{.. لست أدري حتى الآن بماذا أصف أولئك الطلاب المتميزين دراسياً ممن يحظون بأحقية الابتعاث الدراسي في الخارج لنيل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.. وهل هم بالفعل مبتعثون للدراسة.. أم مرحلون كعدد فائض.. ولا حاجة لنا بهم ولا بعقولهم النيرة ولا بتفوقهم العلمي؟! فكما يبدو نحن في غير حاجة للتفوق ولا للعقول التي تبني ولا تهدم.. ولدينا من (الطحاطيح ) ما يفوق الحاجة.. ومن (الفهلويين) ما يجعلنا في غنى دائم عن أصحاب المؤهلات ! قالها وزير مختص ذات يوم بالفم المليان (لا يشغلونا أصحاب الدال) وتابع كلامه أمام زملائه: (الدال) إذا ما جبناها بالمراسلة نجيبها بالفلوس.. ووزير آخر لا أعرف ولست متأكداً هل حصل على الشهادة الجامعية أم لا أو أن لديه شهادة جامعية حقيقية أم تلك التي تأتي بالبركة.. ترك كل الصرفيات الهائلة.. وما تنفقه الحكومة من مليارات.. وما يذهب كإتاوات وكرشوات في أماكن كثيرة ومنها في الوزارة المعنية بالمشاريع أكثر من غيرها من الوزارات.. وما يتم إهداره في الكماليات ومنها السيارات التي يحظى بعض كبار المسئولين باثنتين وثلاث.. وفجأة ظهر ذلك الوزير بمقترح (جهنمي ) أراد أن يسجل به السبق وينفرد به وبعضلاته وهو يقول : لاجدوى من الابتعاث الدراسي في التخصصات التي هي موجودة في اليمن.. ومن المفترض أن يكون الابتعاث في التخصصات النادرة وغير الموجودة وسيتم لو نفذ مقترحه توفير أموالٍ كبيرة تنفق للطلاب الدارسين بالخارج دون فائدة!! لاحظوا مدى هذا الاستخفاف بالعقول.. في الوقت الذي نجد فيه سفارات اليمن بالدول الشقيقة والصديقة تكتض بالدبلوماسيين الذين يكبدون بيت مال اليمنيين ملايين من الدولارات.. وبلا حسيب.. وبلا رقيب.. حتى أن التعيين في السفارات أصبح مطمعاً ومغنماً يسعى إليه الكثيرون وتشتعل من أجله خطوط كثيرة من الوساطات والتوصيات إلى يومنا هذا.. ! يعني.. وصلوا إلى الطالب الكادح.. المكافح.. وتفردوا بالفصاحة.. وتسابقوا بالمقترحات.. مع أن كثيراً من المسئولين وعدداً من اعضاء مجلس النواب لهم أبناء فاشلون دراسياً ويزجون بهم بطريقة أو بأخرى في كشوفات المبتعثين للدراسة ويتمتعون بكامل الرعاية وشديد الاهتمام ومستحقاتهم المالية إذا لم يستلموها في البلد المبتعثين إليه وجاء موعد الصرف وهم في اليمن أو في أي رحلة استجمامية خارجية فالفلوس تتبعهم بنظام التحويل مع بوسة على الرأس.. وأولئك الدارسون والمنضبطون والمكافحون يتجرعون الويلات ولا يجدون سوى المعاملة القاسية والروتين الممل والمماطلة في الصرف والعراقيل التي يحاول البعض تطفيشهم بها.. وهنا لا أعتقد أن النموذج اليمني في الملحقية الثقافية بالأردن مكرر أو مطروح للاستفادة في سفارات أخرى كونه يتميز بإنصاف المتفوقين وبتسهيل إجراءات الصرف والوقوف مع الطلاب في التسجيل وفي تغطية الرسوم حتى وصولها من اليمن وفي متابعة الطلاب وتسهيل ما يحتاجونه وتذليل ما يواجههم من صعاب وحل ما يقعون فيه من مشاكل.. وهذه شهادة حق وإنصاف يستحقها المستشار الثقافي الدكتور عبدالكريم الورافي.. ونتمنى أن نجدها في بقية السفارات.. وياخوفي يحسبها أصحاب (المقترحات الجهنمية) بطريقتهم فيتحول الورافي إلى هدف للتصفية !! غير ذلك.. وبعيداً عن ممارسات (مقرفة) في حق الطلاب الدارسين في الخارج.. كثرت هذه الأيام الاحتجاجات والاعتصامات في السفارات للطلاب الدارسين.. ومنهم من يطالب بمستحقاته.. ومنهم من يشكو سوء الحال.. وذل السؤال.. في بلدان كماليزيا التي تضاعف فيها الغلاء الفاجر.. عملة.. وسكناً.. ومعيشة.. وفوق ذلك ترتفع رسوم تجديد الجوازات.. وتتضاعف قيمة تذاكر السفر.. وكل الذي يستلمه الطالب شهرياً إذا ماوصل في وقته لا يكفي لعشرة أيام.. !! أخاف أن يظهر أحد (الفطاحلة) من المسئولين ليقول (يستاهلوا) ولذلك سأدعو الوزارة المختصة والوزارة المالية والحكومة إلى (تشغيل) نبض (شوية) إحساس ليشعروا بمعاناة مُرة يتجرعها الطلاب المبتعثون لا المرحلون ويعملوا على إيجاد الحلول المناسبة والسريعة وأقلها رفع المستحق الشهري ليواكب في أقل الأحوال ظروف العيش الأدنى.. هل بالإمكان.. أتمنى.. طبعاً ومن غير أن يطل أصحاب المقترحات (إياها) برؤوسهم الثقيلة