إن كان من خطر يتهدد الجمهورية فإنما هو الخطر الذي يتهددها من المركز والذي كان محور ارتكاز لجميع الأخطار وأصحابه والذي يتلقى دعما يفوق ذلك الدعم الذي يتلقاه هادي وحكومته للتنمية فثمة دول جارة وشقيقة وصديقة تعطي الرئيس هادي باليمنى وتعطي صالح وحلفاؤه باليسرى وليس بالضرورة هو إسقاط الجمهورية وإنما إقامة حكم يُسبح بحمد صاحبة الجلالة ويُحوقل لمرشد الثورة غير ان ما يعكر حلم هؤلاء الداعمين رغم توحد هدفهم هو اختلاف أفكارهم ( السياسية ) ومذاهبهم الدينية والتي لا تلتقي أبدا فإيران ( شيعية جعفرية ) والسعودية ( سنية سلفية ) وهيهات اجتماعهما إلا أن عدوهما الأوحد هو الإصلاح .، فإيران ترى في الإصلاح عدوا مناهضا لامتدادها الصفوي والمذهب الجعفري والسعودية أيضا ترى في الإصلاح عدوا سياسيا يسعى لأن يكون معبرا ومصدرا لفكر الإخوان المسلمين ..إنها حسابات آنية وأهداف سريعة تريد هاتين الدولتين تحقيقها في وقت أسرع غير أن صمود هذا التحالف لن يستمر طويلا للبون الشاسع في الفكر والمعتقد السياسي والمذهبي فإن استطاعا القيام بعون الانقلابيين على قوى ثورة 11 فبراير 2011م فإن كلا منهما سيسعى لتقاسم تلك المطامع الإستراتيجية بل وأن كلا منهما سيسعى لنشر فكره ومذهبه وتحقيق أهدافه منفردا بعد أن كانوا متحدين وحينها لن يسلما من الخلاف والنزاع و الإقتتال لكن بأيدي يمانية خالصة وبعد تكوين تحالفات جديدة وهذا مالم يكن متوقعا إن أعادة قوى ثورة فبراير 2011 م ترتيب صفوفها سريعا وفق معطيات الواقع وترفعت عن خلافاتها وزرعت الثقة واليقين محل التوجس والشك وقدمت الكثير من تنازلاتها في سبيل وحدة الوطن واستقراره ..