الزندان أحرق أرشيف "شرطة كريتر" لأن ملفاتها تحوي مخازيه ومجونه    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    استشهاد 5 نساء جراء قصف حوثي استهدف بئر ماء غربي تعز    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناريو ( المشترك - قطر ) لما بعد يوم 21 فبراير التاريخي في اليمن
نشر في حشد يوم 27 - 02 - 2012

نت – يوم تاريخي في اليمن ، أرسيت فيه قواعد الديمقراطية الحقيقية ، تسليم السلطة سلمياً ، سابقة لم تحدث من قبل في أي دولة عربية .. تتويجا ماديا ومعنويا لإنجازات المؤسس القائد الرمز علي عبد الله صالح الذي سيسجله التاريخ اليمني بالمآثر العظيمة.
إلى هنا يبدو الموقف بهياً وعظيما .. لكن المخيف هو ما تكشفه التقارير المسربة حول سيناريو كارثي يبدأ من مرحلة ما بعد نقل السلطة .. تحيك فصوله وخيوط مؤامراته قوى داخلية بأجندة خارجية ، حينما انصهرت أجندة " الاخوان المسلمين " في الوطن العربي مع توجهات الادارة الاميركية .. سنعرج مع القارئ على خيوطه التي اتضحت بدءً من منتدى المستقبل الذي عقد في قطر .. مرتبطا برسالة لاحقة من محمد اليدومي رئيس حزب الاصلاح - الاخوان المسلمين في اليمن - الى أمير قطر تحت عنوان سري جدا ، واستدلالا بمحاضرة لفلول النظام لأكاديمية التغيير القطرية ، وما انبثق عنه من رؤى وموجهات افضت الى إصرار أحزاب اللقاء المشترك من البقاء في الشوارع وممارسة الابتزاز السياسي والنفسي .كلها امام القارئ للتحليل والتمحيص . من خلال العودة الى الوقائع التالية..
1. منتدى المستقبل الذي عقد في قطر في شباط 2006م و دور أكاديمية التغيير القطرية فيما يحصل للعالم العربي
2. رسالة اليدومي لأمير قطر في 662011م تحت عنوان سري جدا
3. محاضرة (فلول النظام) لأكاديمية التغيير القطرية
4. إصرار أحزاب اللقاء المشترك البقاء في الشوارع وممارسة الابتزاز السياسي والنفسي
أولا : منتدى المستقبل (دور مشروع (مستقبل التغيير) القطري الأميركي في إشعال الثورات
بقلم: عبد العزيز الخميس)
يقول في دراسته من الذي أخرج القمقم من مخبأه وحول أناساً يقتاتون خوفهم ورعبهم من الأنظمة الى جماهير متراصة تتحرك في أنهر منسابة مطالبة بالتغيير وإسقاط الأنظمة؟
هل هي إرادة بريئة أثاره الفساد والاستبداد؟ أم إن اتهامات المحسوبين على الأنظمة العربية تقارب الصواب في أن ما يحدث وحدث هو ضمن مخطط غربي لاستخدام أدوات محلية توجد تغييراً كبيراً في المنطقة، يلهيها في نفسها، ويعيدها إلى نقطة الصفر، وهي العودة لبناء وتأسيس دول جديدة وأنظمة جماهيرية، تنشغل في حراكها الداخلي متيحة الفرصة لقوى خارجية لفرض إرادتها وسط إنشغال الأمة العربية بنفسها؟
ويتسائل عبد العزيز الخميس ( هل استغلت التحركات الشبابية لمصلحة حركات سرية تدير من وراء الستار مخططاً دولياً؟)
الباحث عبدالعزيز الخميس يستطلع جوانب غير معلنة قد تفيد في الوصول الى إجابة شافية.
***
في مطلع شباط عام 2006 عقد في الدوحة "منتدى المستقبل" وسط اهتمام كبير من قبل الحكومتين القطرية والأميركية، وكان كاتب هذا الموضوع أحد المدعوين له.
في إحدى الردهات خرج الدكتور عبدالعزيز الدخيل، الاقتصادي السعودي المعروف بقوميته العربية المفرطة غاضباً. وفي توقف سريع للسلام عليه قال الدخيل أنه ذاهب ليلملم أغراضه من غرفته في الفندق وسيعود للرياض على أول طائرة.
ما هو السبب والمؤتمر في أول يوم له؟
كان رد الدخيل صارماً: (هذا المنتدى ليس سوى حلقة نقاش وإعداد للمؤامرات من قبل المخابرات الأميركية.)
لم يفت هذا التعليق على كاتب هذا السطور، وتم تعريضه للتمحيص في كل الحلقات النقاشية التي تم حضورها، حيث تبين أن الدخيل كانت لديه حاسة شم عالية، وأن هناك مشروعاً قطرياً أميركياً يعد على هدوء، قوامه التحفيز على الإصلاحات الديمقراطية، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني.
في غرف مغلقة كانت كلمات مثل الديمقراطية، التغيير الواجب، التحفيز، التدريب، والعمل على دعم الراغبين في تغيير الأنظمة، كلمات أصبحت من كثرة تداولها في أيام انعقاد المؤتمر أمراً لا يلفت الانتباه قدر حضه على التفكير عن كيفية تطبيق كل هذه المسميات الجميلة لدى أي راغب في الإصلاح.
كان بيل كلينتون وابنته يتنقلان من غرفة إلى أخرى حاملين معهما عبارات المجاملة والحض على الخروج بأفكار جيدة ومنتجة. وفي منتديات تبعت ذلك المنتدى بدت كونداليزا رايس أكثر رشاقة وهي تضع يديها على طاولات فندق الريتز القطري متسائلة: ماذا بعد؟
تطورت الأفكار سريعاً، وبدأ العمل جدياً، وإن كانت مهمة التغيير انحصرت في طرفين هما الولايات المتحدة وقطر. وبين لقاءات مستمرة وممانعة من قبل دول متعددة ومقاومة شرسة من دول أخرى، وضح أن هناك مشروعا للتغيير تمت صياغته في لقاءات متعددة ضمن "منتدى المستقبل" أو خارجه، بحضور مسؤولين ونشطاء لدول متعددة، أو فقط بحضور مسؤولين قطريين وأميركيين.
