الربيع العربي.. مر من عشنا حلم اللحظة وغدرنا قوارب اليأس وتطلعنا الى مشروع الغد مشروع الأرض والإنسان.. ولكن أنى لأحلامنا ان تتبخر.. وفي برهة تفكير تقودنا ماذا حققت شعوب الربيع العربي وماذا أنجزت؟! صحيح ان ثورات الربيع العربي قد أعادت تشكيل الأنظمة ومراكز قوى جديدة وغيرت تحالفات في المنطقة فرضت تحولات جذريه على المواقف الدولية.. واستطاعت ان تغير مفاهيم وأفكار لدى شعوبها التي كانت تعيش مستسلمة للأمر الواقع.. إلا ان دول الربيع العربي قد فشلت في تحقيق أهداف الربيع وعجزت عن فرض رؤى ثوريه في حرية التغير نتيجة لتنحي قياداتها الحقيقيين اولئك الشباب واستبدالهم بقوى إسلامية أو عسكرية أو مليشيات، فعمدت تلك القوى ان تستبدل الضعف الإداري الذي فيها ونقص الخبرة الذي تعانيه .بفرض صراع ايدولوجياتها وتعميق التركيز على الصراع الطائفي الأمر الذي ادى الى تفتيت مراكز القوى وتقسيم المجتمعات بدلا من القيام بانتصار يمكن من الانتصار الحقيقي في الحريات ومطالب التغير ومشاريع العدالة وقيم المساواة والبناء. ان تعثر ثورات الربيع العربي يمكن ان يبرر في الظروف التي صاحبت الربيع اثناء الثورة مثل افتقارها الى قيادات شبابيه تمسك الحكم وتفرض التغير او خطفها من قبل راديكاليه لا علاقة لها في مشروع الربيع العربي او مقاومة أنظمة استبداديه لهذه الثورات وهناك أسباب فكريه وثقافيه تقف حائلا دون إمكانية الهيكلة السياسية والاقتصادية.. اما في اليمن فقد كان الوضع مختلف الى حد ما فقد كان شباب من ربيع اليمن نموذجا فقد درسوا العالم مفهوم التضحية السلمية.
الرئيس هادي من قادنا إلى الانتصار ان الرئيس عبدربه منصور هادي العلامة الوحيدة في ربيع العالم العربي فقد استطاع ان يفرض التغير ورغم الألغام المزروعة في طريق التغير فكان مهندسا للانتصار السياسي في مرحلة ركدت كل دول الربيع ودخلت في مستنقع القتل وحل الإقصاء انه عندما أشرك جميع الفرقاء واحتوى جميع الأطراف بدقة في منتهى النظير وسوف يتوج هذا الانتصار السياسي بنجاح رغم الأطراف والقوى التي تطفح حقدا وتقطر دما على هذا النجاح السياسي .وما على الرئيس هادي الا ان يستثمر هذا النجاح ويمضي قدما وينظر إلى أهميه الجانب العامل الاقتصادي في امتصاص الفقر والبطالة ولإن التقدم الاقتصادي يتطلب مقدره تراكمية لعلاج الآفات البنيوية في جميع المجالات، وعلى رفاق التغير ان يقفوا إلى جانب الرئيس هادي في هذه المرحلة التاريخية الهامة والظروف الصعبة لا ان يبقوا في فخ الارتهان الذي تقوم به قوى خاسرة وأخرى راديكالية اصولية ماضوية مازالت تعيش في كهف الكهنوت، وان لا يسلم لمليشيات وان على الشباب ان يركزوا على دورهم الأهم في الانتصار لمشروعهم الأعظم الساعي الى البناء لا الهدم الشباب ان يكونوا يدا واحدة لإيقاف نزيف الدم ومشروع التخريب والانتقام. يجب ان نفوت الفرصة على الأطراف الحالمة بعودة الماضي ونقف الى جانب الرئيس هادي ونخرج اليمن من الهامش.
* نقلا عن اسبوعية "حشد" العدد 354 الموافق 12 يناير 2014م