استيقظ سكان منطقة الجحملية السفلى بتعز فجر يوم من ايام شهر سبتمبر عام 77 ليس على صياح ديك كعادتهم او زقزقة العصافير او مدفع رمضان يطلق عند الغروب بل على مدافع رمضانية قبل بزوغ الفجر ودوي انفجارات عنيفة كدرت سكونهم وسكنيتهم فبداوا يتسائلون بهلع عن السبب المتسبب بذلك؟! فعلموا انه الرائد علي عبدالله صالح قائد اللواء بعد ان وضع يده على الجبل الصغير الملكية العامة الذي يعتلي منازلهم والمسمى اكمة العكابر (الفئران) وقرر ان يؤممه ويفجر قمته بالديناميت ليبني عليها قصره العامر والذي من خلاله يستطيع مشاهدة المدينة من جهاتها الاربع فمنزله السابق والذي تعود ملكيته الى عبدالرحمن محمد علي عثمان محافظ تعز السابق ورئيس مجلس الشورى الحالي لايوفر له ذلك .. استمر الوضع لايام وبلغ ذروته عندما اخترقت صخرة كبيرة سقف منزل العطيري المتواضع كحال بقية سقوف البيوت في المنطقة المبنية من الصْرب والخُلب اثناء تناوله مع زوجته واطفاله وجبة الفطور لتسقط وتستقروسط المائدة ونجوا باعجوبة آلهيه، فشد من ازره جيرانه المتضررين الحاج دحابه والحاج الجعدبي والحاج هادي اليمني وغيرهم وسافروا الى صنعاء ليشتكوه الى الرئيس ابراهيم الحمدي في لقاءه الاسبوعي بالمواطنين فأمربتحقيق سريع وعاجل رُفع اليه بعد ساعات بصدق كلام المشتكين أمره بالتوقف فورا وان يبحث له عن سكن في منطقة اخرى دون ان يقلق الناس او يزعجهم والاهم ان يشتري الارضية من حر ماله وليس بالبسط ووضع اليد وهو تحذير ازعجه وكسر هيبته ، وكرر الحمدي السؤال في زيارته المفاجئة لتعز قبل اغتيالة باسابيع قليلة وآخرها قبل اسبوع من اغتياله عندما شارك ابناء تعز احتفالاتهم بعيد ثورة سبتمبر فقد جعل الحمدي اكمة العكابر شغله الشاغل ولعله كان ينظر اليها ويعتبرها كاليمن فمن يضع يده على حق ليس له قد تمتد يده ويسرق غيره ومن لايحافظ على ارواح الناس فقد يقتلهم اذا كان في ذلك مصلحته ، وبعد ايام قليلة من رحيل الحمدي استانف العمل في المشروع وبانفجارات على مدار اليوم وتطاير شظايا الحجارة في كل الاتجاهات بسرعة تسابق الوقت بدافع الانتقام من الذين اشتكوه وبدافع اخر لعله كان يحس ان الرئيس احمد الغشمي لن يستمر في الحكم طويلا ، وبعد الانتهاء من بناء القصر احدث انقساما بين سكان المنازل اسفله بان اختار بعضهم كحراسة للمنزل والاشراف عليه وخلق بغضاء وكراهية بينهم ، وتطور نشاطه اكثر وبدأ يستورد الخمور من جيبوتي عن طريق ميناء المخاء ويخزّنها في مخازن معسكر خالد بن الوليد بمنطقة المفرق ومن هناك توزع على وكلائه امين رجب والاخوين حكمت واسد خوري في تعز وهيكل في صنعاء ، في تعز كان امين رجب يبيع الخمر لعامة الناس من منزله في منطقة العقبة القريبة من النقطة الرابعة والاخوين خوري المستثمرين اللبنانيين في مسبح المنتزة (سينما ومسابح ومطعم سياحي وصالات اعراس وخلافه) يبيعانه بنظام توصيل الكراتين الى منازل كبار الشخصيات والمسؤولين بواسطة سيارة خوري المرسيدس الخضراء ويقوم بها صهره يوسف باسيل ، يوسف اجتمعت به في كندا وعملنا في شركة واحده طبعا لاعلاقة لها بالخمور او التعريص وهاهواليوم التاريخ يعيد نفسه بين صالح وتعز التي ربته وصنعت مجده وتغاضت عن اخطائه ومغامراته وسلوكه وبين اليمن التي يعتبرها اكمة عكابر كبيره