فجعنا ونحن نعيش في أجواء الثلث الأخير من شهر رمضان المعظم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار بنبأ استشهاد المناضل الوطني الجسور الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني متأثراً بجروحه التي أصابته في الحادث الإجرامي والإرهابي القذر الذي استهدف رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة في أول جمعة من شهر رجب الحرام أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في جامع النهدين بدار الرئاسة.. الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رجل دولة من الطراز الفريد، وقامة وطنية مثلت العنوان البارز للوفاء والإخلاص والكفاءة والنزاهة، والمسؤولية الوطنية والحب الشامخ والكبير للوطن الأرض والإنسان..
الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني فقد الوطن وأبناء الشعب برحيله عقلية سياسية واقتصادية نادرة جمعت بين الفكر المستنير والرؤية الثاقبة والنظرة البعيدة والواسعة، والقراءة المتأنية لمتطلبات الواقع الوطني..، والمسؤولية المبنثقة من الإيمان المطلق لله والثورة والجمهورية والوحدة..
الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني أصابته يد الغدر والإرهاب.. في حادثة الجامع التي كانت تستهدف خيرة أبناء اليمن قبل أكثر من سبعين يوماً.. كانت تستهدف قوة وعقل اليمن واليمنيين..
حادثة ملعونة خطط لها الإرهابيون جيداً، وحسبوا ساعتها ووقتها وزمانها بخبث وخسة ولؤم.. كيف لا وفي الجامع رموز الدولة وعقلائها، وفي الجامع قلوب اليمن واليمنيين، وفي الجامع خيرة رجالات اليمن ممن كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى أن نعيش في هذا الوطن الواحد الكبير، الذي نتشرف بالانتماء إليه بين الشعوب والأمم..
قتلتك يد الإرهاب الملعونة يا أوفى الرجال وأصدقهم وأخلصهم.. قتلتك يد الغدر وأطفأت قلبك النقي الطاهر وأنت واقف أمام الله تؤدي صلاتك بإيمان وخشوع، وفي بيت من بيوته عز وجل..
كانت حادثة مدبرة بإتقان.. هندس وخطط لها الإرهابيون ودعاة القتل والدم والعدم منذ وقت مبكر.. ورغم أن الهدف الأول منها استهداف رمز الدولة الأول إلا أنهم وجدوا في ذلك الجمع المبارك فرصة سانحة للقضاء على كل قيادات الدولة مرة واحدة ولكن الله خيّب أملهم ورجاءهم الخبيث وأنجى القائد ومن معه برحمته وقدرته، وأفجعنا باستشهاد البعض من أبناء الوطن الأفذاذ ومنهم الأستاذ والمناضل الوطني الكبير عبدالعزيز عبدالغني الذي ألحقه الله بركب زملائه ممن سبقوه من الشهداء في الثلث الأخير من رمضان المعظم كدلالة على حب الإله لهذا الرجل الذي أحبه كل اليمنيين..
لا بطولة لقاتل ولا شرف لإرهابي.. هذه هي الحكمة الإلهية التي ارتسمت على تراب الأرض ببهاء.. ليعلم الإرهابيون معها بأن يد الإرهاب مغلولة وستبقى كذلك، ولن يفلح الإرهابيون أبداً في النيل من ثقة وإيمان اليمنيين أو تمسكهم بنهج الحرية والاعتدال والسلام..
وإن نجحت يد الغدر والإرهاب في اغتيال هذه القامة والهامة الوطنية العظيمة، فإنها يقيناً لن تنجح في اغتيال لغة السلام والمحبة والتسامح.. وسيرتد كيد الإرهابيين إلى نحورهم خائبين خاسرين بإذن الله..
ويقيناً أيضاً لن تتغلب لغة الحقد والكراهية والبغضاء والإرهاب على لغة السلام والمحبة والتسامح.. لغة كل اليمنيين.. كما لن يتراجع اليمنيون قيد أنملة عن موقفهم الحازم والحاسم في رفض وتجريم الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه ومسمياته أو محاربة ظواهره ومظاهره وبؤره وأفراده كالتزام حضاري وإنساني درجوا عليه من وحي تاريخهم وميراثهم الحضاري والإنساني العظيم الذي يُعلي من شأن وقيمة ومكانة الإنسان..
ويجب أن يعلم أولئك الإرهابيون الذين خططوا ونفذوا لحادثة «النهدين» الإرهابية أن لا فضيلة لإرهابي تنكر للوطن وتربص بأهله واختار الغلو والتطرف طريقاً له لا سواه، وكفر بكل القيم والمبادئ الإنسانية والدينية والأخلاقية..
وستبقى يمن الإيمان والحكمة عزيزة شامخة وستتهاوى جثث المتحالفين مع الشيطان عاجلاً أم آجلاً..