الحركة الحوثية وعناصرها تبحث منذ إيقاف الحرب السادسة عن معارك وهي لن تهدأ حتى تحقق أهدافها وتستكمل أجندتها المرسومة ، و دائما ما يأخذون استراحة محارب تمتد للعام وقد تزيد ، ففي بداية العام 2011 أعلن الحوثيين تأييدهم لثورة الشباب وأقاموا المظاهرات ورفعوا ألافتات والتي كانت دائما تحمل شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، استمرالحوثي في مشاهدة الوضع وعلى مر الشهور وهم يراقبون الوضع عن كثب ، ومع بداية معركة الحصبة وما جري و يجري في ابينوتعز جاءت الفرصة المناسبة .. مستغلين بذلك الفراغ الأمني الذي تمر به البلاد نتيجة الانشقاقات في المؤسسة العسكرية والصراع بين إطراف النظام السياسي والمواجهات التي اشتعلت هنا وهناك.. والهدف بان يبرهنوا للعامة أنهم مجودين وبهذا سيكسبون شهرة وسمعة وعدد من الأنصار ودائما ما يبحثون عن ذلك منذ بداية الحرب في صعدة . الحروب المتكررة في صعدة خلقت لدي الحوثيين النزعة الاستعلائية والنشوة بالانتصار والشهوة في القتل والانتقام ، لذلك رأيناهم يفتحون معارك جديدة مختلفة هذه المرة وهي ليست ضد النظام بل معركة من اجل السيطرة والنفوذ على الأرض ، فكان الاختيار الخطأ على محافظة الجوف التي حاولوا السيطرة عليها بكل السبل في الحرب الأخيرة مع النظام !. الحوثيين بعد توقيع المبادرة أعلنوا مباشرة رفضهم لها جملةً وتفصيلا ومازالوا يصرون على إفشالها ، ويؤكدون بان التصعيد الثوري الجارف لسيطرة على كل مقار السلطة هو الحل ، لكنهم في المقابل يشنون حرب إعلامية غير متكافئة مع حزب الإصلاح القائد الفعلي للمعارضة اليمنية ويتهمونه بالخيانة لدماء الشهداء وانه يتسلق السلطة على أكوام رفات الأبرياء ، لكن علينا ان نتوقف ونتساءل كيف سيقوم الحوثيين بالتصعيد وهو ممنوع عليهم دخول عمران مثلا وأصبحت دمائهم مستباحة (من قبائل حاشد) كذلك في حجة المحافظة الرابعة فشل الحوثيين في السيطرة عليها وتشتهر حجة بجبالها الشاهقة وهذه من المميزات التي فتحت الشهية لدي الحوثيين بان يزرعوا فيها عناصرهم منذ إيقاف الحرب الأخيرة في صعده مستغلين بذلك أبناء المنطقة من عائلة السادة الأشراف بنو هاشم !.. لقد اختاروا التوقيت الخطأ وحساباتهم كانت غير دقيقة ففي الجوف وجهت لهم صفعة قوية انتهت بالتوقيع على الصلح والهدنة مع عدوهم اللدود حزب الإصلاح ، واليوم يعد الحوثيين أنفسهم للمعركة قبل الأخيرة حيث أصبح الطعم جاهز هذه المرة انه ( مركز دماج) الذي تعايش معهم بسلام منذ عقود يتعرض اليوم للحصار والعدوان الحوثي ، لا لشيء إلا أنهم يريدون تأجيج النزاعات الطائفية و إذلال وإحراق قلوب الكثير من أبناء الطائفة السنية السلفية في اليمن والمنطقة. ، الحوثيين هنا ينفذون الأجندة الإيرانية وربما تكون جبهتهم الأخيرة تكرار السيناريو السابق وارتكاب الحماقة نفسها مع الجارة السعودية لكنهم سيندمون بفعلتهم؟!. على الجانب الآخر وبالتحديد في محافظة عمران نرى مشاريع وهي بالأحرى حركات مضادة تحاول فرض نفسها من جديد وتحمل في جعبتها كوابيس مخيفة ، الشيخ حسين الأحمر القادم هذه المرة من السعودية عن طريق البر عبر بوابه صعده ، وهي المرة الأول يتم فيها السماح بعبور احد أبناء الأحمر إلى عمران منذ أكثر من سبع سنوات وتم ذلك بالتنسيق بين الطرفين ، لكن هناك