بعد جهد طويل خرج ما يطلق عليه "مشروع مستقبل التغيير في العالم العربي" وتم توزيع المهام: قطر تعمل على جانب الإسلاميين، وأميركا على جانب أخر وهو الجانب المنفتح من الشباب الليبراليين.
هذا التعاون أثمر كثيرا في تحفيز الشباب على قيادة التغيير باستعمال أدوات الإعلام الحديث والاتصال الالكتروني من فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها.
المهمة القطرية
بعد هذا النجاح الساحق لحركة 6 ابريل في التحشيد وقيادة التغيير في مصر، التفت الجميع إلى قوة الشباب الذي يبدو قريبا من الليبرالية في قيادة الثورات. لكن معظمهم لم يلتفت إلى جانب أخر، وهو أن الإخوان المسلمين الذين التحقوا جسديا بالثورة المصرية متأخرين، لم يكونوا كذلك في الواقع، بل أنهم كانوا قد بدأوا نشاطهم الشبابي للتغيير والتحشيد منذ عام 2006 وعبر مشاريع بالتضامن والتمويل القطري كما سيبدو لاحقا.
تضمنت المهمة القطرية مشروعين؛ الأول هو مشروع "النهضة" يديره القطري الدكتور جاسم سلطان، وهو رجل محنك ملتزم بتعاليم الإخوان المسلمين ومطبق لها. لكن ما يثير الإعجاب في شخصه هو قدرته على الاستقلال وعدم التبعية في التنفيذ، واختراعه للخط القطري الإخواني الذي قد لا يصطدم مع خط الجماعة في المقطم، لكنه يستقل بل ويبدع في التنفيذ.
المشروع الثاني الذي تولته المهمة القطرية هو "أكاديمية التغيير" عبر زوج ابنة الشيخ يوسف القرضاوي د. هشام مرسي وهو منفذ مهم لما ينظر له ويضعه جاسم سلطان من خطوط فكرية ومنهج للتغيير والنهضة.
مشروع النهضة
ليست جديدة هي مشاريع النهضة، لكن الجديد هو مشاريع التثوير.
بدأ الدكتور جاسم سلطان نشاطاته منذ وقت طويل، وهو إخواني قطري عرف عنه اهتمامه بالفكر النهضوي. لكن ما يعرف عنه سياسيا انه أصبح ضمن الآلة السياسية القطرية بعد أن كان مستقلا في نشاطه الإخواني.
في عام 1999 حل الإخوان مجموعتهم ضمن اتفاق رضيت الدولة القطرية أن يكونوا ضمن نشاطاتها في مجالات متعددة. وبالطبع نشاطهم المحلي أصبح محدودا، لكن تم استعمال الحركة خارجيا كأدوات اتصال للحكومة القطرية في دول متعددة وضمن الاتفاق الذي تم في منتديات المستقبل.
لعب على رأس هذه الأدوات الدكتور جاسم سلطان دوراً مهماً دعاه لإنشاء مشروع "النهضة" والذي يهدف كما يقول إلى فك مشكلة اليأس والمساعدة على تحديد الأدوار وأولوياتها.
ويطالب سلطان الشباب بأن يكونوا مشروعاً نهضويا ًاو يصنعوا مشروعاً او يدعموا مشروعاً.
ويعتبر أن من أولويات المرحلة هي الفهم لأفكار النهضة الكبرى والتبسيط والتمرير للشباب.
ويمكننا رؤية أن مشروع النهضة يعتبر المنظر والمرجع ل"أكاديمية التغيير" التي سنتطرق لها لاحقا، وكلاهما يكملان بعضا في مسيرة تحريك الشباب ودفعهم للتغيير والإحتجاج.
ويحاول المشروع الإخواني تفتيت ثوابت الأنظمة العربية، ولعل أهمها نقده لما يسميه سلسلة الخديعات في الاستقرار، الثقة، الرموز، الصورة التاريخية، والتضحية.
ويكيل المشروع اتهامات كثيرة وكبيرة للأنظمة دون ان يسميها، ويتمتع بحرية كبيرة في قطر حيث يعمل على التحشيد والتنفير ضد (ومن) الأنظمة.
الملاحظ أن مشروع النهضة يقبل لدولة مثل تركيا أو اليونان أو غيرها في ألا تضحي بمصالحها الخاصة من أجل مصالح الآخرين، لكنه يلوم دولاً عربية أن فعلت ما فعلته تركيا واليونان في مسائل متعلقة بالعلاقات الدولية كموضوع أساطيل الحرية أو حصار غزة.
في الموضوع المصري، يطالب المشروع عبر مشرعه جاسم سلطان المصريين التحشد لتحديد رئاسة الجمهورية ثم التحشد لنيل أكبر الحصص في البرلمان المقبل. ثم التحشد لوقف الانهيار الاقتصادي، ثم التحشد لوقف الانهيار الأمني، وبعدها التحشد لوقف انهيار الوحدة الوطنية، لكنه لا يضع أولويات ونقطة بدء ثم تسلسل للحشود المقررة.
القرضاوي.. الوجه "القطري" للإخوان
وفي سبيل خلق قادة يفهمون جيداً مشروع النهضة الممول من قطر بالتعاون من الإخوان، يتم تنظيم تدريبات وبرامج إعداد عبر الانترنت، تتضمن تعريف المتدربين بما هو المجتمع الناهض، وأطوار حركة النهضة ومسارات النهضة، ومتطلبات النهضة ومن اين تبدأ النهضة وما هي مفاتيح الأمل.
ويمكن معرفة كيف نجح مشروع النهضة في المساعدة في الثورة المصرية بمعرفة ان عبد الرحمن المنصور وهو من انشأ مجموعة "كلنا خالد سعيد" وأنه هو الذي دعا ليوم 25 يناير ليكون يوما للثورة المصرية، وأن الناشط وائل غنيم كان المسؤول التقني في الصفحة وقد عارض منصور في اختيار ذلك اليوم ثم قبل به بعد ان اقنعه غنيم.
برامج متعددة يقوم بها مشروع النهضة الإخواني بالتعاون مع "أكاديمية التغيير" وتتضمن تعاون مؤسسات إخوانية مثل "تنمية للدراسات والاستشارات".
