حشد كبير بكل ما تحمله الكلمة من معنى , ذلك هو حشد ابناء المحافظات الجنوبية في ساحة العروض بالعاصمة عدن في الذكرى ال 19 \" لإعلان \" فك الارتباط . \" فك الارتباط \" شيء و \" الانفصال \" شيء اخر , \" ففك الارتباط \" هو حدث يعني العودة بحال الدولة في المحافظات الجنوبية الى حالها قبل حدث \" الارتباط \" اي حدث الوحدة اليمنية , و الذي ارتبطت فيه الدولة التي كانت قائمة في الجنوب مع الدولة التي كانت قائمة في الشمال وفقا لاتفاقية هي اتفاقية الوحدة اليمنية , ولتقوم بذلك دولة الوحدة اليمنية . اي ان \" فك الارتباط \" هو حدث يتمثل في انتهاء دولة الوحدة \" الجمهورية اليمنية \" وعودة دولة \" جمهورية اليمن الديمقراطية \" لتمثل الدولة في محافظات الجنوب , وبالتبعية عودة دولة \" الجمهورية العربية اليمنية \" لتمثل الدولة في محافظات الشمال . \" الانفصال \" هو حدث اخر , و يعني قيام كيان دولة في المحافظات الجنوبية ليس بالضرورة ان يكون هو ذات كيان الدولة ما قبل 1990م \" جمهورية اليمن الديمقراطية \" . وحتى الان لا توجد صيغة محددة ومعتمدة لتلك الدولة التي سيسفر حدث \" الانفصال \" عن قيامها في المحافظات الجنوبية فيما اذا ما تم . المواقف الصادرة عن المكونات الجنوبية المعنيّة بالحشد الذي اجتمع في ساحة العروض بعدن , توضح ان ذلك الحشد تتوزع مطالبه ما بين \" فك ارتباط \" وبين \" انفصال \" . ولكن ذلك الحشد هو على قلب رجل واحد في رفضه لصيغة الدولة التي فرضت بعد حرب 94م , وما ترتب عليها من إقصاء وتهميش واحتكار قرار ونهب . من بين ابناء المحافظات الجنوبية من يتبنون مطلب ثالث هو \" تغيير \" , و\" التغيير \" مطلب يتمثل في اعادة صياغة دولة الوحدة بالشكل الذي يعالج موضوع \" الارتباط \" بالعودة الى امتثال اتفاقية الوحدة , كما يعالج ايضا غير ذلك من الاختلالات والفساد والنهب وسواء كانت من قبل 94 م او بعده وسواء كانت في محافظات الجنوب او محافظات الشمال . المشهد في محافظات الجنوب يمثّل توليفة من مطلب \" فك ارتباط \" و \" انفصال \" ومطلب \" تغيير \" , ولاشك ان ذلك الحشد يجعلنا نسلم ان الغالب على الشارع الجنوبي هو مطلب \" فك الارتباط \" و\" الانفصال \" , بينما مطلب \" التغيير \" هو الاقل حظا . ولكن الجميع يجتمعون في رفض حرب 94 م , و رفض ما ترتب عليها من اختلالات واحتكار قرار ومفاسد , على مختلف الصعد ومختلف المستويات وفي مختلف المجالات . امام هذا المشهد في المحافظات الجنوبية تكون السلطة القائمة باسم دولة الوحدة امام \" محكّ حقيقي \" . فإما معالجة جوهرية جادة لما يجمع ابناء المحافظات الجنوبية على رفضه وبشكل يلمسه المواطنون في واقع حياتهم , وهو ما سيخلق حالة من الامل لدى الاغلب المطالبين حاليا \" بفك ارتباط \" و \" انفصال \" , وحينها سيمكن التفاهم معهم على صيغة مشتركة لموضوع \" الارتباط \" . او ان لا تقوم السلطة بمعالجات جادة وجوهرية , وبالتالي يفقد الامل المطالبين \" بالتغيير \" حاليا . وسيجمع الجميع من ابناء المحافظات الجنوبية على ان يتفاهموا فيما بينهم على صيغة مشتركة لدولة تقوم في محفظاتهم يجمعون عليها جميعا . وحينها لن تتمكن الدولة القائمة باسم دولة الوحدة حاليا من عمل شيء غير ما يجتمع عليه ابناء الجنوب جميعا . وستفرض دولتين او اكثر في اليمن على كل الاطراف بمن فيهم اللاعب الاقليمي والدولي . عبدالوهاب الشرفي [email protected]