علي الرغم من عدم وجود مؤشرات لعلاقات مباشرة بين المسارين الحوثي والحضرمي(تحديدآ مكوني الهبة والعصبة) الا ان المتابع للشأن اليمني سيجد ان هذين المسارين يتقاطعان في اكثر من منطقة وبما يمكنهما من الظهور كقوة فاعلة ومؤثرة في مؤتمر الحوار وخاصة فيما يتعلق باشكالية عدد الاقاليم. قضيتان مهمتان توضحان مناطق الالتقاء تلك وكيف يمكن توظيف البعدين الحضرمي والحوثي كعامل ايجابي للتسريع بمخرجات الحوار ودعمآ لفكرة الستة اقاليم. اولا من الواضح ان الهبة الحضرمية وتصريحات قيادات العصبة الحضرمية في الاسابيع القليلة الماضية لم ولن ترؤق لقيادات تيار الاستقلال في المحافظات الجنوبية. فمن جهة الهبة رفعت شعارات حقوقية ومطلبية وهذا وبلاشك شكل صفعة لتيار الاستقلال الذي يري في مثل هذة المطالب انتكاسة لطبيعة المرحلة والتي يفترض انها تجاوزت المطالب الحقوقية الي سقف اعلي وهو المطلب السياسي الاوحد والمتمثل بفك الارتباط. من جهة اخري تقوم قيادات مايعرف بالعصبة الحضرمية بمهاجمة تيار الاستقلال ويوكدون مايعتقدون انة هوية حضرمية لايمكن الحاقها بمسمي جهوي كالجنوب. بلاشك قد تكون هناك قوي سياسية اخري في المشهد الحضرمي لكن ماهو اكيد ان الهبة وقبائلها من جهة والعصبة ومناصريها من جهة اخري اضحو رقم مهم في المشهد الحضرمي. بالمجمل ترسل الهبة الحضرمية والعصبة الحضرمية اشارات قوية لتيار الاستقلال ان مايفرقهم سياسيآ اكثر مما يجمعهم. ثانيآ في الضفة المقابلة يمارس الحوثيون نفس الدور ضد القوي السلفية والداعمين لها من امراء الحرب الموجودون في صنعاء وان كانت بادوات مختلفة. الحوثيون وكما بات واضح في حالة صدام مباشر مع قوي الجنرال العجوز. في نفس الوقت تراقب قوي الزعيم المشهد وهي في حالة اقل ماتوصف بانها مربكة وقلقة. فقوي الزعيم بقدر ماتتمني الحاق الهزيمة بقوي الجنرال بقدر ماتتخوف ايضآ من قادم الايام والمرامي النهائية للحوثيون, فحروب الزعيم الستة خلفت الكثير من الاوجاع التي يصعب ان يتناسها الحوثيون وبسهولة. ماسبق يوكد وجود بعدين مهمين في الخارطة السياسية اليمنية يمثل احدهما البعد الحوثي المتصادم مع السلفية ورموز النظام السابق في الشمال والحضارمة المتصادمين مع تيار الاستقلال في الجنوب وهذا يقودنا الي موفنبيك حيث تعقد الجلسات الاخيرة لمؤتمر الحوار الوطني. من الواضح انة اذا ادركت قوي الحداثة في موفمبيك طبيعة البعدين السابقين فايفترض ان يتبع ذلك التسليم بان فكرة الستة اقاليم هي الفكرة الانسب للوقوف خلفها ودعمها. ففكرة الستة اقليم سوف ترضي وعلي الاقل في حدودها الدنيا رغبة الحضارمة في اقامة كيان يرتبط بالدولة المركزية ولكن في نفس الوقت يحافظ علي الحضور الحضرمي وبما لايسمح للقوي السياسية الجنوبية الاخري من الغائة او تقزيمة وهو ايضا مايطلبة الحوثيون في شمال الشمال وما كانو يشتكون من انة تميز وتقزيم لوجودهم في عهد الزعيم والجنرال. بالمحصلة لاشك ان الجدل القائم حول عدد الاقاليم بين ان تكون ستة او اقليمين ليس فقط مبرر بل ومطلوب الا ان الاغراق والتطويل في هذا الامر يفترض تجنبة وبالتالي تفويت الفرصة علي امراء الحرب لتفجير الموقف وتكرار المشهد السوري ولكن بنسخة يمنية هذة المرة [email protected]