ويستعمل الإخوان في تسهيل عملياتهم المالية بنك قطر الإسلامي حيث يتم تحويل الرسوم لحساب بنكي ل"أكاديمية التغيير" وهي التي تتولى تنظيم التدريب إدارياً.
وينتظر ان يبدأ الإخوان النهضويون دورات مكثفة جديدة في نوفمبر المقبل، كما يملكون مشاريع مختلفة ليست فقط للكبار بل أيضا للصغار كمؤسسة تدريب المراهقين والتي تبدأ من عمر 12 إلى 15 عاماً. ويساند ذلك مشروع بوابة الشباب للعمل النهضوي.
الملاحظ هو ان الإخوان في قطر كانوا يستخدمون المخيمات الدعوية في نشاطهم حيث ينصبونها في صحراء قطر ويجتذبون من أماكن عديدة أنصارهم ومريديهم لكنهم حين فهموا جيداً قوة الانترنت، قاموا بنصب مخيماتهم على شبكة الانترنت ومدوا برامجهم الدعوية والتنظيمية.
من جانب آخر، يحض القائمون على المشروع أنصارهم ومتدربيهم على استعمال أدوات إعلامية معينة مثل، شبكة الجزيرة، وموقع إسلام أون لاين، وموقع الجزيرة توك، وقناة دليل الفضائية.
أكاديمية التغيير
منذ بدء ربيع الثورات العربية وعدد من المحللين لا ينفكون عن الإشارة إلى الدور القطري في جعل جو هذا الربيع أكثر سخونة عبر قناة الجزيرة وملحقاتها. كانت الجزيرة تحرض وانقلب مذيعوها إلى مقاتلين يخوضون صراعات ويقودون الجماهير وينتابهم الرعب حينما تقل أعداد المتظاهرين ثم يكادون يرقصون فرحا وهم يرون الآلاف تزحف إلى ميدان التحرير.
كانت الجزيرة تتشدق بأنها هي من ساهمت في تنظيم الجماهير وتشجيعهم ولولا الله ثم إدارتها للأزمة لانفلت الوضع وعادت الجماهير محسورة الرؤوس إلى منازلها دون أن يحدث التغيير المطلوب.
لكن هل كانت الجزيرة فقط هي من يفعل شيئا في الساحة الثورية؟ الحقيقة هي أن هناك الكثير من التقارير والاتهامات التي تشير إلى أن للقطريين أدوات أخرى ويشيرون إلى دور منظمة مركزها في بريطانيا وإسمها "أكاديمية التغيير".
ما هي "أكاديمية التغيير" ولماذا تتهم بأنها من أجج الوضع؟
خلال إحدى حلقات النقاش في جامعة بريطانية وكانت الحلقة مغلقة على باحثين ومتخصصين، تساءل خبير بريطاني: لماذا لم يسلط الإعلام العربي الأنظار على الجهد القطري في الثورات العربية بشكل كاف؟
طفق أحدى الأساتذة من أصل عربي في بيان مدى قوة قناة الجزيرة وسحرها الذي نجح في المساعدة على إسقاط أنظمة عديدة.
في طرف الطاولة تمتم خبير ويلزي أنه ليست فقط الجزيرة من قام بكل هذا الفعل، بل هناك قوى أخرى لعل أهمها فساد الأنظمة وثورة الجماهير واستعدادهم للتضحية، ثم أشار إلى أن القطريين لم يستعملوا فقط الجزيرة بل قاموا بإدارة المعركة عملياً.
ووسط علامات الترحيب بأن يستمر في الحديث، أشار الخبير إلى أن هناك مركزاً في بريطانيا أسمه "أكاديمية التغيير"، وأن هذا المركز محل الرقابة والعناية البحثية من قبل العديد من المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط.
بدأ سيل منهمر من الأسئلة لهذا الخبير عن هذه الأكاديمية؛ ما هي وماذا فعلت؟
إجابته كانت: هذه الأكاديمية أسست عام 2006، وهدفها تحرير الشعوب من القيود، ومساعدتها على التغيير من خلال تدريب كوادر ومؤسسات المجتمع المدني والنشطاء على استراتيجيات ووسائل وسبل التغيير وتوفير الأدوات المؤدية لهذا الغرض.
كانت أول استنتاج بدر لدى الكثير من الحاضرين هي أن هذه الأكاديمية منشأة غربية موجهة وممولة من قبل المخابرات الغربية أو ثري يهودي مهووس بالتغيير في العالم العربي، لعل وعسى ان يعود ذلك بالخير على إسرائيل ويشيع السلام في المنطقة.
لم يبطئ الخبير الويلزي في إيقاف سلسلة التخمينات وتسارع الفكر المؤامراتي، حيث بادر إلى القول بأن هذه الأكاديمية ليست سوى واحدة من أبرز أدوات المشروع القطري (دولة قطر) لإحداث الاضطرابات وإسقاط النظم العربية.
ووسط ابتسامات الخبراء البريطانيين، قال الخبير: لاحظوا أن العناصر التي قادت عمليات التجمهر والاحتجاجات في دول عديدة تستخدم نفس الأفكار والسلوكيات شكلاً ومضموناً، وكانت تحركها هذه الأكاديمية التي تلعب دوراً بارزاً ومؤثراً في هذا المجال.
وأضاف الخبير: لا تنسوا هذه الأكاديمية لديها فرع في الدوحة حيث يزوره كثير من الناشطين العرب ويتدربون في صمت منذ عام 2009.
ووسط ذهول الحضور، أضاف العجوز الويلزي وهو يلمم أوراقه واقفاً: هل فاتكم المخطط القطري لصناعة الاحتجاجات والتغيير في الدول العربي؟
ذهب العجوز وترك الحضور وأسئلة كثيرة ترتفع إلى سقف غرفة الاجتماعات. لكن البحث عن هذه الأكاديمية يجيب على معظم الأسئلة المتبقية وخاصة عن أهداف الأكاديمية.
لتحقيق أهدافها، تقوم الأكاديمية بتوزيع نشاطها على ثلاث مجموعات. الأولى، تحمل اسم مجموعة ثورة العقول. والثانية مجموعة أدوات التغيير. والثالثة مجموعة ثورة المشاريع.
