بحضور رئيس الجمهورية ورعاة المبادرة الخليجية والأمين العام للأمم المتحدة احتفلت أطراف العملية السياسية الموقعة على المبادرة بمرور عام على التسوية السياسية التي ساهمت بشكل كبير - وبتوفيق وعناية من الله عز وجل - في إبعاد البلد من شبح الحرب والعنف والفتنه وحافة الهاوية التي كاد الجميع أن يقع فيها . الاحتفال أقيم في ضل أجواء سياسيه ضبابية واتهامات متبادلة بين الأطراف الموقعة بخصوص عرقلة التفيذ لبعض بنودها وشروطها وهو ما يدعو الجميع إلى تنقية هذه الأجواء وإزالة كل المعوقات للسير قدما نحو استكمال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الرياض دون تحايل سياسي من أي طرف ودون ممارسة لأي ضغوط تحاول جهاده حرف مسار التسوية والانتقاء أو الاجتزاء منها بما يتوافق والأهداف الحزبية الضيقة . وليتذكر الجميع كيف كان الوضع قبل عام وماذا قدمت الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية مؤتمر وحلفائه ومشترك وشركاءه من تنازلات حكيمه حتى وصل هذا الجميع إلى قناعه وطنية أكدت في ذلك الحين بان اليمن تمر بفتره خطيرة وحساسه وسقوطها كدولة وأحزاب وقوى اجتماعية وقبلية وطائفية في فتنه كبرى كانت الهاجس المشرك للجميع وبالتالي قرروا تغليب المصلحة الوطنية العليا والتقدم خطوات إلى الأمام بعيدا عن الشعارات الثورية البراقة وبعيدا أيضا عن مغريات السلطة الفانية فكان الخيار الحكيم الذي قاد الجميع إلى تسوية سياسية مشهوده تنازل بموجبها الرئيس علي عبد الله صالح عن كرسي الرئاسة بعد أن أصبح هذا الكرسي الدوار شماعة وذريعه في يد خصومة لإشعال الفتنه في البلد كتلك التي لازالت مشتعلة في سوريا منذ عامين والتي قادت هذا البلد العربي العزيز إلى محرقة الموت والاقتتال الداخلي والهدم المتواصل لمقومات الدولة ولبنيتها الأساسية وهو ما يهدد بشكل كبير وحدتها بعد أن أصبح اليوم أمنها واستقرارها على المحك مالم يجنح الجميع في سوريا سلطة ومعارضة إلى لغة السلم والصلح والحوار . الرئيس السابق علي عبد الله صالح قام بدور ايجابي كبير قاد أطراف الأزمة في بلادنا في ذلك الحين إلى هذه التسويه التي احتفل الجميع بمرور عام على التوقيع عليها وهذه شهاده تاريخيه لن يستطيع ايا من خصومه اليوم أو غدا تحريف وقائعها التي شهدها الشعب وعايشها الجميع ... وهذا لا يعني التقليل من دور الآخرين حتى من خصومه فحزب الإصلاح والحزب الاشتراكي وشركائهم من باقي الأحزاب المشكله لتكتل المشترك كان لهم أيضا دور كبير في الوصول إلى هذه التسويه ولم يستسلموا للضغوط السياسية من خارج المشترك التي رفضت ولازال بعضها يرفض هذه التسويه حتى اليوم ... ولاننسى أيضا الدور الكبير لرئيس الجمهورية عبدربه منصورهادي سواء في تحمله مسئوليه قياده البلد في أوج الأزمة والصراع بعد جريمه دار الرئاسة أو بعد التوقيع على الاتفاقية وانتخابه شعبيا لرئاسة اليمن للفترة الأهم والأخطر في تاريخها المعاصر .
عام مضى على هذه التسوية التاريخية تحقق فيه الشيء الكثير سلبا وإيجابا انجازا وإخفاقا وبالتالي نتمنى على الأطراف الموقعة على هذه الوثيقه الوطنية تجاوز السلبي وانجاز المتعثر فالوقت لايزال في صالحهم جميعا لينجزوا ما تعثر ويسارعوا في انجاز ما تبقى في إطار وطني وفاقي حقيقي يغلب مصلحة الوطن العليا على أي مصلحه ضيقه لأي طرف ولأي حزب ولأي فرد ولأي مشروع صغير فالبلد وامن البلد واستقرار البلد ووحدة البلد أمانه في أعناق الجميع ... (( { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }))... صدق الله العظيم [email protected]