رحل رجل الاقتصاد والاجتماع السياسي المخضرم والمناضل الجسور والقيادي العليم الدكتور الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني صالح ، رحل عن هذه الدنيا الفانية التي بالتأكيد لن يعمر فيها انس مهما بلغ من مكانة رفيعة وعلو شأن، فالحياة محدودة ولن يبقي في ذاكرة المواطن الا تلك الاعمال الصالحة التي يقدمها المواطن لوطنه ولمواطنيه، وكذلك كان عبدالعزيز عبدالغني الانسان الرفيع الطيب الخلوق الصامت . عمل من اجل اليمن فاحب اليمن بقوة – حبه للحياة ، لم يقتصر حبه لليمن بمشاعره الجياشه فحسب ، بل ترجم ذلك الحب الي عمل ، وجسد كل اعماله في بناء صرح اقتصادي عظيم ، تمثل هذا البنيان الشامخ في دعم العمل الاقتصادي والتجاري وتسهيل وتحديث كل الاجراءات الكفية بتنمية الاقتصاد الوطني. كانت له علاقات وطيدة وقوية بكل فئات المجتمع ، معظم رجال الاعمال المستثمرين يجدون فيه العقلية المتفتحة الحالمة برؤية اليمن يتقدم الي صفوف الدول العصرية، يجدون في تواضعه ذلك الانسان الكبير المالك للسلطة ومسخرها في خدمة الشعب . أحب الناس فكان ان بادله المواطن بالمثل ، وبفقده اليوم يخسر الوطن هامة اقتصادية وعلم اجتماعي وشخصية سياسية فذة ، ورجل حوار ديمقراطي شوروي ، ورجل دولة من طراز خاص ، ومواطن احب تراب اليمن الطاهر فكانت هذه الارض الطيبة ان تقبلته وعانقته بالحب والوفاء . له منا كل الحب والاحترام وفقده بالتأكيد مؤثر ولن نتمكن من نسيانه كونه حفر في كل بقعة ورقعة من ارض اليمن بسمات جميلة وبنيان شامخ وعطاء لا ينضب وحب كبير جياش. . الاستاذ عبدالعزيز سكن قلوب كل الجماهير المحبة لهذه التربة وهذه الارض الطاهرة ، وهذه البلده الامنة، وهذا الصرح اليماني العظيم . وبرحيله يفقد الوطن ابن من ابناءه الاوفياء الاتقياء الشرفاء النبلاء ، كونه عمل من اجل وحدة الارض والانسان وتحمل تبعية ذلك ، بان قدم نفسه الزكية عطاء وفداء لهذا الوطن الكبير. فما كان من جماهير الشعب ان امتثلت الي ارادة النعي الرئاسي وتبادلت مع الشهيد الحب بالحب والوفاء بالوفاء ، وخروج هذا العدد الكبير من افراد الشعب لوداع فقيد الوطن الكبير خير دليل علي حبها له ووفائها الاكيد والكبير وشكرها العميق لما قدمه للوطن من عطاءات لا يمكن سردها في عجالة هنا . فقد كان الاستاذ الجامعي الاكاديمي، ورجل المال والاعمال، والديمقراطية والشوري، ورجل الاجتماع ، ورجل الدولة ، وقبل كل هذا كان انسانا متواضعا جم. الرحمة له ولكل الشهداء الابرار ، ولنا من الله الصبر والسلوان ولليمن الكبير العظيم الدوام . وان لله وان اليه راجعون .