وتروج الأكاديمية بحماس لأدلة عملية على كيفية التظاهر وإدارة الاحتجاجات على شكل كتب مثل: زلزال العقول، حرب اللا عنف، حركات العصيان المدني، الدروع الواقية من الخوف.
يردد كثير من المراقبين لعمل الأكاديمية، أنها لا تهدف كما تظهر إلى تشجيع الحرية والإصلاح والتغيير. بل أن هدفها الرئيس، تفكيك النظم الحالية وتغيير بنية المجتمعات وتهديد استقرارها.
ولعل المثير للجدل ليست هذه الاتهامات، بل أن كارهي الأكاديمية وبرامجها يرونها جزءاً من مشروع قطري إخواني هدفه السيطرة على أنظمة عديدة عبر تحريك شعوبه ثم تتويج إخوان محسوبين على قطر على الأنظمة الجديدة. وبالتالي وقوع دول كثيرة تحت سيطرة قطرية غير مباشرة.



بالطبع شيخنا الباحث الويلزي، كان بعيداً عن الوصول إلى استنتاجات أخرى وخاصة دوافع الإخوانية. لكنه امتدح عمل الأكاديمية وخاصة في استعمالها للإعلام الحديث ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن الأكاديمية تقوم بتعليم الكوادر الشبابية عبر الانترنت ومواقع اليوتيوب وتحت عناوين كثيرة منها أفكار الثورة، وأفكار للثوار وكيفية التعامل مع القوى التقليدية ولماذا لا يتم مواجهة عنف بعنف مضاد وكيفية رفع من تكلفة القمع على خصم وكيف يمكن كسب خصوم.
هذه الأفكار أثارت العديد من الباحثين فحاولوا ربطها بالواقع المعيش في الثورات العربية.
يقول أحدهم إن أفكار وتكتيكات الأكاديمية تم استعمالها مؤخراً في حركات احتجاج وتطبيق لأساليب التحرك على الأرض والشعارات المستخدمة.
وتبرز تكتيكات مهمة منها: التنقل بالاضطرابات بين المدن والمناطق، والعمل على تكرار التظاهرات والمسيرات لإنهاك قوى الأمن، والعمل على تشتيتهم. وأيضا محاولة تحييد قوت المسلحة قدر الإمكان. وتكثيف تغطية والتعبئة الإعلامية الموجهة.
وتقوم شبكات متعددة بنقل كافة المعلومات الواقعة على الأرض الى منظمات دولية كالأمنستي انترناشونال وهيومان رايتس ووتش عبر شبكات الانترنت والتفاعل الاجتماعي، والهدف من ذلك هو تقوية الضغط الدولي على النظام وتسبب في حرمانه من مشروعية دولية وإبعاد أصدقائه عنه.
كما يبرز من التكتيكات للأكاديمية خلال الثورات استغلال الإعلام الجديد في الدعاية لانتهاكات النظام أمام الرأي العام الدولي مع التأكيد على سلمية التظاهر وعدم اللجوء للعنف الظاهر.
ومن التكتيكات أيضاً التدرج السريع في رفع سقف مطالب وتنفيذ خطوات العصيان المدني وإبراز بعض المعاني الرمزية مثل حمل المصاحف وإضاءة الشموع ودق الطبول وحمل الأعلام الوطنية، وأيضاً نشر وتعلم وسائل التصدي لقوات الأمن مثل الدروع الواقية ومكافحة الغازات المسلة للدموع.
حينما تبدأ حركات احتجاج لا يتم إدخال القوى السياسية المنظمة والمعروفة في البداية، بل يعمل على أن تبدأ بشكل بريء وبعد أن تستقر وتجذب الانتباه وتزداد الأعداد تدخل القوى السياسية المنظمة كالإخوان المسلمين في مصر وحركة وفاق في البحرين وعدد من القبائل في اليمن.
ومن أهم التكتيكات هي أن العمل السلمي للاحتجاج لا يقتصر على اللاعنف فقط، بل هو أيضاً معني بالبهجة والإسعاد، فيجب أن تكون الأجواء احتفالية حتى تجذب عناصر وأعداداً كبيرة من الجماهير.
هشام مرسي.. صوت التغيير
يدير هذه الأكاديمية رجل مصري يحمل الجنسية البريطانية واسمه هشام مرسي. قد يكون طبيب أطفال بسيطاً، لكن قوته تأتي من زواجه بابنة الشيخ الإخواني يوسف القرضاوي.
وكان قد أعتقل في 31 يناير الماضي داخل ميدان التحرير وتم إطلاق سراحه بضغوط بريطانية قوية.
ولا يعمل مرسي وحده بل يساعده وائل عادل بالإضافة إلى شخص مصري ثالث لا يعرف عنه إلا أن اسمه الأول أحمد.
هؤلاء الثلاثة بدأوا العمل والترويج لأساليب الاحتجاجات وبشعارات سلمية منذ 2005. وقد استفادوا كثيراً من التجربة الصربية التي أطاحت بسلوبودان ميلوسوفيتش وكان من تنظيم مجموعة أوتبور.
جرب الثلاثة ما تعلموه في عام 2006 وكانت البداية منطقة المحلة في مصر، حيث المجتمع عمالي وتعاني شرائح كبيرة منه من تدني الأجور وظروف عمل السيئة.
نجحت الدعوة في الحث على إضراب أكثر من عشرين ألف عامل نسيج ولمدة ستة أيام بسبب عدم صرف علاوات، وكانت التجربة مثمرة حيث أربكت الاحتجاجات رغم سلميتها الشرطة المصرية التي لطالما ما تعودت على التعامل مع حشود غير منظمة.
شجع ذلك الثلاثة على تنظيم تدريبات عملية لمجموعات عديدة من الشباب المتضامن على الفيسبوك. وكان عدد كل مجموعة لا يقل عن مائة متدرب. وعمدت التدريبات على التركيز على كيفية تضخيم قوة حركة الاحتجاج إلى حد أقصى وأيضا طريقة عمل الاحتجاجات الصامتة، والسيطرة على رجال الآمن لكسب تعاطف هم بترديد عبارات مثل "سلمية سلمية".
