اللتغير الشامل يعتبر مطلبا جماهيريا لا يقبل الاجتزاء وعلى مختلف الصعد، والتغيير كمفهوم مرادف للتطور والتقدم إذا لم يتجسد على الأرض في تحول منجز سواء كان ماديا او معنويا ويكتب له التعمر لا التعثر، يصبح في الحاضر ماضيا تعتريه الهزال والشيخوخة،لأن الأصول الثابتة تندفن وتنقصم اذا لم يكن معيار مدماكها صلابتها محكوما بضابط ثم تظل تغصن بمجرد شم روائح المطر، وذرور وجه الربيع، فالأصول دائمة الإبراق والأغصان، اما العوارض فتنقرض، والزوائد تبتر، اما الأصول فتثبت بخلود الأرض لكي تصعد منها فروع تتأصل فتصبح أصولا لسواها.. قد يغيرها وقد تجدد تياراتها، فانفجار الشعوب كانفجار الأنهار منمحابسها قد يطول انسياحها في المنعرجات قبل ان تلقى مصبة ولكن لا ترجع القهقهري، فهل يلاحظ المتتبع الثاقب مجالا للارتداد الى الأمس أو ارتداد الأمس الى اليوم؟ ان التظاهرات والاعتصامات تمثل في نظري مطلبا للتغيير صوب الأفضل وذلك قبل ان "تنشل" من كهلة السياسية الذين يمثلون عائقا امام التغيير ويحولون مشروع الشباب الى "أجندة" انتقام، بعيدا عن تغيير ما بأنفسهم.. ولعلنا نتذكر بان الاخ الرئيس كان قد وجه في الأيام الأولى للتظاهرات والاعتصامات بالتعاطي الايجابي مع تلك المطالب وقبلها وجه بالاهتمام بالشباب، وخصهم في سابقة هي الاولى من نوعها بتخصيص 60 ألف درجة وظيفية حتى لا يوظفهم البعض في ممرات غير سوية، ولو ان المشترك لم يزرع أمامه بذور المنغصات لكان التنفيذ الكامل لبرنامجه الانتخابي خفف على الأقل من الاحتقانات المتراكمة، وللشباب "غير المعدين سلفا للانتحار" ان يعملوا على فك الارتباط بالقادة المعتقين ، ويتذكروا بأننا معهم في المطالب للقضاء على الفساد والبطالة والفقر، وما شابه ذلك، ويعلموا بان بلادنا خسرت حتى اليوم أكثر من 60 مليار دولار وبان مصافي عدن توقفت عن التكرير للنفط وصارت تستورده ، والسبب ان اعداء التغيير يرغبون وبعمد اضعاف الجبهة الداخلية. والتغيير في نظري لا يجوز ان ينحصر في النظر اليه بعين الشخصية وإنما بتغيير المعايير والقوانين الضابطة والمنظمة لحركة الشارع، فالتجاوزات للمعايير مردها عوامل وأسباب كثيرة وفي الامثال يقال إذا عرف السبب بطل العجب، وأخيراً أنصح أبنائي بان يتعاملوا مع التجربة الديمقراطية طبقا لقاعدة "أنت حر ما لم تضر"