بات من الواضح ان الفيدرالية ستكون اهم مخرجات الحوار المرتقب صدورها في الاسابيع القليلة القادمة. الفيدرالية وكما بات معروف هو اعطاء الاقاليم او المقاطعات في دولة ما صلاحية حكم نفسها وبدون الرجوع الي المركز. من المهم الاشارة ان الفيدرالية ايضا تعطي رؤساء حكومات تلك الاقاليم في حال اجماعهم علي قضية ما سلطة توازي سلطة الحكومة المركزية وقد تتجاوزها في حال تصعيد ذلك الخلاف الي القضاء. مماسبق لابد ان يظهر معارضون كثر للفيدرالية ومتضررون منها. ابرز اولئك المتضررون هم طبقة المشائخ وجنرالات العسكر المرتبطون بالنظام السابق واخيرا الانفصالين او المطالبين بفك الارتباط. قبل التعمق في قراءة تلك الفئات الثلاث يجدر التنوية الي ان الحوثيون لايبدون قلق من الفيدرالية من حيث المبداء فهي تؤمن لهم حكم داخلي مستقل ولكن ياتي قلقهم من طبيعة الحدود الجغرافية لذلك الاقليم المرتقب. بالعودة الي تلك الفئات الثلاث السابق ذكرها ولتوضيح حجم الضرر الذي سوف ينالها من الفيدرالية يجب اولا وعلي عجالة توضيح الخارطة السياسية ليمن مابعد مخرجات الحوار. من خلال متابعاتنا لمؤتمر الحوار ومايصدر عن الدول العشر الراعية لة يبدو اننا امام يمن جديد وبخمس مقاطعات يكون حصة الشمال فيها ثلاث مقاطعات وللجنوب اثنان. وجود خمس مقاطعات يعني وجود خمس مجالس تشريعية (برلمانات) وخمس حكومات تقاد من قبل خمسة رؤساء وزراء. هذا بالاضافة الي وجود حكومة مركزية(فيدرالية) ومجلس تشريعي مركزي(فدرالي). من الواضح ان هذة الخارطة السياسة الجديدة سوف تحقق هدفين متوازين. اولا خلق عملية سياسية جادة وفتح مساحات اوسع للمشاركة في صنع القرار السياسي. ثانيا وجود خمس برلمانات منتخبة يعني تقليص لنفوذ دور المشائخ وجنرلات العسكر والحد من نفوذهم بحيث يتعذر عليهم السيطرة علي هذة المجالس التشريعية وكما كان سابقا. وجود حكومات اقاليم مستقلة ذاتيا سيمكنها من التفرغ لمشكالها الخاصة والتي مهما كبرت ستكون محصورة بجغرافية ذلك الاقليم وعدد القاطنين فية. وجود حكومة اقليم ومجلس تشريعي لذلك الاقليم سيسهل من محاصرة اولئك المشائخ والجنرلات المتوجدون في ذلك الاقليم وعزلهم. بالنسبة للفئة الثالثة المتضررة والمتمثلة بالانفصالين او المطالبين بفك الارتباط فان وجود اقليمين في حدود ماكان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا سيمثل نصر حقيقي للوحدويون ودعاة الفدرالية. يعي المتابع للشان اليمني ان وجود مابات يعرف بالاقليم الشرقي (تمت المطالبة بة من قبل 54 ممثل جنوبي في مؤتمر الحوار وتشكل حضرموت مكون اصيل من هذا الاقليم) سيضاعف من حالة الارباك والضعف والتي يعاني اصلا منها الانفصالين. بلاشك ان وجود هذا الاقليم الشرقي سوف يعزز في وجود الهوية الحضرمية والتي تتهم النظام الاشتراكي السابق في الجنوب بالعداء لها ومحاولة الغائها. في المجمل سيجد الانفصاليون انفسهم ليسو فقط في مواجهة الوحدويون والفيدراليون بل في مواجهة الحضارمة ايضآ. ماسبق لن يؤدي بالضرورة الي افول دور المطالبين بفك الارتباط وزوالهم لكن قطعا سيضعف هامش ومساحة حركتهم ولصالح القوي السياسية الاخري. من المهم التنوية وعلي عجالة ان هيكلة الجيش الجارية حاليآ يفترض ان تشكل ضمانة للمرحلة القادمة عموما وللتوجة الفيدرالي علي وجة الخصوص. خطاب الرئيس هادي الاخير في كلية الشرطة يوضح بان الانقسامات الموجودة في الجيش قد بدت بالتناقص ويتم معالجتها تباعا. بالمجل اليمن فدراليآ سيعزز عملية التغير الجارية حاليآ ويدفع لحراك سياسي اعمق [email protected]