سرت قطر بنجاح التجارب العملية فصعدت من دعمها للأكاديمية بسرعة، ورعتها بكل ود وحب وتمويل، وزادت على ذلك بأن أفتتحت لها فرعا في الدوحة.
بالطبع لم يكن للشباب القطري نصيب في التعلم من مهارات القائمين على الأكاديمية. كان فرع الدوحة يدرب النشطاء والمعارضين الأجانب فقط. ويقدم النصح عبر دورات متخصصة، ركزت في جزئها الأكبر على الساحة المصرية.
ومن ثم يمكن التحرك على دول أخرى. كان عتاد هذا الفرع إخوانيين حركيين لديهم ارتباطات قوية بفرع الإخوان المسلمين في قطر والذي أصبح جزءا من مؤسسات النظام في عام 1999.
وتشير معلومات مهمة إلى أن جهاز الأمن الوطني في البحرين توصل الى أن مؤتمر "فور الشباب العالمي" الذي كان من المقرر إقامته في المنامة من الثاني إلى السابع من يوليو 2011 هو جزء مستتر من نشاطات الأكاديمية مما أدى إلى ضغوط لإلغائه وانسحب ضيوف مهمون منهم عمرو خالد وعمر عبدالكافي.
كان عنوان المؤتمر "هندسة التغيير... التكوين والأدوات" مما يدل على ارتباط قوي بمنهج الأكاديمية على الرغم من أن الأجهزة البحرينية تحدثت عن أن إلغاء المؤتمر كان سببه الرغبة في التركيز على مؤتمر الحوار الوطني ليس إلا.
المهمة الأميركية
نتيجة للإلحاح القطري والتذكير بالاتفاق الذي تم في قطر خلال منتدى المستقبل بين القطريين والأميركيين حول مشروع مستقبل التغيير في العالم العربي طلب القطريون من الأميركيين احتضان 6 ابريل، ولقاء بعض نشطائها المقيمين في واشنطن وكان أن تم ذلك بسرعة.
وبسرعة تم حشد شركات كبرى كداعمة وموفرة للدعم الفني للمشروع، وساهمت غوغل وفيسبوك وبيبسي وام تي في ومحطات تلفزيون أميركية في جعل التقنية خادمة للثورات.
ولا ننسى كيف أن غوغل خلال الثورة المصرية ساهمت وتويتر في تقديم خطوط هاتفية مجانية ودولية لخدمة المتظاهرين للتبليغ عن ما يحدث.
6 ابريل
احتضنت الولايات المتحدة حركة 6 ابريل بتمنع خجول في البداية فقد كانت متشككة في وجود بعد إخواني وخوفا من أن تحرج اميركا مع دول عربية عديدة إذا افتضحت العلاقة مع فئة معارضة لنظام حليف كالنظام المصري. لكنها توصلت إلى اتفاق عملي مع أحمد صلاح الدين علي أحد نشطاء 6 ابريل والضابط المتقاعد عمر عفيفي المقيم على مقربة من واشنطن ويملك غرفة إرشاد ومراقبة للثورة من مقر سكنه.
في 20 نوفمبر 2008 عقدت في نيويورك قمة تحالف الحركات الشبابية وشارك فيها العديد من الشباب من أنحاء كثيرة في العالم، وساهم في القمة تمويلا ومشاركة كلا من غوغل، وفيسبوك، وام تي في، ويوتيوب، ومسؤولين حكوميين من الإدارة الأميركية، وأيضاً من مدرسة القانون في جامعة كولومبيا.
وبعد نجاح القمة الأولى كان من ثمارها اجتماع أخر في الثالث من ديسمبر 2008 شارك فيه بكثافة عاملون سابقون في حملة اوباما الانتخابية والبنك الدولي وإدارة الأمن الأميركية ووزارة الخارجية الأميركية وبيت الحرية وهو مركز مروج للحريات دولياً مقره في أميركا.
كان من الحاضرين للقمة أعضاء من حركة 6 ابريل المصرية. تبع ذلك زيارة وفد رفيع المستوى من بيت الحرية الأميركي إلى القاهرة، ودراسته أرض الواقع ومعرفة الحدود، والإمكانيات للتغيير، ولقائهم العديد من الشباب المنتمين لحركة 6 ابريل.
تلا ذلك تطور كبير في أداء حركة 6 ابريل، تنوعت الأدوات والشعارات وتناسقت مع التطور النوعي لدى المجموعة وانضمام شباب جدد ومجموعات أخرى ولقاءات ضمن قمم اتحاد الحركات الشبابية في مكسيكو سيتي 2009 ولندن 2010.
كل ذلك كان يدور وسط استهانة بالغة من النظام المصري، الذي بلغت به العنجهية والغرور، في ما نقل عن أحد مسؤولية الكبار قوله، أن ما تفعله حركة 6 ابريل، ليس سوى ألعاب أطفال مع غربيين مهووسين بالتغيير، في مجتمع لن يتغير إلا بقنبلة نووية.
وكانت قمة عدم إدراك الواقع، ضحكات جمال مبارك الساخرة في إحدى المؤتمرات الصحفية في القاهرة، حول دور الفيسبوك في التغيير شاركه بفرح في ذلك مراسل قناة الجزيرة حسين عبد الغني في نفس المؤتمر.
http://www.youtube.com/watch?v=pIUbRWd5nUs
كان جمال مبارك يمارس سخريته بينما شركات أميركية كبرى كغوغل وفيسبوك وبيبسي وسي بي اس أخرى كثر، تراهن على التغيير في العالم، وتمول قمماً شبابية يتم فيها التدارس والتمرين على التغيير في نيويورك ومكسيكو سيتي ولندن ثم العودة إلى نيويورك.
