قد يلتقي ضدان ويتفقا معا شرط ألا يكون أحدهما من الاخوان المسلمين . فتاريخ الاخوان مليء بالتحالفات التي لا تعمر نتيجة لما يتمتع به تنظيم الاخوان من العجرفة والعنجهية وحب التسلط ، وقد يظن البعض أن في كلامي هذا تجني على الاخوان الا أن هذا يبدوا واضحا وجليا أمام كل متابع لسيرة تنظيم الاخوان في شتى بقاع الأرض ، ولن أذهب بعيدا فأقرب مثال هو ما مرت به بلادنا الغالية في خلال عام من عمر الأزمة أو كما يحلوا للبعض تسميتها بالثورة والتي حملت بين جنباتها الكثير من تلك التحالفات سواء بين المؤتمر وحلفاءه من جهة أو بين الاصلاح ( الاخوان ) وشركاءه من الجهة الأخرى . فالتحالف الأول ( المؤتمر وحلفاءه ) بقى صامدا أمام كل المكايدات والمزايدات التي مارستها أحزاب اللقاء المشترك وأيضا الشائعات التي كانت تبث عبر القنوات الاخبارية العربية وعلى رأسها الجزيرة القطرية والتي حاولت بشتى الطرق زرع الفتنة بين أبناء الشعب عامة والمؤتمر خاصة معتمدة في ذلك على المتسيسين من المشترك الذين لا يفقهوا في السياسة شيئا عدا الزعيق والنهيق وكيل الشتائم ، ورغم ذلك تعامل المؤتمر وحلفاءه مع الأزمة بكل حكمة وصبر حتى تمكنوا من اخراج البلاد الي بر الأمان . أما التحالف الآخر فهو تحالف المصالح ( الاخوان والمشترك ) الذين كونوا تحالفا غريبا لا يتقبله عقل خاصة مع وجود عداوة تاريخية بين الاخوان والاشتراكيين وصلت حد التكفير والإقتتال الا أنهما تحالفا وكل منهما يضمر للآخر ولكن المصالح هي التي بررت لهم هذه الشراكة ، ومن ثم انضمام قائد الفرقة الأولى مدرع أو ما يسمى بحامي حمى الثورة وقلبها النابض رغم أن أفعاله تدل على أنه لا قلب لديه ولا عقل وجاء انضمامه مع بعض القوى القبلية الي الساحات بشكل علمي ومدروس وكأنه ( أَمْرٌ بُيِّتَ بلَيْلٍ ) ووقوفهم صفا واحدا مع المشترك بحكم ميولهم الإخوانية ، ورغم تحالف تلك القوى مع بعض المنظمات الحقوقية في الساحات الا أن حزب الاصلاح وأتباعه لم يتمكنوا من تغيير طباعهم كي تتماشى مع الموقف فبدأوا يستولوا على المنصات وتشكيل اللجان الأمنية حتى سيطروا على الساحات بأكملها وكل من يخالفهم اتهموه بتبعيته للأمن القومي وهي جريمة كبرى تمكنهم من اعتقاله وتعذيبه ، الا أن بعض النشطاء استشاطوا غيضا من سوء المعاملة فحاولوا أن يستقلوا بآرائهم داخل تلك الساحات ولكن الاخوان تنبهوا لذلك وهددوهم بالتصفية وبعضهم تم تكفيره والدليل على ذلك وجود الكثير من الناشطين والناشطات خارج الوطن متنقلين بين القاهرة والدوحة بعضهم يحاول أن يجد له تحالفات جديدة وبعضهم الآخر هرب خوفا على نفسه من بطش الاخوان . فهل سيعي الشباب والأحزاب أنهم لن يستطيعوا مع الاخوان صبرا ، وأنهم ليسوا أكثر من وسيلة بلغوا بها غايتهم .