العرب مشغولون بحبك المؤامرات على سوريا , أرهقوا أبدانهم وعقولهم وهم يستمعون للمخططين الأمريكيين والأوروبيين , وربما لا يستمعون ولا يُسمح لهم حتى بالنقاش فما عليهم سوى التنفيذ الفوري دون نقاش أما الإعتراض فلا يملكونه ليس من اليوم ولكن منذ عقود . عرب بكل طاقاتهم وإمكاناتهم وأموالهم وثروات شعوبهم المنهوبة والمجيرة لأذية خلق الله وخلق مشاكل وفتن في هذا البلد وذاك , هؤلاء العرب لم تعد القدس ضمن أجندتهم أو حتى تخطر على بالهم , فهي ربما تكون الكابوس الوحيد الذي يؤرقهم كلما خطرت ببالهم على حين غفلة أو جاء ذكرها في حضرتهم وقد أصبحت نسياً منسياً . إنهم يصنعون الفتن ويمولونها ولم ولن يفكروا أو حتى يقوم أحد بتذكيرهم بها , أنى لهم أن يتذكروا القدس وهم مشغولون بتنفيذ المخططات الإستخبارية والأجندات الغربية الصهيونية التي صارت ملقاة على طاولاتهم وهم أعجز من أن يتجاهلونها . القدس .. أولى القبلتين , وثالث الحرمين الشريفين لا أعتقدها تُعوِّل عليهم في شيء أو حتى تنتظر منهم شيئاً , وماذا يمكن أن يأتي من : السعودية .. لقد استنفرت كل طاقاتها وإمكاناتها إلى جوار الصهيونية العالمية جنباً إلى جنب في محاولات بائسة لكسر ظهر الممانعة العربية وقناة المقاومة الإسلامية الرافضة للضيم والهيمنة الإستكبارية الدولية والإسرائيلية والقدس أبعد ما تكون منها !!! دول الخليج قاطبة .. إنها لا تملك رصيداً سياسياً لا محلياً ولا دولياً لكنها تملك ثروات شعوبها ومقدراتها ولديها ماكنة إعلامية قد سخرتها لتنفيذ المخططات الصليبية الصهيونية متماهية مع السموم المذهبية والطائفية وليس للقدس ولا لفلسطين كلها نصيب !!! مصر .. تحاول تجاوز مخاطر التقسيم والتفتيت والفتنة الطائفية وهذه في نظر ساستها الجدد أهم من القدس وتهويد القدس . ليبيا .. تعيش اللحظات الحرجة في تاريخ ما بعد القذافي فمخاطر التقسيم تلوح في الأفق وربما تكون الضحية الأولى لمخاطر التقسيم والتجزئة والتفتيت التي كانت الهدف الأساس للمخطط الصهيوني الكامن خلف ثورات الربيع العربي , وما ينتظرها في أدنى الأحوال نموذج ليبي على غرار النموذج العراقي بعد صدام حسين . تونس .. تختبر قدراتها بعد التغيير لعلمها ان النار لا زالت تحت الرماد . الجزائر والمغرب .. تخشيان وصول العدوى إليهما وإن كانت الجزائر أكثر عروبة من المغرب وبقية السائرين في فلك المخططات الغربية . السودان , اليمن .. مشغول بمشاكله وأولى ثمار التقسيم تمت بدعم دولي والبقية على نفس الطريق وبرعاية دولية وأممية , واليمن ربما ينتظره ذات مصير السودان . الأردن .. حاول البقاء على الحياد ولكنه سرعان ما انجرف تابعاً صغيراً لا قيمة له ولا وزن لا في النظر الخليجي ولا الدولي . تركيا .. المرتمية في الأحضان الأوروبية طمعاً في العضوية كنا ننتظر منها الكثير فيما لو تخلت عن ارتمائها المذل والمخزي ولكنها اختارت لنفسها الذلة باختيارها ركوب موجة الشيطان !!! سوريا .. تحمل على عاتقها قضية فلسطينوالقدس والمقاومة وهي محور الممانعة العربية لكنها تواجه تكالب الأعراب والأغراب , المستعربين والصهاينة , التآمر العربي والدولي لا لشيء سوى كسر ظهرها وتجفيف منابع تمويل المقاومة ورعايتها لكنها صامدة بحول الله وقوته والشعب السوري أوعى من المؤامرات والمخططات وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . إيران .. لا تحتاج لتحليل فما تواجهه سوريا الجزء الأكبر منه بسبب العلاقات بين الدولتين وما يشكلاه من محور ممانعة ودعم للمقاومة وقضية فلسطينوالقدس . وبالتالي ما الذي يمكن أن ننتظره بعد كل هذا ؟ عبدالباري عطوان الكاتب والمحلل السياسي المعروف في مقاله الرائع بعنوان ( براءة الذمة حول الثورات العربية ) وضع النقاط على الحروف وعطوان معروف بمواقفه القومية وتحليلاته الصائبة وإدراكه لواقع الحال والمآل وهو أكبر من أن يزايد عليه أحد . الإمام الخميني رحمه الله جعل من القدس والقضية الفلسطينية محور العملية السياسية واختار آخر جمعة من رمضان لتكون يوماً عالمياً لإحياء المناسبة والتذكير بها والتضامن مع أبنائها بل إن نداء الإمام الخميني رحمه الله بمناسبة يوم القدس العالمي يمثل إيقاظاً للأمة الإسلامية وسبيلاً للمجاهدين في مقارعة الظالمين وهزيمة للاستكبار العالمي . لقد وجّه الإمام الخميني الأمة الإسلامية نحو القضية المحورية، فلسطين قلب الأمة والقدس قلب فلسطين، لان هذين المعلمين يمثلان قضية التحدي التي تمثل في أحد بعديها مؤشرات الضعف الذي يعتري المسلمين وفي البعد الآخر مؤشرات الاستكبار وأمارات مشروعه للهيمنة على الأمة ومقدراتها، وفي البعد الأول فإن الواقع الذي حاول الإمام الخميني أن يكشفه لأمة الإسلام أنه لولا الضعف والوهن والانقسام والتبعية والتشرذم في عالم المسلمين وبين صفوفهم لما استطاع حفنة من اليهود المطرودين من عالم الرحمة والمشتتين في الأصقاع والقليلي العدد أن يجتمعوا ويتآمروا على الأمة ويخططوا للانقضاض عليها من خلال التواجد في قلبها وبناء القاعدة للانطلاق نحو دولها وإماراتها وكياناتها كمقدمة للسيطرة على الأرض والثروات والمقدرات، وقد ركز رحمه الله على الأسباب الكبرى والرئيسية التي تقف وراء ما حصل، والتي تمثلت أساساً في الحكام والرؤساء والملوك والزعماء والأمراء والحكومات والإدارات والسلطات والأنظمة الحاكمة في دول المسلمين، وهو بذلك يريد أن يضع الأمور في نصابها ويؤشر إلى مكامن الداء الحقيقية دون مواربة ودون مهابة أحد، لأن القضية لا تحتمل ذلك ، ففلسطين ضاعت والأمة ضعيفة والمستقبل لا يبشّر بالخير في حال التقاعس عن القيام بواجب المجابهة والمواجهة مع الكيان المختلق إسرائيل وبالتالي فأقل القليل من الواجب يحتم على المسلمين التذكير بقضاياهم ولو من خلال إقامة الفعاليات كيوم القدس . السيد / الحسين بن أحمد السراجي خطيب الجامع الكبير بالروضة - صنعاء المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام 777017770 [email protected]