يقولون إن غزة انتصرت .. وينقلون صورا لاحتفالات الغزاويين بالنصر ، وعندما يُسألون (كيف انتصرت غزة) يقال بحيلولتها دون تحقيق الاحتلال الصهيوني لأهدافه من العملية الأخيرة على القطاع وإجباره على التوقيع على اتفاق التهدئة .
وهنا يجب التنبيه لأمرين : أولهما هو رصد الأهداف الإسرائيلية من العملية الأخيرة على القطاع للبحث في مدى تحقيق الاحتلال لها من عدمه .. وبرأي أن تلك الأهداف هي :
_ تجريب نظام الدفاع الجوي المتحرك ،المسمى" القبة الحديدية ، واختبار فعاليته في أي مواجهة قادمة ورصد الثغرات في هذا النظام _ تصفية بعض قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية بعد عملية رصد استخبارية _ ضرب البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية وتدمير مقرات القوى الأمنية _ استنزاف مخزون حركات المقاومة من الأسلحة وبخاصة الصواريخ "الفتيش" والتي تصل للقطاع عبر عمليات تهريب معقدة . _ زيادة شعبية التيار اليميني بين الاسرائيلين ، خصوصا وإسرائيل مقبله على انتخابات في الأيام القادمة .
الأمر الآخر أن إسرائيل لم ترضخ لاتفاق التهدئة خوفا من مفرقعات حماس ، بل بفعل ضغوط خارجية شديدة مارستها أمريكا ودول الاتحاد الأوربي وبعض دول المنطقة التي ترتأى أن الألوية في هذه المرحلة هي في تصفية الجيش السوري وإسقاط نظام الأسد ، والدفع بمشروع الربيع العربي باتجاه الأردن .. وأن ما يحدث في غزة قد يؤثر على هذه الترتيبات التي تعد للمنطقة .
إذا فالاحتلال حقق أهدافه والتوقيع على الاتفاق جاء بضغوط خارجية لم تبذل لأجل سواد عيون الغزاويين ولا غيرة لي دمائهم اللي تسيل منذ عشرة أيام .. ولكن لشي في نفس إخوان مصر وتركيا ونعجة قطر والماما أمريكا .