اذا كان لكل مرحله تاريخيه مؤهلاتها وشروطها التي تقود الى تحقيق النهضه وتجاوز أسباب التخلف والرجوع الى الوراء, فلا بد ان ننظر نحن كيمنيين وعرب ومسلمين الى هذه الشروط والمؤهلات على ضوء المرحله التاريخيه والظروف الاستثنائيه التي نمر بها ومعطيات الواقع المرحلي والعالمي الذي نعيشه ولابد ان نعي حقيقه ان العالم اليوم تعاد صياغته ثقافيا, وان العلم والثقافه تقدما في عصرنا الحديث ليصبحا القوه الدافعه والمحركه لتقدم المجتمعات, او بالاحرى القوه الاولى والعامل الاساسي في صناعه المستقبل بجوار عوامل اخرى كثيره كان بعضها يسبق في الترتيب قبل الاقتصاد والتصنيع والتعليم على اختلاف الانماط والمراحل . . ومن ثم اصبحت النظره للتعليم في الوطن اليمني بصوره خاصه والعربي بصوره عامه اخذة في التبلور صوب استراتيجيات تتشكل في ضوئها ملامح السياسات التعليميه الجامعيه والمتوسطه ومختلف المراحل لتوكد ان التعليم والتعلم تحديدا هما المفتاح الرئيسي للامن الفكري والثقافي, ففي ضوء ضرورات الحياه الفعاله في عالم سريع التغير, كثيف المعرفه , لابد ان تحافظ المؤسسات التعليميه على امن الطلاب والشباب فكريا وثقافيا وترسخ الهويه الثقافيه الذاتيه السليمه والهادفه للشباب والطلاب والمجتمع ككل, ولم يأت هذا من فراغ وانما من روؤيه عميقه ترى ان الحديث عن التعليم هو بطبيعته حديث عن المستقبل وحديث عن صوره الغد التي يحققها التعليم للوطن ولابنائه معا , وهو صوره للجهد والعمل الدءوب والمستمر من اجل الحفاظ على الهويه وعلى الخصوصيه الثقافيه وعلى الا ستمراريه , وليس البقاء فقط وانما الوجود المتفاعل ذو القيمه المضافه في الوسط المحلي والعربي والعالمي. وهذا يعني ان التعليم الجامعي والمتوسط في المراحل التعليميه المختلفه والتثقيف المجتمعي الذي نرجوه في عالم اليوم , ليس تقديم تعليم أي تعليم ,وانما تعليم وتثقيف يحقق الطموحات الانسانيه والقوميه والعربيه المشروعه التي يتطلع اليها جميع شباب الوطن اليمني والعربي وأبنائه في اطار الرءويه المتطلعه والمرغوبه للمستقبل, فالهدف من التاكيد في هذاه الايام العصيبه والاستثنائيه من تاريخ شعبنا اليمني وأمتنا العربيه ليس ما نراه من اخطار تهدد أمن اوطاننا فقط, ولكن لكل عناصر البقاء والاستمرار للثروات البشريه والطبيعيه ,وأيضا الاخطار المحدقه والمهدده لكل مقومات تحقيق الذات اليمنيه والعربيه والخصوصيه القوميه والثوابت التاريخيه بكل مالها من ملامح ثقافيه, فنحن نتعرض الان اكثر من أي وقت مضى للهجوم والدفع نحو الذوبان في ثقافه محبطه لاتتوافق مع ثقافتنا , ولذلك علينا تنميه حرص طلاب وشباب الجامعات على حقوقنا والسعي لمزيد من المشاركات الثقافيه في جامعاتنا ومجتمعاتنا المحليه والوطنيه, حرصا على الحصول على اغلب احتياجاتنا الثقافيه عبر الاعلام وشبكات الانترنت والصحافه وانماط متنوعه من التعليم والتثقيف الهادف لتحديد ملامح المستقبل,وكل هذا يتطلب ان يكون طلابنا وشبابنا على درجه كبيره من الوعي الثقافي تؤهله لكي يعرف كيف يحصل على حقوقه مع المحافظه على حقوق الاخرين وحق وطننا وامن مجتمعنا ,وايضا تؤهلهم لمعرفة الطرق والاساليب التي تساعد في المحافظه على هذه الحقوق, كما تؤهلهم للوصول الي مصادر المعرفه الصحيحه والملائمه لقيم وعادات مجتمعاتنا وهويتنا والتي تجعلهم يسيرون في الاتجاه الصحيح والبعد عن الانحرفات الفكريه والانزلاق وراء الفكرالسقيم والتيارات الهدامه والمحرفه لاصول الدين والهويه الثقافيه .