كثر الكلام على الحوار سواء من حيث الشكل أو المضمون أو من حيث المسار أين يبدأ وأين ينتهي أو ما هي الضوابط ما المسموح فيه والمحظور عليه والحقيقة أننا لن نحقق شيئا إطلاقا وسنظل نراوح مكاننا إن نحن بقينا على هذا الحال لمدة طويلة. الشيء الأكيد أن دعوة الأخ قائد الوحدة للحوار خصوصا في هذا الوضع المتأزم الذي نعيش فيه مثلت المخرج لكثير من المشكلات وذللت تلك الدعوة الكثير من العقبات وأزالت ما كان يمكن أن يحول دون أن يلتئم الشمل على طاولة الحوار دعوة الأخ قائد الوحدة جاءت في الوقت المناسب لأن ما يمر به اليمن في الوقت الراهن هي أزمة ثقة بين جميع الأطراف والخوف من اللقاء هو الهاجس الذي بدأ يسيطر على البعض خصوصا أحزاب اللقاء المشترك لان الدعوة للحوار قد سحبت البساط من تحت أرجلهم وجعلت الكرة في ملعبهم وجعلت حججهم وذرائعهم مفضوحة . إذا كان اليمن السعيد هو الهدف المنشود لجميع أطراف الطيف السياسي اليمني فالأحرى بهم جميعا أن يقفوا صفا واحدا حول تلك الدعوة والتي إن فوتناها قد لا يكون الوقت ولا الظرف ملائمين لطرحها بالكيفية التي طرحها الأخ قائد الوحدة فإن كانت المعارضة جادة في تنقية الأجواء فعليها الإسراع نحو طاولة الحوار وطرح جميع القضايا عليها وإعلانها للملأ بكل مصداقية وشفافية بدل التذرع بأعذار هي غير مفهومة لدى الشارع اليمني المتعطش كثيرا لانطلاق الحوار السياسي الذي فيه المخرج مما نحن فيه الآن . على المعارضة إن كانت صادقة أن تفوت الفرصة أمام كل من يشوه صورتها على حد قولها وعليها أن تتأكد أن تلك الصورة ستظل على تلك الحالة ما دامت تنتهج نفس الطريقة في التعامل مع مبدأ الحوار فالشارع اليمني لم يعد جاهلا ويعرف جيدا من يريد المصلحة للوطن ممن يريد مصلحته الذاتية ويغلفها زيفا بمصالح الوطن . لم يقتصر الترحيب بدعوة قائد الوحدة للحوار الوطني على الوطنيين في الداخل بل تعدى ذلك لدول الجوار التي رأت فيها المنهج السليم للتعاطي مع القضايا وتجلى ذلك في دعم تلك الدعوة والحث عليها والتحذير من عدم التفريط فيها وذلك هو شأن دول العالم بأسره التي تساند الوحدة اليمنية وترى فيها وفي ديمومتها امن واستقرار المنطقة والعالم فالوحدة لم تعد خطا احمر لليمنيين فحسب بل أصبحت كذلك للجميع فالأمن والاستقرار مطلبان مهمان للجميع ولن يتحققا إلا في ظل يمن موحد وقوي يمن يتفق فيه الجميع على أن يكونوا يمنيين من اجل اليمن وأن تذوب في ذلك الخلافات وتتلاشى التباينات . إن الالتجاء للخارج في حل مشاكلنا ليس مقبولا أبدا ففي اليمنيين من الحكمة ما يجعلهم قادرين على حل مشاكلهم حتى قبة المؤسسات الدستورية فالذهاب إلى تدويل الأزمة هو اختلاق لأزمة كبرى وليس البحث عن الحل وأيما حزب يدعو إلى تدخل الآخرين في شؤوننا فهو خارج عن الصف مفارق للجماعة يريد المتاجرة بقضايا الأمة من خلال التدخل الأجنبي والذي لن يرضاه أو يوافق عليه أي وطني يعتز بوطنيته . أن الإبطاء في الموافقة على دعوة الأخ قائد الوحدة يؤكد عدم الرغبة الجادة لدى أحزاب اللقاء المشترك في أن يأخذ الحوار مجراه الطبيعي لنصل جميعا إلى كلمة سواء فالتنازلات التي قدمها الحزب الحاكم هي من اجل الوطن ولأنها كذلك فهي غير مرحب بها من قبل البعض فهم يرون فيها المخرج وذلك ما ليس في أجندتهم فالتأزيم واختلاق الصراعات وجعل اليمن على صفيح ساخن هو الوهم الذي يعشعش في مخيلتهم ولن يتحقق لهم ذلك أبدا فالوطن قد يمرض لكنه لن يموت بل هم فقط من سيموتون بغيظهم . نتفق مع المخلصين بأننا لسنا في حال أحسن وهذا أمر طبيعي طالما وفينا من يريد فرقتنا ومن يشعل الفتن في كثير من المناطق قصد إقلاق السكينة العامة وخلق البلبلة بين صفوف المواطنين لأن البعض لا يمكن أن يعيش إلا في وسط هذا المستنقع القذر فتلك الأعمال التخريبية هي لا تمس إلا المواطنين البسطاء وهي من تلحق بهم اكبر الضرر ولهذا فالمواطن يعرف تماما من يعرقل جهود الحكومة في التنمية وهو يقف إلى جوار دعوة الأخ قائد الوحدة للحوار الصادق والجاد لأنه يدرك أن الحوار هو خيارنا الوحيد نحو يمن سعيد .