قادني فضول خاص أجَّجه أحد الزملاء لمشاهدة مقطع فيديو صغير لا يتعدى الثلاث دقائق تقريباً , كانت الدقائق الثلاث زاخرة بمشاهد ثلاثة : الأول : يظهر فيه شيخ فتوى جهاد المناكحة محمد العريفي وهو يتحدث عن المعجزات والكرامات التي تصاحب عمليات القتل والتدمير في سوريا بملائكة يقفون إلى جوار المقاتلين ويدعمونهم فيما يصنعون !! الثاني : حديث مقاتل لإحدى وسائل الإعلام وهو يقسم بالله بأن جنداً من الملائكة تقف إلى جوارهم وتقوم بالعمل المطلوب !! الثالث : تصوير مرئي لمعركة مع الشبيحة يظهر فيه أحد الملائكة بلباس أبيض يقوم بحمل أحد الجرحى بيد واحدة دون أن يصيبه أذى !! المشهد الثالث كان مصحوباً بكتابات تتحدث عن الملاك في خطواته وسط المعركة وقد ظهر فجأة من داخل أحد الدكاكين ليحمل المصاب وسط المعارك !! أي استغباء لعقول الناس هذا ؟! وهل المشاهد ساذج إلى درجة الإستغباء التي يحاول منتج الفيديو الضحك بها على عقله ؟! تساؤلات : هل تحضر الملائكة مشاهد قتل الموحدين وتدمير بلاد التوحيد ؟ وهل يلبس الملائكة لباس هيئة الأمر بالمعروف في السعودية ؟ وهل يستحق قاتلوا الموحدين ومدمروا البلدان وناشروا الرعب والخوف والإرهاب في قلوب النساء والأطفال أن تكون الملائكة إلى جوارهم ؟ وهل أنهار الدماء السوري تجري بحماية الملائكة ؟ بؤس وإفلاس : يحاول القتلة استغباء العوام من الناس بمثل هذه الترهات وكأن القتلة أهل بدر أو أحد يخوضون حرباً مقدسة في سوريا . ألم يكن الأحرى بملائكة القتلة أن تتجه بهم نحو دمشق لفتحها ؟! ولماذا دمشق .. مادام للقتلة ملائكة فلتُقدم هذه الملائكة على خنق الرئيس بشار ليتخلصوا منه ؟! لقد انكشف الغطاء وبان مستور المؤامرة الصهيوخليجية لكل ذي لُب ولم تعد تنطلي الخزعبلات والفبركات النفطية على أحد فالمجتمع العربي بات واعياً أكثر من ذي قبل وسوريا أصبحت مقبرة الإجرام والأيام القادمة حُبلى بالمفاجآت .