عادت الاشتباكات قبل قليل بين السعوديين والحوثة وتقول المصادر ان القوات السعودية نجحت بدحر فلول الارهاب الحوثي في جبل "الرميح" بعد معارك شرسة شهدتها ساعات صباح هذا اليوم- الثلاثاء- وانتهت بعد الظهر ببسط القوات السعودية سيطرتها الكاملة على الجبل وجميع المناطق والتباب المحيطة به وصولاً الى "وادي الموقد" الذي لم تنته عمليات تمشيطه بعد. وأفادت المصادر: أن القوات السعودية كانت قد استعادت جبل "الرميح" منذ مساء أمس الاثنين بعد هجوم بدأته صباح الأحد، غير أنها وقبل تحصين مواقعها فيه تعرضت لهجوم حوثي كبير اضطرها للانسحاب من بعض المواقع في الجبل، وأن معاركاً عنيفة استمرت طوال ساعات الليل في محاولة مستميتة من الحوثيين لاستعادة الجبل..
وكانت مصادر قالت إن حالة من الهدوء الحذر تشهده جبهات القتال بين المتمردين الحوثيين والقوات السعودية في الحدود حاليا باستثناء اشتباكات خفيفة وسط أنباء عن خسائر من الطرفين في المواجهات الأخيرة.في حين كانت أعلنت قيادة المنطقة الجنوبية في القوات المسلحة السعودية استمرار وحداتها في صد "عمليات تسلل" قالت إن المقاتلين الحوثيين ينفذونها عبر الشُعَب الضيقة للحدود اليمنية، متحدثةٍ عن تكبيدهم خسائر كبيرة، وأكدت الرياض أن قواتها استطاعت تأمين كافة القرى السعودية المحيطة بجبال دخان والدود والرميح.
مصادر محلية قالت إن المواجهات كانت على درجة عالية من الحدة والعنف من جهة، وعلى درجة أكبر من التوسع داخل اليمن، خاصة من خلال القصف الجوي مرفقاً بعمليات برية. فيما كانت أعلنت الرياض عن مقتل نقيب وعسكريّين اثنين برتبة ملازم أول في القوات المظلية، بالإضافة إلى عريف في القوة الخاصة للبحرية السعودية خلال المعارك .
وعزت الرياضُ استخدام سلاح المظليين إلى أن المتسللين الحوثيين لجأوا إلى الإلتحام المباشر مع القوات الملكية بعمق عشرة كيلومترات في الداخل السعودي، وهذا ما اضطرها أيضاً لتدمير عدد من البيوت اليمنية القديمة القريبة من الحدود بسبب التجاء المتسللين إليها، بحسب وزارة الدفاع السعودية. مدفعية سعودية تتخذ مواقع لها في جيزان قرب الحدود اليمنية
وأعلن الحوثيون من جهتهم، عن صد الحملة العسكرية السعودية التي امتدت حتى فجر الثلاثاء على ثلاثة محاور حدودية، وأكدوا إيقاع خسائر في صفوف القوات الملكية وتدمير العديد من ألياتها، وتحدثوا عن معاودة القصف السعودي الصاروخي والغارات الجوية بشكل مكثف على القرى المجاورة للشريط الحدودي لا سيما في مديريتي الملاحيظ وشدا ومنطقة الحصامة.
من جانبه أعلن الجيش اليمني عن مقتل خمسة من قيادات جماعة الحوثي خلال قصفٍ استهدفهم في مناطق "سفيان" وتحدث عن إلقاء القبض على اثنين آخرين، في وقت كانت القوات الحكومية تدك مراكز الحوثيين في مناطق عدة، فيما تصدت وحدة نظامية لمحاولة تسلل في وادي عبلة، كما ذكرت وزارة الدفاع اليمنية.
ووصف بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحوثي هجمات الجيش اليمني عليهم بالتزامن مع الزحف السعودي " فضيحةً ، قائلا " ما يرتكبه النظام وجيشه هذا اليوم وهو يزحف مع العدو الخارجي ضد أبناء جلدته وشعبه سيكون عاراً وفضيحة تاريخية لن يغسلها إلا ثورة شعبية عارمة يدافع فيها أبناء البلد عن بلدهم وسيادة أراضيهم " .
صورة من فيديو وزعه الحوثيون يظهر استيلاءهم على عربة عسكرية سعودية ونشر المكتب الإعلامي للحوثي اليوم على شبكة الانترنت مقاطع فيديو قال إنها تظهر صد أنصاره للزحف السعودي بمحاذاة جبل الرميح ومقاطع أخرى قال إنها " لبعض الأسرى السعوديين و تظهر تلقيهم للعلاج اللازم، وهم من كتيبة مشاة البحرية وبرتب مختلفة " .
