قبل أيام تلقيت على جوالي الشخصي رسالة من سيئون تفيد بتعرض الزميل حسام عاشور لمحاولة آثمة تستهدف حياته عن طريق دهسه بسيارة عقب خروجه مباشرة من محكمة سيئون بعد انتهاء جلستها في القضية المرفوعة ضده (بناء على شكوى مقدمة من مديرة فرع صندوق الإعمار بسيئون)، ولم يقتصر الأمر بمحاولة الدهس بل توبيخ الزميل حسام وتهديده ووعيده بالتأديب! وهذا ما أثار حفيظة فرع نقابة الصحفيين بحضرموت التي ذعرها وصدمها ما حدث فأصدرت بلاغاً تضامنياً معه وصفت واقعة الاعتداء بأنها سابقة خطيرة لاسيما أنها جاءت من “محامٍ" للأسف الشديد وكذلك فعلت هيئة الدفاع عن الصحفي (حسام) المكونة من المحامين: )عبدالله عمر الحبشي لطفي جعفر الكثيري طاهر أحمد باعباد حسين علي السمين) إلى إصدار بلاغ مماثل حمّل فيها (مديرة فرع صندوق الإعمار ومحاميها كامل المسؤولية عن التعرض والمساس بموكلهم، مطالبين الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف ومحاسبة المتسببين في ذلك).. وفي الواقع نحن أصبحنا “متعودين" على إصدار البيانات والبلاغات إذ إننا في فرع نقابة الصحفيين بحضرموت دأبنا أن ندبجها عادة إسقاطاً للواجب المهني والأخلاقي تجاه زملائنا ومنتسبينا من معشر الصحفيين سواء من أمثال الزميل الصحفي “حسام" أو غيره ممن يتعرضون بين فينة وأخرى لممارسات عدوانية تتعدى على كراماتهم وتقيد حرياتهم وتحاول النيل منهم.. ولكن واقعة تعرض الزميل حسام للدهس في وسط الشارع العام في مدينة سيئون دون شك تصيب بالفزع والذعر, وشاهد على حالة الضيق وعدم التقبل لسماع الرأي المخالف أو الصوت الآخر الذي يطالب بتصحيح الاختلالات وتنبيه للأخطاء والتجاوزات, لكن هذا الأمر لا يروق للكثيرين وخاصة للجهات التي توجه لها هذا النقد. وحسام عاشور هو أحد الصحفيين الشباب المتميزين بحضورهم الصحفي والمهني وإخلاصهم وتفانيهم وصدقهم في تبني قضايا الناس الانحياز التام لها والتعبير عن آمالهم والبوح بآلامهم وتجسيد إرادتهم وتطلعاتهم والدفاع عن حقوقهم.. وهو كذلك من الجيل الصحفي الجديد في حضرموت الذي في الحق لا يخافون في الله لومة لائم ونتوسم فيه خيراً لإعادة الاعتبار لصحافة حضرموت “المفقودة" و"المشلولة" والنهوض بها, لاسيما أن هذا الجيل “المختلف" ثقافة واطلاعاً وحماساً ومبادرة ونظرة للإعلام كرسالة للتغيير وكشف الباطل وليس وسيلة للتدليس والمغالاة ومباركة الفساد. لقد تعرض زميلنا حسام منذ أن نشر تحقيقاً وثائقياً على حلقتين متتاليتين في “النداء“ و"نيوزيمن" حول “بلاوي" وفساد فرع صندوق إعادة الإعمار بسيئون وإهداره لملايين الريالات لسلسلة مضايقات وملاحقات غير قانونية “ظالمة" وأساليب ترهيبية وتطفيشية وحملات دعائية تثبيطية بوسائل شتى وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي, ليس هذا فحسب بل تقيد حريته ظلماً وجرجرته للمحاكم, وهذا واضح وجلي بأن ما قام به الصحفي (حسام) قد لامس كبد الحقيقة وكشف “تجاوزات" و"هبرات" هذا الصندوق الذي مازال نشاطه متعثراً في المناطق الأكثر تضرراً من أمطار وسيول أكتوبر 2008م ولم يسهم في التخفيف من وطأة معاناة المنكوبين والمتضررين فيها الذين دكت السيول منازلهم وفقدوا ممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم. وربما هذه الحماقات والتصرفات الطائشة التي وجهت للزميل حسام أراد المتورطون في هذا الملف الملغوم “الفاسد" إسكات صوته وهو القائل في استهلال إيضاحي لتحقيقه الصحفي: “أود أن يعرف الجميع أنه لا توجد لدي أية علاقة أو خلافات شخصية ومصالح ذاتية خاصة مع من يتم ذكرهم هنا، ولكنني أقوم بذلك بدافع ذاتي تأدية للأمانة الملقاة على عواتقنا كصحفيين واجب علينا كشف الحقيقة المجردة وجلد الفساد وتعرية المفسدين، ولأن ما يحدث في كواليس صندوق الإعمار من عبث بأمواله أمر في غاية الخطورة لا يمكن تجاهله أو السكوت عليه خدمة للصالح العام وإنصافاً وإحقاقاً للحق، وهو مثبوت لدينا بالوثائق والأدلة الدامغة، ونعتبر ذلك بلاغاً رسمياً للنائب العام وهيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للتحقيق في ذلك والقيام بدورهم العاجل والسريع“. وكان حرياً لمن يبهرر بعيونه على كل من يريد أن يقول الحقيقة وينبه للقصور والأخطاء بهدف التصحيح والمعالجة أن يكون نداً لكشف الحقائق بالأرقام والمعطيات وأن يعمل على الاستفادة من الملاحظات والنقد البناء وليس استعداء الصحفيين ومحاربتهم ومحاولة تكميم أفواههم. سلامات زميلنا حسام.. وقطعت اليد التي تمتد إليك.. ووقانا الله من شرور الدهس!..