقادر بن سعيد،والشيخ/عمر مبارك بادباه،والسيد/عبدالله سعيد الحبشي،والشيخ/يسلم هادي العبد،والمعلم عوض سعيد باسلامة والشيخ/سعيد عبدالله بادباه. مأذنة المسجد: مازالت منارة أو مأذنة المسجد محتفظة بهيكلها القديم بالرغم من اجراء عدد من الترميمات التي أجريت فيها وهي تقع في النأحية الشمالية من ضاحي المسجد حتى يتمكن المؤذن رفع أذان الصلاوات في أعلاها بعد أن يصل إلى قمتها عبر درجات السلم«الرقاد» البالغ عددها «32» درجة يبلغ ارتفاع المنارة حوالي 10 أمتار.