قبل الغوص في مناقشة عنوان المقال يجب تطمين الاستقلالين انة فيما اذا كانو يسعون لانشاء مجرد دولة علي شاكلة دولة ارتيريا او دولة القذافي فان هذا الهدف ليس بالمحال وامكانية تنفيذة ليست من الصعوبة بمكان. الصعوبة تكمن في خلق وطن يحترم ويصان فية كرامة المواطن وانسانيتة . بعد هذا التطمين والتوضيح نعود لموضوع المقال والمتمثل باثارة قضية مركزية يتم تجاهلها من انصار تيار الاستقلال علي الرغم من خطورتها في حال تحقق هدفهم السياسي بفك الارتباط. هذة القضية تتمثل بملامح ظهور شرخ في النسيج الاجتماعي الجنوبي وذلك علي مستوين او مسارين. المستوي الاول يبرز من خلال التشكيك القائم حاليا باولئك المواطنين ذوي الاصول الشمالية وخاصة اولئك المولودون بعد 1990. المستوي او المسار الثاني يبرز من خلال ادوات التعامل المستخدمة مع الحالة الحضرمية ومحاولة تقزيمها او اقصائها. في المستوي الاول لايتردد بعض من قيادات تيار الاستقلال بالتشكيك بكل مواطني الجنوب ذوي الاصول الشمالية (حتي اولئك القاطنين في الجنوب ومنذو مطلع بدايات القرن الماضي) بل يذهب البعض الي درجة المطالبة بانكار مواطنة اولئك الافراد وطردهم من الجنوب في حال اتمام عملية فك الارتباط. لاتوجد احصائيات دقيقة لاولئك المولودون بعد 1990 الي يومنا هذا الا ان الارقام المتوفرة قد تصل بالعدد الي اكثر من نصف مليون مواطن. زرع الشكوك حول تلك الفئة من المجتمع ستقود وبلاشك الي نتائج كارثية ستكون عواقبها سلبية علي لحمة المجتمع الجنوبي بالمجمل. يجب التنبية الي جدية ظهور اشكالية اخلاقية لايمكن تجاهلها تتمثل في امكانية تعرض فئة من الجنوبيون الي تعسف قد يصل الي حد الابادة الجماعية وعلي شاكلة ما صار من تطهير عرقي في رواندا في مطلع تسعنيات من القرن الماضي. نحن نتحدث تحديدا عن فئة الجنوبيون المولودون بين عام 1990-1994 ومن اصول شمالية. تصور معي الحالة التالية لزوجين من محافظة ذمار انتقلا واستوطنا في محافظة ابين بعد الوحدة مباشرة في عام 1990 وانجبا اولاد في تلك المحافظة. اخلاقيا ماهو ذنب اولئك الاطفال ( سيكون حاليا اعمارهم في منتصف العشرنيات). كثير من قيادات تيار الاستقلال تقول بضرورة ترحيلهم من الجنوب بحجة انهم من اصول شمالية او يجب عليهم اعلان موقف سياسي واضح وداعم للاستقلال كشرط مسبق للاعتراف بجنوبيتهم. يجب التنبة الي ان افراد تلك الفئة من الجنوبيون مخلوقون في الجنوب قبل عام 1994 علي فرضية ان من ولدو بعد 1994 غير شرعين ( شرعي بالمعني السياسي للكلمة- بمعني مواليد بعد 94 في الجنوب لايعتبرو جنوبيون حسب طرح تيار الاستقلال). السؤل الذي يطرح نفسة كيف يمكن فرض هذة الرؤئ علي مواطنين انتقلو من الشمال الي الجنوب في وضع يفترض انة وضع شرعي وقانوني ( مرة اخري نحن نتحدث عن الفترة بين 1990-1994). بمعني اخر لماذا يحاسب هولاء علي جريرة ارتكبت من قبل نظام ليس لهم فية ناقة ولاجمل ولماذا يفرض عليهم ثمن لذلك تبني موقف سياسي بذاتة. في اطار هذة القضية ايضا لايستبعد كثير من المراقبين ان فئات مجتمعية اخري سوف يطالها نفس العنف ونفس حملة التشكيك تلك . وهذا يقودنا الي المسار الثاني وموضوع الحضارم وخاصة اولئك المنادون باستعادة الهوية الحضرمية. علي سبيل المثال ومن باب التوضيح من المستبعد تماما ان تسمح اجهزة القمع في الدولة الجديدة بقيام مظاهرات علي غرار مظاهرات الحراك الجنوبي للمطالبة باستقلال حضرموت عن الجنوب. من المهم جدا التنبة الي ان اتهامات علي شاكلة العمالة للشمال سوف تكون جاهزة وبالمرصاد لكل القوى التي سوف تسعي للمزيد من الحريات او تلك التي سوف تنتقد الاستقلالين . من المرجح ان فئات مجتمعية وسياسية علي شاكلة ' العصبة الحضرمية ' سوف تتعرض لعمليات اقصاء ممنهجة. فك الارتباط تحت هذة الظروف سيقود ليس فقط الي صراع جنوبي جنوبي ولكن ايضا الي رواندا جديدة يكون ضحاياها فئات مستضعفة يتم استهدافها لاغراض سياسية ليس الا. من الواضح ان فك الارتباط ان تم سوف يودي الي اضعاف هامش الديمقراطية وزيادة هيمنة السلطات الامنية والمخابراتية في دولة الجنوب القادمة وسيطرة علي كل مفاصل الحياة المدنية. ماسبق لايعني القبول باحالة الفوضي التي تعيشها اليمن حاليا ولكن قراءة للخيارات المتاحة ومحاولة انتقاء الافضل