تخيلوا لو كانت لدينا خلال الاعوام الماضية معارضة قوية و حقيقية و وطنية و محترمة لنظام الرئيس صالح، طبيعي أنه في حينه كان سيصبح اكثر حرص على تقديم افضل ما لديه، قلقه من قوة معارضته كانت ستمنعه من اي مغامرة غير محسوبة، كانت ستجعل سعيه مُنصَب على كسب المواطن اليمني الذي يمتلك يوم الانتخابات خياراً اخر قد يمنحه صوته اذا شعر بأن الاخر افضل... سيقول احدهم هو لم يسمح بمعارضة حقيقية و قوية، وهذا كلام ساذج لتبرير فشل المعارضة، فالحاكم في مكان في العالم لا يسمح للمعارضة و لا يمنعها و لا يدعمها و لا يؤثر بها، بل هي من تفرض وجودها بقربها من المواطن و بمشاريعها التي تقدمها للناخبين و بحرفيتها الاعلامية و السياسية، اما معارضتنا كانت دائماً ما تفاوض الحاكم قبل الانتخابات تريد منه ان يمنحها عدد من المقاعد في البرلمان قبل ان تدخلها، لا تراهن على صوت الناخب بل تراهن على تسولها من الحاكم... لم تحرك المعارضة اي ساكن في اي قضية عامة سواء حرب صعدة او حرب الجنوب او الطائرات الامريكية او اي شيء متعلق بالوطن، كان شغلها الشاغل مقعد اضافي في اللجنة العليا للانتخابات و آخر في هيئة رئاسة مجلس النواب... اليوم معارضة الامس الهشة تستأسد و تحارب وجود أي نوع من المعارضة الحقيقة اليوم، تريد ان ينضم الجميع لطابور تسول المقاعد الذي لم يبارحوه هم بالرغم من ادعائهم انهم ثاروا ونجحوا و حكموا... اليمن بحاجة لمعارضة حقيقة وطنية حرة أكثر من حاجتها لهذه السلطة التي تركت البلد بارضها وسمائها و بحارها و شعبها و تفرغت لإدارة لعبة الكراسي التي لا نعلم لها نهاية... ادعو المؤتمر و رئيسه و قيادته بأن لا يشاركوا في تلك اللعبة العقيمة و ان ينفذ الرئيس صالح وعده بأنه سيتفرغ لإعطاء الآخرين درساً في كيفية المعارضة بالصورة التي تفيد البلد و تثري حياتها السياسية و تعدد اختيارات المواطن، نريد من علي عبدالله صالح عفاش أن يكفر عن أخطاء علي عبدالله صالح الأحمر...