وكالات : أفادت تقارير بتظاهر عشرات الالاف من البحرينيين خارج العاصمة المنامة احتجاجا على مشروع الاتحاد بين دول الخليج العربية. وكان آلاف الايرانيين تظاهروا في طهران عقب صلاة الجمعة للاحتجاج على مشروع الاتحاد بين البحرين والسعودية الذي وصفه امام الجمعة آية الله كاظم صدِّيقي بانه مؤامرة أمريكية صهيونية. وقال صديقي "عوضا عن الاستجابة لمطالب الشعب يعمد حكام البحرين الى الانصياع لاوامر بيع البلاد وهويتها لدولة اخرى، ليهم ان يعلموا أن الشعب البحريني والعالم الاسلامي والايرانيين لن يتحملوا هذه المؤامرة". وتجمع المتظاهرون الذين رفعوا الاعلام البحرينية أمام جامعة طهران ورددوا شعارات مناهضة للسعودية وامريكا واسرائيل. وقال العميد محمد رضا نقدي قائد قوات الباسيج " هذا المخطط غير العادل الذي يرسمه حفنة من الحكام الفاسدين والسكارى يهدف الى مسح بلد من على الخارطة ودمجه ببلد اخر ، هذا المخطط سيلقى ردا حاسما من الشعب البحريني ومن كل الشعوب الاخرى". وكان الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست قد اعتبر ان مشروع الاتحاد السعودي البحريني يعني زوال البحرين ودعا حكومة المنامة الى تغيير نهجها. وتتهم السلطات البحرينية الشيعة لديها بالولاء لإيران. البحرين وفي البحرين، افاد شهود بأن متظاهرين في قرى شيعية حملوا اعلام البحرين الحمراء والبيضاء ورددوا هتافات ضد قوات درع الجزيرة التي دخلت البحرين في مارس/ اذار 2011 بالتزامن مع قمع الاحتجاجات التي قادها الشيعة ضد نظام اسرة ال خليفة السنية. وافاد شهود بأن تظاهرات جرت في شارع البديع القريب من المنامة رفضا لمشروع الاتحاد، بدون تسجيل اي احتكاكات مع قوات الامن. وكانت المعارضة وعلى رأسها جمعية الوفاق التي تمثل التيار الرئيسي بين الشيعة، دعت الى تظاهرة الجمعة في هذا الشارع الذي يربط بين قرى شيعية عدة على تخوم المنامة، تحت عنوان "لبيك يا وطني". وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست التقوا في الرياض يوم الاثنين الماضي، لبحث دعوة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لتوحيد دول المجلس، لكنهم أخفقوا في الاتفاق على مزيد من خطط التكامل. ومن المقرر ان تستأنف المحادثات بهذا الشأن في وقت لاحق هذا العام. وقالت المعارضة في اعلان وزع في نهاية المظاهرة ان "البحرين تعيش ازمة سياسية دستورية طاحنة بسبب السياسات غير الرشيدة للحكم، عبر عمليات الهروب من الاستحقاقات الحقوقية والسياسية مرة تلو أخرى". واكدت المعارضة على "حق الشعب البحريني في تقرير مصيره"، واشارت الى "ان أي قرار يتعلق بسيادة البحرين أو مساس باستقلالها أو مصيرها دون العودة لشعب البحرين واستفتاءه بطريقة تمثيلية سليمة هو قرار باطل وغير نافذ ولن يكون له أي اعتبار". كما شددت المعارضة على ضرورة "الافراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي" وخصوصا الناشط الحقوقي نبيل رجب والناشط المضرب عن الطعام عبدالهادي الخواجة. وقال الشيخ عيسى أحمد قاسم، الذي يعد الزعيم الروحي للشيعة البحرينيين في خطبة الجمعة، ان "الشعوب ليست قطعان ماشية ولا مجموعات من الخراف والنعاج"، مشددا على حق البحرينيين في رفض الاتحاد. واضاف "اذا كان عدد من الحكومات المعنية بالاتحاد قد أبدى توجساته واعتراضه على الموضوع فلماذا لا يجوز لأي شعب أن يظهر توجسه واعتراضه ومقاومته السلمية المشروعة لما يراد أن يفرض عليه كرها وقهرا؟". وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية عبر صفحتها على تويتر ان "اللجنة المنظمة لمسيرة الوفاق تعهدت بعدم حدوث اي تجاوزات او التطرق او الاساءة لاي من دول مجلس التعاون بالقول أو الإيحاء". ويرى مراقبون في ذلك فصلا جديدا من فصول التوتر بين دول الخليج العربية وايران. فمنذ ان اندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكم في البحرين وإيران متهمة بأنها تحرض البحرينيين على التظاهر وتحاول اشعال فتنة طائفية في المنطقة و لم يتأخر الرد البحريني أو السعودي كثيرا على مظاهرات ومواقف ايران فكلا البلدين رأى في الموقف الايراني تدخلا سافرا بشؤونهما. ويرى البعض أن إعلان الاتحاد بين البحرين والسعودية سيعني مزيدا من التوتر في منطقة الخليج وفشله أو تأجيله لا يعني بالضرورة تحسن العلاقات بين دول الخليج العربية وايران.