الحق الناخبون الفرنسيون الهزيمة بالرئيس نيكولا ساركوزي امس الاحد في الدورة الثانية من الانتخابات الاقليمية، حتى ولو تمكن اليمين من الاحتفاظ بمنطقة الالزاس (شرق)، بحسب تقديرات معاهد الاستطلاع. واعلن رئيس الوزراء فرانسوا فيون انه سيتوجه صباح الاثنين الى قصر الاليزيه لبحث نتائج العملية الانتخابية مع الرئيس. واوضح فيون "ان نتيجة هذا المساء تؤكد فوز لوائح اليسار. لم نعرف كيف نفوز. يشكل ذلك احباطا للغالبية. اني اتحمل حصتي من المسؤولية". وبحسب تقديرات معهد "اوبينيون واي"، فان اليسار الذي سيواصل السيطرة على الغالبية الساحقة من المناطق الفرنسية ال26 (22 في الداخل واربع عبر البحار)، حصل على 54,3% مقابل 36,1% لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم وحلفائه. وحصلت الجبهة الوطنية (يمين متطرف) بزعامة جان ماري لوبن على 8,7% من الاصوات على المستوى الوطني، في حين لم تتمكن من المشاركة في الانتخابات بلوائح سوى في 12 منطقة. وفي منتصف ولاية الرئيس نيكولا ساركوزي، تشكل هذه العملية الانتخابية اخر محطة قبل الانتخابات الرئاسية في 2012. وبلغت نسبة الامتناع عن التصويت 49% تقريبا، بحسب كل معاهد الاستطلاع مقابل اكثر من 53% الاحد الماضي في الدورة الاولى. وبدأ الفرنسيون بالادلاء باصواتهم عند الساعة 08:00 (07:00 ت غ) واغلقت مراكز الاقتراع في الساعة 20:00 (19:00 ت غ). ومنطقة الالزاس (شرق)، المعقل التقليدي لليمين والتي اصبحت احد رموز العملية الانتخابية، بقيت مخلصة للاكثرية الرئاسية. وفي مناطق ما وراء البحار، نجح اليمين ايضا في الفوز في لاريونيون، الجزيرة في المحيط الهندي, والتي كانت حتى الان تحت سيطرة الحزب الشيوعي. واعلنت شانتال برونل النائبة من الاتحاد من اجل حركة شعبية الرئاسي نهاية الاسبوع ان "الاهم على ما يبدو لي هو ان يجد الرئيس الخطوات والعبارات الملائمة للم شمل عائلته ورسم آفاق" غداة الانتخابات الاقليمية. وتتكهن الصحافة منذ ايام باحتمال اجراء تعديل وزاري واسع. ونقلت هذه الفرضية صحيفة لوفيغارو المقربة من السلطات وذهبت صحيفة لبيراسيون اليسارية في عدد نهاية الاسبوع الى حد التكهن باقالة رئيس الوزراء فرنسوا فيون رغم تمتعه بشعبية اكبر من شعبية ساركوزي. وقد اكد الرئيس الفرنسي قبل الجولة الاولى الاحد الماضي ان "الاقتراع اقليمي وبالتالي فان نتائجه ستكون اقليمية". ولفت كلود غيان، ابرز مساعدي نيكولا ساركوزي، السبت بالقول "ايا كانت النتيجة، فلن يحصل تعديل وزاري كبير. سيحصل تعديل بسيط، تقني، لان بعض التصحيحات الصغيرة تستحق ان تحصل". واقر الامين العام للاتحاد من اجل حركة شعبية كزافييه برتران بالهزيمة من دون ان يقول اي كلمة بشان عواقبها المقبلة. من جهتهم، يحتفل اليسار وحلفاؤه بفوزهم. وقالت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري "لقد منح الفرنسيون هذا المساء فوزا غير مسبوق للوائح اليسار المتحد (...). اننا نستقبل هذا الفوز بمسؤولية". واضافت "الاستماع الى الفرنسيين يعني تغيير السياسة بعمق". لكن نواب اليمين قلقون ويطالب بعضهم بالخصوص بانهاء "الانفتاح" اي تعيين شخصيات من اليسار في مناصب عالية. وكتبت افتتاحية لوفيغارو نهاية الاسبوع "لا بد ان يقوم الرئيس اعتبارا من الاسبوع المقبل بمراجعة الامور وضبطها لتعبئة الخائبين من الساركوزية". وينتخب الفرنسيون مجالسهم الاقليمية حسب اقتراع معقد بلائحة نسبية يمنح تفوقا من حيث عدد المقاعد للفائز ويسمح باندماج لوائح في الدورة الثانية اذا تجاوزت عتبة الخمسة بالمئة في الجولة الاولى. وحصل الحزب الرئاسي الاتحاد من اجل حركة شعبية وحلفاؤه على 26% من الاصوات في الدورة الاولى في حين تقدم عليه الاشتراكيون (29%) الذين تحالفوا في الجولة الثانية مع الخضر في حركة "اوروبا بيئة" (12%) واليسار الراديكالي (شيوعيون ومنشقون اشتراكيون) 6%. وحصل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي يتزعمه جان ماري لوبن على اكثر من 11% ما مكنه من المشاركة في الجولة الثانية في 12 اقليما.