ذكر مراسل لوكالة اجنبية في طرابلس أن أصوات انفجارات عنيفة سمعت في العاصمة الليبية وكذلك دوي ما يبدو أنه اشتباكات بالأسلحة النارية وليس مجرد إطلاق نار في الهواء. جاء ذلك فيما أشار مراسل وكالة أنباء رويترز إلى أن متظاهرين مناهضين للقذافي يجوبون شوارع العاصمة الليبية. وذكرت رويترز أن سلسلة من الانفجارات المتوالية هزت العاصمة مساء الأربعاء كما شوهدت دفعات متواصلة من نيران المدفعية المضادة للطائرات وهي تضئ سماء المدينة. كما أفاد سكان بلدة تاجوراء الواقعة على التخوم الشرقية لطرابلس بأن اشتباكات عنيفة تدور بالقرب من البلدة. من ناحية أخرى ذكرت محطة تلفزيون ليبيا التابعة للمعارضة الليبية والتي تبث إرسالها من قطر أن مصادر خاصة أبلغتها بأن الرئيس الليبي معمر القذافي واثنين من أبنائه هما هانيبعل والمعتصم قد غادروا طرابلس. و هزت انفجارات عنيفة المنطقة المحيطة بمقر العقيد الليبي معمر القذافي في العاصمة طرابلس في الساعات الأولى من يوم السبت. وسمع دوي الانفجارات ورؤية بريق خلال الظلام بينما أمكن سماع هدير طائرات مما يشير إلى أن الانفجارات ناجمة عن قصف لطائرات حلف شمال الأطلسي. وتقع المنطقة التي جرت فيها الانفجارات على مسافة قريبة غربا من الفندق الذي يؤوي الصحفيين الأجانب مما يشير إلى أنها قد تكون استهدفت حي باب العزيزية حيث يقيم القذافي. وقد هزت أربع انفجارات الفندق فيما أمكن سماع اثنين آخرين. وقال التليفزيون الرسمي الليبي إن القصف إدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين. وأكد نقلا عن مصدر بالجيش إن القصف استهدف مواقع عسكرية ومدنية. واتهم المصدر حلف الناتو بالتخطيط المنظم لتدمير الشعب الليبي الصامد. وكان مسؤول ليبي قد أعلن عن مقتل ستة حراس الجمعة في غارة جوية استهدفت مصنعا لانتاج الأنابيب جنوبي البريقة. وقال عبد الحكيم الشوهدي مدير شركة النهر الحكومية، التي تشرف على مشروع كبير للري في البلاد، إن هذا الهجوم "سيمثل تراجعا كبيرا للمشروعات المستقبلية". وتواصلت الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة المستمرة في ليبيا منذ عدة أشهر. فقد كشف المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أن طرابلس أجرت حوارا مع مسؤول أمريكي في تونس مؤخرا، مؤكدا استعدادهم لإجراء المزيد من هذه اللقاءات. ونقلت وكالة رويترز عن إبراهيم قوله "كان هنالك لقاء في تونس بين مسؤول أمريكي رفيع ومسؤولين ليبيين، وكان هناك ما نعتقد أنه حوارا بناء". وأضاف إبراهيم "لقد شرحنا العديد من الأشياء للمسؤولين الأمريكيين، وقد أدركنا أنهم غير مطلعين على الصورة الكاملة وصححنا الكثير من المعلومات الخاطئة". واعرب عن اعتقاده بأن "اللقاءات المستقبلية الأخرى ستساعد على حل المشكلات الليبية"، مضيفا "نحن مستعدين للتحدث أكثر مع الأمريكيين". وقال إبراهيم إن ليبيا "لا تزال قوية جدا" بعد خمسة أشهر من الحرب وغارات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وخاطب حلف الناتو متوقعا أن تلحق بهم الهزيمة. وجدد إبراهيم الموقف الذي أكده مسؤولون ليبيون من قبل بأن أي حل للأزمة لن يشتمل على تنحي القذافي عن منصبه. وقال "القذافي لن يغادر ليبيا ولن يترك منصبه". لكن تأكيدات المتحدث الليبي تتناقض مع ما إشارت إليه مصادر أوروبية عن دور القذافي في المرحلة المقبلة. فقد أكد دبلوماسي أوروبي بارز ان مبعوث الاممالمتحدة الى ليبيا سيسعى لاقناع الطرفين المتحاربين بقبول خطة تتضمن وقفا لاطلاق النار وحكومة تقاسم للسلطة مع استبعاد اي دور للقذافي. وأضاف الدبلوماسي، الذي لم تكشف هويته، أن المقترحات غير الرسمية سيبحثها المبعوث الدولي عبد الاله الخطيب الذي اجتمع عدة مرات مع الحكومة والمعارضة في ليبيا. واحجم الخطيب عن كشف تفاصيل مقترحاته لكنه قال لرويترز في عمان إن الاممالمتحدة تبذل جهودا مضنية لإطلاق عملية سياسية تقوم على ركيزتين هما الاتفاق على وقف اطلاق النار وتشكيل آلية لادارة الفترة الانتقالية. وعبر عن أمله في أن تؤدي موافقة الطرفين على هذه الفكرة إلى البدء في عملية سياسية تمهد إلى التوصل لحل سياسي للازمة في نهاية الأمر.