شائعاتٍ ومعلومات غير مؤكدة تشير إلى تعرض موكبه إلى إطلاق نار ومقتل احد مرافقيه بمديرية حرف سفيان مما أدي إلى تغيير وجهته متخفيا!. الشيخ الشاب يقال انه يرتبط بعلاقات جيدة مع الحوثيين وقد أظهرت ذلك وثائق عثر عليها في مقر الاستخبارات الليبية ان القذافي مول الحوثيين بالسلاح والمال عن طريق حسين الأحمر وتاجر السلاح فارس مناع الذي نصبه الحوثيون مؤخرا محافظا على صعده . لقد عاد الشيخ الصغير حاملا رسالة اعتذار إلى قبيلته ومشايخ حاشد , وقال انه وإخوانه أساءوا لقبيلة حاشد وتاريخ والده الشيخ عبدالله , وقدم أسفه واعتذاره على ما قامت به بيت الأحمر من تعامل متعالي وفوقي على مشائخ حاشد وأبناء قبائل حاشد , وانه وإخوانه يشعرون بذلك الذنب وانه لولا حاشد ماكانوا مشائخ , وأنهم شعروا بذلك عندما تخلت حاشد عنهم في حرب الحصبة ضد الدولة ، وفي معرض اعتذاره أضاف قائلاً " لقد خسرنا حاشد خسرنا الشيخ حمود عاطف خسرنا الشيخ جليدان خسرنا الشيخ المشرقي والشيخ ابوعوجاء وأبناء ابوشوارب , لقد أغرانا المال واهتمينا بمصالحنا وجمع المال وفقدنا القبيلة "!! . وابدي أسفه على ما تعانيه مناطق حاشد من ندرة في المدارس والمستشفيات وقال انه خطا كبيرا وانه سيعمل على إصلاح هذا مطالبا بإعطائه فرصة أخيرة؟!. لقد تذكرت خطاب الأحمر هذا في بداية ثورة الشاب عندما أعلن قائلا بإن قبائل حاشد ستتدخل لحماية المتظاهرين سلمياً وحماية الممتلكات العامة في صنعاء إن لم تتوقف السلطة عن بلطجتها في مواجهة المتظاهرين. فكانت معركة الحصبة هي قربان الثورة السلمية المزعومة !!. إذن مشروع القبيلة من جديد والفرصة الأخيرة التي سيقودها حسين الأحمر بدلاً عن شقيقة الأكبر الشيخ صادق الذي اختفى إعلاميا هذه الأيام بعد ان اتضح بأنه خسر في معركته وفشل قيادته للقبيلة و لم يستطيع الحفاظ عليها من التمزق والتشرذم ؟!.. اليوم أعلن حسين الأحمر عن لجنة وطنية ستضم عدد من الشخصيات الوطنية البارزة من مختلف مناطق اليمن، وذلك للعمل على متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية ". ينما يجري التحضير لتكتل كبير من مختلف القبائل يقوده شخصيات دينية لنصرة المحاصرين في دماج وذلك لفك الحصار المفروض عليهم من الحوثيين .. الشيخ حسين الأحمر ومن خلفه حاشد اصبحو في مرمى الحوثيين وأي مواجهات قادمة ستكون في ساحة حاشد. الغريب ان حسين الأحمر الذي مُنع من حضور مراسيم حفل التوقيع على المبادرة الخليجية جاء مسرعاً وبالتهريب ليدعوا كافة أبناء اليمن إلى دعم المبادرة الخليجية والعمل على الدفع لتنفيذها، وان لا يدعوا لصالح وبقايا نظامه الفرصة لإفشال هذه المبادرة التي ستخرج اليمن إلى بر الأمان". حسب قوله. الى ذلك ذكرت مصادر صحفية بان حسين الأحمر إتصالاً هاتفياً من الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية تمالمدنيين،صال الإطلاع على الأوضاع في اليمن وخصوصاً مايجري في تعز من مواجهات بين القوات الموالية لعلي صالح وأنصار الثورة ، وقد أبدى ولي العهد السعودي حرصه وحرص خادم الحرمين الشريفين على تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والعمل على إيقاف العنف ضد المدنيين ، كما أكد على استعداد المملكة لإرسال لجنه عسكرية للإشراف على عملية التهدئة وإيقاف نزيف الدم .