الخلاصة
بعد كل هذا، يترامى إلينا سؤال مهم، هو كل هذا الجهد التبشيري بالثورة والتغيير يصب لمصلحة من؟
هل هو لمصلحة شعب، أم لمصلحة تيار سياسي ديني؟
هل هو وسيلة من وسائل الإخوان المسلمين للوصول إلى الحكم باستغلال توق الشباب العربي للتغيير والحصول على حقوق مشروعة، أم انه رغبة غربية في تغيير أنظمة أصبحت عبئا عليها؟
أم أن الأمر هو تحالف بين الغرب والإخوان تم بتنسيق قطري وبدأ من خلال تنظيم منتديات المستقبل القطرية في الدوحة والتي روجت للتغيير؟
مادا عن توسع الجهد القطري الإخواني حالياً وبقوة وانتشاره كالنار في الهشيم محاولاً التأثير على دول مختلفة والعديد من الفعاليات الممولة من قطر ولمصلحة الإخوان، تتم حالياً في دول الخليج العربي حيث عمليات التنفير والتحشيد تتم عبر فعاليات متعددة؟
تثار في الخليج الكثير من المخاوف في أن يصبح شباب الخليج في قبضة أجندات خارجية تثير الفوضى وتوهن العقد الاجتماعي الذي يستطيع الآن الحد من تصلب الأنظمة ولو على استحياء.
قطر بوضعها يدها في يد الإخوان ودعمها لهم لا تعرف انها يوماً لن تجد لها من سيشرع وجود عائلتها الحاكمة على سدة الحكم لأن ذلك يتعارض مع النظرة الإخوانية للحكم الشرعي.
من جانب أخر وفي الوقت الذي يجد الشباب العربي في حركات التغيير ملاذه خاصة عبر وجبات ثقافية خفيفة تحمل الأمل.
ثانيا : رسالة اليدومي لأمير قطر بعد حادث جامع دار الرئاسة
وفيما يلي نص الوثيقة كما نشرها موقع الوطن:
بسم الله الرحمن الرحيم:
سري جداً (فئة ب)
خطة العمل الإعلامي والميداني (13) إضافة للإستراتيجيات المتفق عليها لعمل اللجنة التنظيمية
يراعى ما يلي:
1. الانتقال التدريجي من استهداف شخص الرئيس إلى نجله العميد أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري بشكل أساسي مع عدم إغفال بقية أفراد الأسرة المتحكمة في مفاصل القوة العسكرية الموالية للنظام : العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد الحرس الخاص العميد يحيى محمد عبدالله صالح أركان الأمن المركزي العقيد عمار محمد عبدالله صالح وكيل جهاز الأمن القومي.
2. تخفيف الضغط الإعلامي عن كل الشخصيات العسكرية الأخرى فيما عدا تلك المنتمية لمؤسسة الحرس الجمهوري (بحسب الملفات الشخصية والتحليلية لكل منهم ).
3. زيادة المساحات المخصصة للهجوم على الرموز الإعلامية للنظام و بخاصة نائب وزير الإعلام.
4. تأجيل الحملة الإعلامية المخصصة لحزب المؤتمر الشعبي العام و لشخص نائب رئيس الجمهورية اللواء عبدربه منصور هادي و العمل على ترسيخ شرعيته الكاملة لحين الإنتهاء من تفكيك الأله العسكرية الموالية لنجل صالح.
5. التمهيد الإعلامي لكون عملية الجمعة مدبرة من قبل النظام الحاكم لإستعادة الزخم الشعبي و تخفيف الضغط الدولي عن النظام المنهار مع عدم إغفال ذكر إمكانية لجوء النظام لقتل أبرز قادته للتخلص من شهود إدانته وبدأ التشكيك في لجنة التحقيق و النوايا السعودية.
6. بدأ حملة إعلامية متوسطة لإبراز قيادات الصف الثاني في الحزب طبقا للأسماء التي تم تعميمها مسبقا مع ملاحظة توفير مساحات أكبر في صحيفة الصحوة للقيادات النسوية .
7. التقليل من التغطية الإعلامية للجانب المستقل من الثورة و العمل على إستقطاب الكوادر النشطة والمؤثرة من تلكم القيادات و العمل على إبعاد الكوادر الغير متعاونة أو المنافرة لسياسات الحزب (يتم الإستعانه بعناصر الفرقة الأولى في الحالات القصوى فقط بعد إبلاغ الأخ الدكتور وسيم القرشي بذلك).
8. الإيعاز للعناصر المتعاونة من الحركة السلفية ببدأ النقاشات الفكرية مع كل من حركة الحوثيين و عناصر الحزب الإشتراكي اليمني مع تجنب إقحام عناصر الحزب نهائيا في مثل تلك النقاشات.
9. الإيعاز للعناصر المستقلة المتعاونة ببدء الحملة الإعلامية المخصصة لكل من: الدكتور يس سعيد نعمان الأستاذ علي سالم البيض المهندس حيدر العطاس والتركيز على إنتماءهم الحزبي بشكل أساسي.
10. التركيز على القضية الجنوبية و مشكلة صعدة والتطرق لإمكانية قيام حكم محلي واسع الصلاحيات أو فيدرالية داخل اليمن من أربع أقاليم وليس من إقليمين.
11. تقوم الأخت توكل كرمان بالابتعاد التدريجي عن صفتها الحزبية ومواصلة العمل على تمهيد إعلان إستقالتها من الحزب و العمل على الفرز التدريجي للشباب المستقل و توجيههم للدعوة لتشكيل مجلس إنتقالي و الضغط على القوى الدولية والإقليمية بالإسراع بذلك.
12. العمل على تجهيز الشباب نفسيا لعودة صالح في حال عودته و تحفيزهم على منع وصوله إلى القصر الرئاسي في حال تم التجهيز لإستقبال جماهيري لذلك .
13. الإبتعاد عن توجيه رسائل الشكر للأطراف الخارجية و بخاصة على قناة الجزيرة و تأجيل الحملة الإعلامية الخاصة بالدور القطري في الثورة لمرحلة ما بعد التخلص من نجل الرئيس.
14. الإبتعاد التام عن التطرق لقيادات الصف الأول للحزب بما فيها اللواء الركن على محسن صالح و الشيخ حميد الأحمر والشيخ عبدالمجيد الزنداني .
،، [ ملاحظات لضمان السرية] ،، :
-بسبب الإختراق المتكرر لحسابات الفيس بوك وحسابات البريد الإلكتروني يتم تخصيص بريد إلكتروني مستقل للتواصل مع رئيس الحزب و التواصل مع غرفة العمليات.
