وحدة اليمن قائمة على مصالح الإقليم ومصالح العالم ومصالحنا نحن، وأن الحديث عن المقاطعات لا يأتي إلا من نواحي إدارية بحته وليس لها علاقة بالتمهيد للانفصال.. العمل نحو إيجاد اصطفاف جنوبي يقبل الجنوبيين بمختلف الرؤى ودون تخوين وإقصاء أو إلغاء لأي توجه، ودون احتكار الحقيقة من قبل أي طرف وبعيدا عن أي ثقافة للعنف. أكد محمد عبدالمجيد قباطي عضو الحوار الوطني عن فريق الحكم الرشيد ونائب عن إنشاء مجلس تنسيق للحراك السلمي أن الهدف من إنشاء مجلس تنسيق للحراك السلمي هو جمع أراء الجنوبيين في الحوار الوطني على رؤى موحدة. وقال قباطي في حوار مع «الخبر» إن أهم مبادئ المجلس هو مبدأ المناصفة والقبول المطلق بالمناصفة الكاملة بين الشمال والجنوب على مستوى الوظائف العليا للدولة في السلطات الثلاث وأيضا في الهيئات ذات الاستقلالية الكاملة وفي قيادة وحدات الجيش والأمن. وأشار إلى أن المطالب الجنوبية الآن تتحد على المناصفة بين الشمال والجنوب، والاتفاق على إقليمين شمالي وجنوبي، في كل إقليم مقاطعات متعددة. «الخبر» التقى الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي عضو الحوار الوطني عن فريق الحكم الرشيد ونائب عن إنشاء مجلس تنسيق للحراك السلمي وأجرى معه الحوار التالي: نص الحوار * علمنا أنكم تعدون إنشاء مجلس تنسيق للحراك تحت اسم مجلس تنسيق الحراك السلمي المدني "حسم"، هل من تفاصيل حول هذا التكتل؟ - نحن نحاول أن نوجد مساحة مشتركة لمجموع الجنوبيين الموجودين في مؤتمر الحوار الوطني، هناك حوالي 292 جنوبي في المؤتمر، ونرى أنه بدل أن يكونوا عشرين جزيرة موزعة ومتباعدة، أن يلتقوا ولو على رؤيتين أو ثلاث رؤى. حتى الآن وقعت تسع مكونات على وثيقة المبادئ، حيث توافقت على سبعة مبادئ أساسية. * ما هي أهم المبادئ بشكل مختصر؟ - المبدأ الأول متعلق بقضية العمل نحو إيجاد اصطفاف جنوبي يقبل الجنوبيين بمختلف الرؤى ودون تخوين وإقصاء أو إلغاء لأي توجه، ودون احتكار الحقيقة من قبل أي طرف وبعيدا عن أي ثقافة للعنف. المبدأ الثاني وهو المبدأ الأساسي وهو مبدأ المناصفة والقبول المطلق بالمناصفة الكاملة بين الشمال والجنوب على مستوى الوظائف العليا للدولة في السلطات الثلاث وأيضا في الهيئات ذات الاستقلالية الكاملة وفي قيادة وحدات الجيش والأمن. هذا المبدأ يوجد شراكة ما بين إقليمين شمالي وجنوبي، وفي كل إقليم توجد مقاطعات بحيث يوجد مجموعة من المقاطعات الفيدرالية في الشمال ومجموعة من المقاطعات في الشمال. *هذه المكونات التسع التي وقعت على وثيقة المبادئ، هل يدخل من ضمنها فصائل الحراك أمثال فصيل محمد علي أحمد؟ - كل المكونات، نحن التقينا بالأخ محمد علي أحمد وهو قال أنه سيكون المكون العاشر باعتبار أن هناك مساحة مشتركة في إطار هذا التجمع. * المكونات الأخرى فصيل علي سالم البيض والعطاس وغيره؟ - نحن لسنا على مواجهة أو خلاف مع أي رؤى أخرى، إذا وجدت رؤى تطالب باستعادة الدولة فنحن مع شعبنا في الجنوب، وإذا كان لمثل هذه الرؤى أن تحقق الانفصال فنحن معها، لكن دون ادعاء بامتلاك الحقيقة أو تمثيل الجنوب من أي طرف لعينه ولوحده من دون طرف آخر. * تقول أنكم تطالبون باستعادة الدولة وتحقيق الانفصال؟ هل الهدف الانفصال أم المناصفة مع بقاء الدولة؟ - لا نحن مع المناصفة، هذه الوثيقة لمجموعة من المكونات التي تطالب بمبدأ المناصفة والشراكة الكاملة والندية بين الكيانين السابقين الجنوبي والشمالي في إطار المكونات الجغرافية السابقة، وفي النهاية دولة اتحادية من إقليمين بمقاطعات فيدرالية في كل إقليم. *ماذا عن الإقليم الشرقي الذي تم إعلانه، هل يؤثر على مطلب المناصفة وفكرة الأقاليم التي تتحدث عنها؟ - كلمة أقاليم وكلمة مقاطعات تتداخل، نحن ما نقصده أنه ما دام في ندية ومناصفة بين الطرفين فهي شراكة بين كيانين أي بين إقليمين، وفي إطار كل إقليم مقاطعات فيدرالية، الحديث عن تشكيل هيئات السلطات، ستكون هناك حكومة فيدرالية مركزية في العاصمة الفيدرالية وبعدها حكومات على مستوى المقاطعات الفيدرالية وبعدها حكومات محلية على مستوى المحافظات. * لكن ألا تشكل هذه الحكومات عبئ على الدولة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي؟ - نحن نخفف الآن، بدل أن يكون أربعة مستويات، يصبح ثلاثة مستويات، الخلاف الآخر في هذه القضية أن أناس يريدوا حكومة مركزية على مستوى العاصمة وبعدين حكومة مركزية في الشمال وحكومة مركزية في الجنوب، وبعدين حكومات على مستوى المقاطعات الفيدرالية، وبعدين حكومات على مستوى المحافظات، نحن خففنا الآن كأي دولة فيدرالية مستوى مؤسسات الحكم المركزي إلى ثلاثة مستوياته بدل ما هناك فكرة لأربعة مستويات، نحن لا نرى أن هناك أهمية لوجود مستوى رابع لأنه عبئ. الثلاث المقاطعات في الجنوب وفي إطار المناصفة وفي إطار الإقليم الجنوبي لا يوجد داعي أن تكون من هذه الثلاث المقاطعات حكومة للجنوب، وأيضا على مستوى المقاطعات التي في الشمال. * ما أفهمه أنكم تريدون الدخول في إقليمين فقط إقليم شمالي وإقليم جنوبي؟ - لا، هو التقسيم على مستوى إقليمين، لكن المؤسسات على مستوى المقاطعات الفيدرالية، مادام وهي مناصفة فهناك طرفين شريكين بالمناصفة، لكن المناصفة هذه بين ثلاث مقاطعات في الجنوب مثلا مع ثلاث مقاطعات في الشمال أو ثلاث في الجنوب مع خمس في الشمال، لأن الثلاث المقاطعات الجنوبية تحكمها حكومة واحدة والخمس المقاطعات في الشمال، لكن هناك مناصفة. * الإقليم الشرقي الذي أعلن عنه مؤخرا بدا وكأنه ينحاز عن مطالب الجنوب؟ - لا أبدا، إذا كان في إطار المقاطعات، لأن الجنوب الفكرة أن يكون في ثلاث مقاطعات مثلا المهرة مع حضرموت مقاطعة فيدرالية، والمهرة مقاطعة فيدرالية لوحدها، أمس الحديث أضن في قصر الرئاسة عن تسع مقاطعات فيدرالية، ممكن تكون أربع في الجنوب وخمس في الشمال لكن في إطار المناصفة ما بين طرفين، بين الشمال والجنوب. * ألا يمكن الدمج بين المقاطعات الشمالية والجنوبية؟ - هذا يصعب فيه المدى المنظور في إطار المناصفة لأنك لما تقول المناصفة يعني في مجلس النواب 50 % من الجنوب، و50% من الشمال، إذا كان مجلس النواب 300 مثلا لازم أعرف العدد الجنوبي ال150، إذا خلطت المحافظات الجنوبية مع الشمالية في تشكيل المقاطعات سيضيع المفهوم. * مسألة المناصفة قد تفتقد معيار الكفاءة في المناصفة؟ - معيار الكفاءة مهم، لكن لا بد من الشعور بالشراكة، نحن بالجنوب نصف السكان أجلس ممثل بعشرين بالمية في مجلس النواب هل هذا يصلح؟ أنا إذا أريد أصنع دولة مدنية وتقدمت بمشروع إلى مجلس النواب، سيتم ضربه في الدرج، لماذا؟ لأني ممثل بعشرين بالمائة فقط.. إذن أجعلني شريك فعلي الآن على مدى عشرين ثلاثين سنة نشترك جميعا في بناء الدولة المدنية. * لكن البعض يقول أنه هذه الطريقة تمثل أسلوب ناعم فقط من أجل التحول إلى الانفصال في المستقبل؟ - هذا هو نوع من الفهم الخاطئ، ما يحمي وحدة اليمن الآن هو مصالح الإقليم ومصالح العالم ومصالحنا، الحديث هو أن هذه المقاطعات من أجل نواحي إدارية بحته، من أجل إيجاد إدارة بحته للمقاطعات، من هذا المنطلق نحن نقول مقاطعات فيدرالية لكن بدون الخلط، على المدى البعيد بعدين ممكن يحصل اندماج وطني وتآلف مدني، الدولة هي واحدة والمواطنة واحدة والعلم واحد والعملة واحدة والسفارات واحدة بالتالي الحديث عن التخوف بأن المقاطعات الفيدرالية هو مقدمة للانفصال هو نوع من ذر الرماد في العيون. * لكن البعض يعتبرها تحايل على الشمال من أجل أن يهيئ الجنوب نفسه ثم يعلن الانفصال؟ - الذي يحمي بقاء اليمن دولة واحدة هي مصالح الإقليم والعالم ، العالم يريد هذه المنطقة مستقرة وإذا حصل نوع من التشظي هذه المنطقة لن يحدث فيها استقرار مما يؤثر على مصالح الإقليم والعالم. نحن والصومال بيننا بحر 80 ميل، جاء لنا مليون لاجئ، إذا حصل نوع من التشظي وعدم الاستقرار، كم متوقع أن ينتقلوا إلى السعودية وإلى الخليج، نحن بيننا 300 كيلو متر من الحدود ولا يفصلنا بحر. هل الإقليم يستطيع أن يتحمل مسألة نزوح 5 مليون لاجئ يمني إلى الأراضي التي كانت متنازع عليها. اليمن موجودة في موقع هام وخطير، 3مليون ونص يمر يوميا من باب المندب إلى أوربا، في حالة عدم الاستقرار الاتصال الأوروبي كله سينهار. إذا حصل نوع من الاضطراب في تموين النفط الذاهب من باب المندب إلى أوروبا وأرتفع سعر النفط إلى 200 دولار، ينهار الاقتصاد الأوروبي، إذن ما يبقي اليمن دولة واحدة هي مصلحتنا ومصلحة الإقليم والعالم ، ويجب أن نستوعب أن هذه فرصة لأول مرة على مدى 4000 عام القوى الدولية كلها تقرر مسألة أن يبقى اليمن دولة واحدة ومستقرة. *بمعنى أن العالم الدولي يقف مع وحدة الشعب؟ - لا، مع دولة واحدة ومع الاستقرار ومع التفاهم، أما فهم أنه يقف مع الوحدة بشكلها الحالي الذي ظلمت الجنوب وسرقت الجنوب ونهب ثروات الجنوب لا هذا ليس حالة من الاستقرار هذه حالة من الإرباك مع دولة واحدة، مثل أقول أنا مكونة من إقليمين وفي كل إقليم عدة مقاطعات فيدرالية.