يبدوا أن وزارة النفط والمعادن مستمرة في استهتارها وباقية على صمتها رغم كثرة المصائب التي تسببها ناقلات النفط المتهالكة ، والتي كان آخرها الحريق الذي شب في الناقلة ( نفط اليمن 1 ) التابعة لمجموعة رجل الأعمال أحمد صالح العيسي رئيس اتحاد كرة القدم يوم أمس السبت 24 / 8 /2013 م . وقد نجت مدينة المكلا من كارثة هذا الحريق الذي شب في مدخنة الناقلة أثناء رسوها برصيف ميناء المكلا وهي محملة بأكثر من خمسة ألف طن مازوت وعشرات الأطنان من الديزل والزيوت الخاصة بمحركاتها ، بسبب شرارة صغيرة انطلقت من المحركات باتجاه المدخنة وحصل الحريق . هذا الصمت المريب إزاء كل هذه الحوادث التي حصلت والتي بدأت بالناقلة النفطية شامبيون 1 التي جنحت قبالة سواحل مدينة المكلا وتسببت في تلوث بيئي كبير تضررت منه المدينة والآلاف من الصيادين ، ومازالت أعمال الإنقاذ والتفريغ مستمرة حتى اللحظة رغم مرور أكثر من خمسين يوما على الكارثة . وقد أوضحت التقارير والتصريحات بأن الناقلة شامبيون تفتقد لأبسط مقومات السلامة البحرية وهو ماجعل الجهات الرسمية المختصة تتهرب من المسؤولية وتتقاذف بالاتهامات بينها البين ، فالهيئة العامة للشئون البحرية وهي الجهة المختصة بالتفتيش على هذه الناقلات ومدى ملائمتها للإبحار تقول أنها لم تصدر أي تصريح لهذه الناقلات وبالتالي فإن غيرها يتحمل المسؤولية ، ومؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية تخلي مسؤوليتها بالكامل وتقول بأن الجهة المختصة هي الشئون البحرية وهي الجهة التي أنشئت من أجل التفتيش على البواخر والتي من مهامها الأساسية تحقيق السلامة البحرية ، إضافة لعدم إمكانيتها منع دخول هذه الناقلات للميناء لما سيشكله ذلك من انعدام كامل للمشتقات النفطية بالمحافظة . إلا أن العجيب في هذا كله هو إغفال مسؤولية وزارة النفط رغم أنها هي الجهة التي تعاقدت مع أسطول متكامل يتكون من حوالي أربعة عشر باخرة تابعة لرجل الأعمال العيسى وشركته عبر البحار للملاحة في نقل المشتقات النفطية بين الموانئ اليمنية ، مع أن هذه الناقلات ينقصها العديد من مقومات السلامة وبها مخالفات كثيرة ، وقد أثبتت هذه المعلومة الناقلات النفطية ( شامبيون 1 ، والضياء ، ونفط اليمن 1 ) ، فالأولى مازالت أضرارها واضحة للعيان ، والثانية قد تعددت مشاكلها في مدينة المكلا حيث توقفت فترة قبالة سواحل كورنيش المحضار بمنطقة خلف بسبب عطل في محركاتها ثم توقفت بعدها قبالة سواحل بروم لنفس السبب وهكذا ، والثالثة ( نفط اليمن 1 ) فقد نجت المكلا من هذه الكارثة بعد الحريق الذي حصل فيها يوم السبت وماكانت ستسببه من كارثة لو لم يتم السيطرة على الحريق . فإلى متى ستستمر الوزارة في الصمت ؟