-تجنب الإتصال بإستخدام الهواتف النقالة أو الثابتة و إستخدام محلات الإنترنت البعيدة عن الساحة لإرسال الرسائل الإلكترونية.
-تم إعتماد التغيير الدوري لمقرات الإجتماعات الخاصة بغرفة العمليات لضمان عدم إستهدافها من قبل النظام وسيتم إبلاغكم بالمقرات الجديدة أولا بأول.
محمد عبدالله اليدومي رئيس الحزب 6/6/2011
ثالثا: فلول النظام - معركة "الفلول"
تواجه المجتمعات بعد سقوط الديكتاتور تحدي ما يطلق عليه "فلول النظام"، ويندرج تحت هذه الفئة من المجتمع كل من ارتبط بعلاقات ولاء قوية للنظام القديم، وهو الولاء الذي قد يكون منبعه أيديولوجي أو مصلحة شخصية أو فئوية، وقد يكون منبعه الخوف من عدم القدرة على التكيف مع النظام الجديد المجهول المعالم، والذي هو بمثابة عالم جديد تماماً بالنسبة لهم. ومن ثم فإنهم يبذلون أقصى ما يستطيعون من أجل العودة إلى الإمساك بمقاليد الأمور، أو عرقلة عملية التحول وانتقال السلطة، أو على الأقل من أجل إعادة بناء النظام الجديد ليكون متوافقاً مع معايير ومواصفات النظام القديم.
وخطر "الفلول" يكمن في أنهم ليسوا مجرد مجموعات يمكن أن تتراجع إذا ما هزمت في الانتخابات، فهي مجموعات تخريبية تسعى لإفساد بناء النظام الجديد. أضف إلى ذلك اعتقاد الكثير من المنتمين لهذه الفئة أن قوتهم المنظمة أعظم من قوة الشعب، ومن ثم فليس أمام الجماهير إلا أن ترضخ لإرادتهم. لذلك فإن قصرالتعامل معها على منطق العزل السياسي غير كاف، فهو قد يحرمها من الطغيان السياسي، لكنه لا يقوض إمكاناتها التخريبية. لذلك فإنه لابد من تحديد منهجية للتعامل مع هذه الفئة، ولابد من رسم استراتيجية واضحة تعين الجماهير على شن "معركة الفلول"، بحيث تنتقل من خانة رد الفعل إلى المبادرة..
دراسة الدوافع
وفي البداية يمكننا تصنيف دوافع "الفلول" إلى ثلاثة دوافع كبرى:
1. دافع أيديولوجي: فلو كان حزبهم يحمل رسالة فكرية، وأيديولوجيا كثيفة، فإنه لن يستسلم بسهولة، وربما يقاوم حتى الموت، ولكنهم سيكونون أكثر منطقية في التفكير، ويمكن مناورتهم وتوقع ردود أفعالهم.
2. الخوف من المصير: أما إن كانت تجمعهم حالة من الخوف أو الرعب من النظام الجديد، وما يمثله من خطر على حريتهم أو حياتهم أو مصالحهم فسيكونون أكثر وحشية في التعامل، ولن تخضع ممارستهم السياسية للتفكير المنطقي، ومن ثم لا يمكن في كثير من الأحيان توقع ردود أفعالهم لغياب التفكير المنطقي وغلبة حالة الرعب أو الخوف.
3. المصالح: أما إذا كان تجمعهم حول تحقيق مصالح شخصية فسيكون التعامل أسهل كثيراً، سواء بتلبية المصالح أو حرمانهم منها بحسب الحالة.
لذلك كانت دراسة الدوافع مهمة لتحديد منهجية التعامل، وتحديد مدى الخطر الفعلي، ومدى القدرة على توقع ردود أفعالهم.
الشرائح
وعلى الصعيد العملي – بعد دراسة الدوافع- يمكن تقسيم بقايا النظام القديم من حيث سلوكها إلى ثلاث شرائح:
شريحة (أ): تعلن الحرب وتحاول إفساد الحياة العامة.
شريحة (ب): تورطت في الفساد بشكل كبير لكنها تريد تحويل ولاءها للنظام الجديد، إما إيماناً به أو استسلاماً له.
شريحة (ج): كانت منضمة للنظام السابق فقط بدافع المصلحة الشخصية، وربما الخوف من عواقب المعارضة. وقد يكون موقفها موال للثورة بشكل كبير. فلم يدفعهم للانضمام للحزب سابقاً إلا الطغيان واحتكار الفرص، فكان ذلك ملاذهم.
الشريحة (أ)
خصائصها:
• متورطة في الفساد بشكل كبير وهي الرموز الفعلية له.
• تقود عمليات التخريب والإفساد.
• لها أدوات قادرة على تنظيمها وتسخيرها لتحقيق أهدافها.
• مصممة على العودة والسيطرة على الدولة بنفس العقلية القديمة.
• مصممة على العناد وشن حملات مضادة ومحاولات بث الفرق
منهجية التعامل معها:
تقتضي منهجية التعامل مع الشريحة (أ):
• ردعها عن طغيانها.
• حصرها في أضيق دائرة.
• التخلص منها من خلال محاكماتها على فسادها وأساليبها القذرة التي تبث بها الخوف والذعر في الشارع، وتفسد الحياة.
الوسائل المقترحة
• تعليق صورهم في كل مكان (خاصة دوائرهم الانتخابية) ورفع شعار wanted أو مطلوب للعدالة.
• نشر القوائم في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة.
• تحميلهم المسئولية المبدئية عن أي اضطراب يحدث يشتبه في ضلوعهم فيه، فهم المتهم الأول.
• المقاطعة الاجتماعية: عدم السلام عليهم أو البيع والشراء منهم الخ.
• عزلهم من مناصبهم، كإدارة الجامعات والمؤسسات الكبرى.
• المقاطعة الاقتصادية: حصر مصالحهم ومقاطعتها بشكل كامل. وتهديد مصالحهم في الخارج عبر إقناع شركائهم بالتخلي عنهم.
. حملة تستهدف الشركاء برسائل واتصالات وحملات ضغط، تجبرهم على التخلي عن دعم هذا الشخص، حيث يشعرون أن تحالفهم معه يعرض مصالحهم وسمعتهم للخطر.
