ليست حادثة رمي ثلاثة من الشبان المصريين من على سطح عمارة في الاسكندرية ابان واقعة دار الحرس الجمهوري هي الحادثة الوحدة بل لايزال المجال مفتوحاً وربما مغمض العينين على كثير من الجرائم المرتكبة داخل ساحات اعتصام الاخوان وفي الخيام الامنية التي تم تخصيصها للمحاكمات واصدار الاحكام العبثية والتخوين لمن لاينتمون للاخوان او ممن تعاطف معهم وشارك في اعتصاماتهم..كثير من الاحداث التي لاتصدق ولايقرها العقل ولايقبلها المنطق للاشخاص الاسوياء لكن هي حقيقة واقعة وتنظر فيها النيابة العامة في مصر بعد تأكيدها والاستماع لشهودها .. ومن ذلك على سبيل المثال الشاب أحمد حسن قمر الدولة عمره 33 عاما حضر من بلدته فى طنطا إلى مقر الاعتصام ومعه صديقه.. القتيل والذى معه دخلا إلى الاعتصام بحثا عن وجبة إفطار قبل دقائق من أذان المغرب مساء أمس الأول السبت.. النتيجة كانت الاعتداء عليهما بالضرب والركل والسحل.. لم يتحمل الضرب والركل والاعتداء وهو صائم.. لفظ أنفاسه الأخيرة وقرآن المغرب يرن فى آذان جميع المعتصمين.. ولم يسمع أحد صرخاته أو يقول للمعتدين: «حرام عليكم.. ده إحنا فى رمضان.. وده مسلم وصايم».. زميله أحمد فتوح (34 سنة) أصيب بجروح بالغة وتم نقله إلى المستشفى ليكون شاهدا على جريمة أنصار مرسى فى نهار رمضان.. ويشرح زميل احمد القصة بقوله: أنه بمجرد أن دخلا الاعتصام طلب منهم المعتصمون البطاقة وعندما أخذوها قالوا «خونة دول المباحث بعتاهم يرشدوا عننا»، وأخذوهما إلى خيمتين منفصلتين، وأن أكثر من 20 شخص اللى معه شومه واللى معه ماسورة واللى معه حديدة وظلوا يضربونه حتى فقد الوعى، ولم يجد أحمد بجواره..هذه هي الواقعة..كما تم القبض على العشرات وتم اقتيادهم الى الخيام في "رابعة"وخضعوا حسب روايات البعض للتحقيقات والتعذيب والبطش والتنكيل.. واقعة اخرى تصدرتها الصحف بالصورة الحية ان عدداً.. من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى قاموا بإحضار مجموعة من الأطفال إلى مقر الإعتصام"برابعة العدوية" وتلبيسهم الأكفان ووضعهم كسلاسل بشرية فى واحدة..هو مشروع "الشهيد الذي سبق ونفذه جماعة الاخوان في اليمن .. ومثل تلك الواقعة غير الوحيدة, تكشف عن ما تضمره جماعة الإخوان وأنصار المعزول"مرسي"من خبث وعداء ومساعيها لبث الفرقة وكراهية الأطفال لوطنهم وجيشهم..بات أطفال مصر أحياء فى "أكفان" من أجل عودة "المعزول"..ولاغرو.. فذلك يكشف حالة البؤس التي بات عليها المتأسلمون ومن يعتقدون بأنهم وحدهم صوت الاسلام..من يدعون حفظ الاسلام بينما الكرامة البشرية التي رفع الاسلام مكانتها والطفولة المصانة تقاد كحيوانات لتقديمهم وجبة افطار على مائدة الموت لارضاء نزوات ورغبات شيطانية قذرة..على نحو غريب لم يشهد التاريخ ولو لحظة بأن أحد قام بإستغلال الأطفال فى تحقيق أغراض وأهداف شخصية ..فيما تظل المنظمات والمجتمع الدولي يغض الطرف عنها ويتجاهلها وكثير من الممارسات التي لاتتفق مع تشريعات ومواثيق وكل نواميس الكون والبشرية..ومثل ذلك ماحصل للشيخ الشيعي حسن شحاته واربعة شيعة اخرين في 32يونيو الماضي.. جرائم قتل مروعة وعمليات سحل بشعة تتحدث عنها وتلوكها السن المصريين وصحفهم ووسائل اعلامهم فقط كاخبار عابرة مثل هذه الجرائم الا يمكن ان تحرك الضمير الانساني لمن يدعون وينادون بحقوق الانسان.. وبالطبع فان من ساهم وكان له الجزء الرئيس في تنامي حالة العداء تلك بين ابناء الشعب المصري هي الفتاوى "الجهادية "لقيادات الاخوان التي ناصبت المؤسسة العسكرية العداء وكل من يقف معها ضد عجرفة التخوين والتكفير والبطش وتلاها فتاوى القرضاوي التحريضية وعدد من محرضي ومفتيي "الاخوان" بقتل الشيعة ومقاتلة من يؤيد الجيش والحكومة الانتقالية كماهو الحال في سيناء والهجمات التي يشنها الجهاديون للاطاحة بالمؤسسة العسكرية ,وخلط الاوراق السياسية,بمايدفع بأجندتهم على الواجهة السياسية للعب دور المنقذ "الفاشل"..هذه الفتاوى حولت معركة جهاد الاخوان والسلفية من الغرب واسرائيل الى اخوانهم المسلمين بمختلف طوائفهم .. وهذه الحوادث الإجرامية دون شك ,التي تسعى ,مبعوثة السياسة الاوروبية "كاثرين اشتون" من خلال لقاءاتها الايام الماضية, لرفع الغطاء عن مرتكبيها من قيادات الاخوان وعلى رأسهم "مرسي"ومحاولة اجراء تسوية تعطي الحصانة للاخوان مقابل اعترافهم بمابعد 30يونيو ..وهذه الجرائم ستفتح الباب الى تاجيج طائفي اوسع باتجاه المشروع الاخواني التركي الذي ينتهي او يقرر تحجيم دور اخوان مصر"مستقبلاً...ودمتم!!