وكانت قد نفذ شباب في لجان المقاومة الشعبية بمنطقة "النظير" بمديرية "رازح" بصعده هجوما مباغتاً لأحد أوكار عناصر الارهاب الحوثي خلال تواجد عدد من القيادات الحوثية، بينهم الإرهابي حميد بدر الدين الحوثي- شقيق زعيم التمرد عبد الملك الحوثي- وسط أنباء تؤكد إصابته بجروح وتشكك بمقتله.
وقال مصدر مطلع: أن مجموعة من شباب لجان المقاومة الشعبية هاجموا وكراً لتلك العناصر التخريبية في منزل الإرهابي "محمد زيد أبو طالب"، بمنطقة "النظير" بمديرية رازح، أثناء عقدها اجتماعاً, وأسفر الهجوم عن إصابات بليغة في عدد ممن كانوا في ذلك الوكر..
من ناحية ثانية، أفادت مصادر محلية أن المتمردين الحوثيين احتجزوا (17) شخصا من وجهاء منطقة "بركان" بمديرية "رازح" في مقر لقسم الشرطة بالمنطقة، في محاولة منهم لجعلهم دروعا بشرية والضغط عليهم للتعاون معهم بعد رفضهم ذلك.
جدير بالذكر أن لجان المقاومة الشعبية، التي تضم أعدادا كبيرة من الشباب، تشكلت وانتشرت في عدة مناطق بمحافظة صعدة في الآونة الأخيرة للتصدي لعناصر الإرهاب الحوثي بعد أن عاثت في الأرض فسادا في محافظة صعده، وأن جميع عناصر هذه اللجان هم من المتطوعين. من مظاهرات البسيج الايراني
على صعيد متصل بالاحداث أفادت مصادر إعلامية في طهران أن عددا من عناصر البسيج الطلابي نظموا تجمعا الثلاثاء 24-11-2009 أمام السفارة اليمنية في طهران ووزعوا بيانا أعلنوا فيه عن دعمهم للحوثيين، ثم انتقلوا إلى أمام سفارة المملكة العربية السعودية وأطلقوا شعارات ضد المملكة.
وقالت الوحدة المركزية للأنباء التابعة للتلفزيون الإيراني إن مسئولا في التعبئة الطلابية التابعة للحرس الثوري الإيراني صرح لها قائلا "نحن أتينا لنطالب بدعم الحوثيين في قتالهم ضد الجيش اليمني".
وفي الوقت الذي وصف المسئول في الباسيج القتال بين الجيش اليمني والحوثيين ب"الحرب بين الحق والباطل" رفض ما يروج بأن أحداث اليمن هي "حرب داخلية، مطالبا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بالتحرك لدعم الحوثيين. وهدد بتدمير سفارات عربية في طهران على رؤوس من فيها.
وأطلق أعضاء البسيج الطلابي التابع للحرس الثوري الإيراني شعارات من قبل "ويل لكم إذا أفتى خامنئي بالجهاد..." و "الموت لأمريكا " وطالبوا بطرد سفيري اليمن والسعودية من إيران.
وذكر تقرير الوحدة المركزية للأنباء أن 200 من الطلاب التابعين لقوات التعبئة اجتمعوا أمام السفارتين السعودية واليمنية في طهران وان محاولات قوات الأمن الإيرانية لتفريق المتظاهرين مستمرة، وهذه ليست المرة الأولى التي تنظم فيها مظاهرات أمام سفارات ومؤسسات أجنبية في طهران حيث قامت مجموعة طلابية مجهولة بتاريخ 13-12-2008 بإطلاق زجاجات حارقة علي مكتب خطوط الجوية للمملكة العربية السعودية وهي نفس المجموعة التي نظمت قبل أسبوع من ذلك التاريخ مظاهرات أمام سفارة السعودية في إيران.
من جهة أخرى، قال رامين ميهمان برست في أول ظهور له كمتحدث باسم الخارجية الإيرانية بخصوص الأحداث في اليمن "إنها تثير قلق العالمين الإسلامي والعربي لأنها حرب بين المسلمين أنفسهم ودعا الجانبين إلى ضبط النفس وحل الخلافات عبر التفاوض".
وحول تحذير السلطات السعودية بخصوص المحاولات لتسييس الحج استطرد يقول "إن منظمة الحج الإيرانية في مكةالمكرمة تتعاون مع السلطات السعودية واستبعد حدوث مشاكل خاصة خلال موسم الحج هذا العام".
هذا في حين ان مجيد آخوند زاده المساعد التنفيذي في بعثة الحج الإيرانية أكد أن الحجاج الإيرانيين سيقومون بتنظيم مراسم خاصة تحت عنوان "البراءة من المشركين" على نمط الأعوام الماضية حيث جرت العادة فيها على إطلاق شعارات سياسية تنسجم والسياسة الخارجية الإيرانية".
وختم يقول: نحاول كل عام إقامة هذه المراسم أفضل من السنوات الماضية وسيشارك في هذه المراسم التي ستقام في يوم عرفة 65 ألف من الحجاج الإيرانيين".