• مخاطبة ذويهم وإظهار فساد ما يقومون به، وذلك في المدارس والأعمال التي يوجد بها ذوييهم، على أن يسعى الخطاب إلى التأثير فيهم لا تفجير غضبهم. لأنهم هم من سيضغطون على رموز الفساد.
• ضرب أدواتهم بقوة، "كالبلطجية"، وهذا عمل تقوم به الشرطة بالتعاون مع لجان شعبية، بحيث يفقدون أدواتهم تدريجياً، إما لأن أدواتهم تتخلى عنهم، أو لأنه تم تقويضها فعلياً.
• رفع دعاوي قضائية ضد تهديداتهم وممارساتهم. وهذا يتم من خلال حملة يشنها المحامون تستهدف كل رموز الفساد.
الشريحة (ب)
خصائصها
• متورطة بالفعل في الفساد السابق.
• لديها رغبة في تحويل ولاءها.
منهجية التعامل معها:
• الحيلولة دون تحولها إلى الشريحة (أ) نتيجة الضغوط عليها.
• الاستفادة منها في كشف أسرار الشريحة (أ) والتعاون مع الأجهزة المختصة (الشعبية والحكومية) من أجل الإيقاع بها.
• استيعابها "بحذر" في النظام الجديد.
الوسائل المقترحة
• عمل تسوية معها بخصوص ثروتها.
• الاكتفاء بمحاكمات التطهير النفسي والاعتراف بالخطأ ثم الصفح مع رد النسبة الأكبر لخزينة الدولة، ويمكن أن يمارسوا أدوراً سياسية أو يمنعوا عنها لأجل معلوم. (يمكن تطبيق العزل الجزئي أو الكلي. والعزل الكلي هو أن يتم حرمانهم من المشاركة العامة في كل المجالات، أما الجزئي فقد يقتصر على مجال دون آخر، أو على قطاع في مجال دون آخر، كالسماح لهم بتشكيل الأحزاب، مع عدم السماح بالترشح لمدة محددة.
• دفعهم للمساهمة في بناء البلد اقتصادياً. على ألا يكون لهم السهم الأكبر في المؤسسات، وهو الذي يمكنهم من السيطرة على المؤسسات.
• الاعتماد عليهم في تفكيك المنظومة التي تقوم عليها "الشريحة أ". من خلال التقارير والمعلومات.
• زيارات وفود شعبية لأهم الشخصيات لطمأنتهم على احتضان الشعب لهم.
. حملة اتصالات هاتفية ورسائل نصية ترحيبية بهم.
الشريحة (ج)
خصائصها
• ليس لها ولاء فعلي للحزب، وتتمنى لو انضمت للثورة.
• ساكنة وليس لها نشاط فعلي ضد الثورة.
• ليس لديها أدوات فعلية لإفساد الحياة السياسية والاجتماعية ولا تسعى إلى ذلك.
منهجية التعامل معها
• استقطاب هذه الشريحة للثورة.
• قبول اعترافها بالخطأ، وتشجيعها على ممارسة أدوارها الطبيعية سواء السياسية أو الاقتصادية. مع تأكيد الاحتفال بها بعد تحريرهم من قبضة الحزب.
• الاستفادة منهم في الحصول على بعض المعلومات حول الشريحة (ب).
الوسائل المقترحة
التواصل معهم. وإعلان قبولهم في ممارسة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .. الخ، وتأكيد أن العداء لأئمة الفساد. وليس لأشخاص، فالثورة أتت لتحريرهم لا إقصائهم.
إرشادات
• التمييز بين الشرائح يحول دون توحد الحزب القديم، أو شعوره بالمصير المشترك القلق، إنه يعطي الفرصة للتصدع والتحول، ويعزل الشريحة (أ) وحدها، فالثورة لا تعادي أفراد الحزب القديم وتريد أن تقيد حريتهم، وإنما تعادي أئمة الفساد فقط، وتصفح عن من أكره لسبب أو لآخر. وتفتح له باب العودة إلى المجتمع. ويمكن زيادة عدد الشرائح وإعادة تصنيفها بشكل مفصل أكثر، فكلما أمكن تفتيت معسكر الفلول في الذهن أولاً أمكن تفتيته في الواقع لاحقاً.
• الدقة في التصنيف وعمل القوائم، بحيث لا يتحول البريء إلى مجرم. الهدف هو حصر المجرمين فعلياً، لا صناعة مجرمين جدد.
. عمل ملف لكل رمز يراد الضغط عليه ويشمل هذا الملف: اسمه، سكنه، عائلته، مصالحه، شركاؤه، مراكز قوته، نقاط ضعفه، موقعه في شبكة الفساد، ذو سطوة أو مجرد منفذ، الغرض المطلوب (مقاضاته، تحييده، كسبه)، الاستراتيجية المتبعة (ضغط، فصله عن شركاؤه، الخ)، الوسائل التي سيتم استخدامها، ردود فعله المتوقعة، الخ... هذا الملف يساعد في اتخاذ القرار.
• "معركة الفلول" مشروع يستحق أن تنتدب مجموعات عمل نفسها له، وأن يتركز عملها حوله، وأن تبدع الوسائل الفعالة لكسب هذه المعركة. التي تنتهي بمحاكمة أئمة الفساد، وعمل عزل جزئي (في بعض المجالات) أو كلي لغيرهم، ودمج البعض الآخر في النظام الجديد.
• التنسيق مع الجهات المسئولة عن الأمن قد يكون أحياناً مهماً جداً نظراً لتوفر المعلومات لديهم، وقدرة التدخل في بعض الحالات التي تتطلب التدخل المباشر، فهي معركة تستنفر كل أجهزة الدولة، وعليها أن تتضافر من أجل اجتياز تحدي "الفلول".
• العفو في بعض المستويات يحول دون تفاقم الإجرام، وتضخم الشريحة "أ"، أحياناً يجدر توفير مخارج ورمي أطواق نجاة، هي في الحقيقة أطواق تحكم السيطرة عليهم.
أحمد عادل عبد الحكيم
وائل عادل
5/10/2011 اكاديمية التغيير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.