دمشق بيروتاسطنبول تل ابيب ووكالات: تستمر العمليات العسكرية في دمشق وحلب، اكبر مدينتين في سورية، بين القوات النظامية التي تستخدم الدبابات والمروحيات، والمقاتلين المعارضين الذين يحاولون احراز تقدم على الارض، في الوقت الذي عززت فيه تركيا قواتها المنتشرة على الحدود مع سورية عبر ارسال بطاريات صواريخ ارض - جو وناقلات جند الى ماردين في جنوب شرق البلاد. وقال المصدر نفسه ان قطارا يجر عربات محملة ببطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وناقلات الجند وصل الى محطة ماردين للقطارات التي احيطت بإجراءات امنية مشددة. وبحسب صور نقلتها شبكة 'ان تي في' التلفزيونية فإن حمولة القطار تضمنت خمس آليات على الاقل مجهزة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات. وتأتي هذه التطورات متزامنة مع سقوط ثلاثة من المعابر الحدودية السبعة بين سورية وتركيا بأيدي المعارضة السورية المسلحة خلال الايام الستة الماضية. في الوقت نفسه، اعلن الاحد عن سيطرة المقاتلين المعارضين على ثلاثة معابر حدودية مع تركيا من اصل سبعة، تضاف الى معبر حدودي رئيسي مع العراق تمت السيطرة عليه من اصل ثلاثة، فيما تبقى المعابر مع لبنان ومع الاردن تحت سيطرة قوات النظام. ومن جهته أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الأحد أن إسرائيل لن تسمح بأن تسقط الأسلحة الكيميائية التي تملكها سورية في أيدي 'جماعات إسلامية متشددة مثل حزب الله'. وقال للصحافيين في قاعدة للجيش قرب تل أبيب 'إسرائيل لن تستطيع قبول انتقال الأسلحة الذكية' إلى حزب الله. وردا على تصريحات سابقة بأن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بالاستعداد لسيناريو تنفيذ عملية على الأراضي السورية لتأمين الأسلحة، قال 'لن يكون من الصواب أن نتحدث الآن عن توقيت العملية أو كيفيتها أو عما إذا كان ستكون هناك عملية أصلا'، ولكنه أضاف أن إسرائيل ستدافع عن نفسها 'بكل مسؤولية'. كان باراك صرح مساء الجمعة بأنه أعطى توجيهات للجيش للاستعداد لتدخل محتمل في سورية. وقال للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي 'أعطيت أوامر للجيش للاستعداد لموقف سيتعين علينا فيه التفكير في القيام بعملية'. وتخشى إسرائيل من أنه في حال سقوط نظام بشار الأسد فإن الأسلحة التي يمتلكها النظام قد تسقط في أيدي جماعات مسلحة. وقال باراك 'نظام الأسد يتحطم ويتداعى أمام أعيننا في الأسابيع الأخيرة'. الى ذلك عرضت جماعة سورية معارضة أعلنت مسؤوليتها عن تفجير دمشق الذي أودى بحياة اربعة من كبار مساعدي الرئيس بشار الأسد تسجيلا مصورا يظهر على ما يبدو المبنى بعد دقائق من التفجير ورسائل عبر اللاسلكي من قوات الامن المذعورة. وظهر في التسجيل المصور الذي وزعته 'القيادة العسكرية في مدينة دمشق وريفها' تحت اسم 'كتيبة الصقور للعمليات الخاصة' دخان يتصاعد قرب مبنى مكتب الامن الوطني في حي ابو رمانة بدمشق والذي تعرض للتفجير رغم عدم وجود ما يدل على حدوث اضرار خارجية. وقال خبراء امن اقليميون شاهدوا التسجيل المصور ان من الواضح ان الكاميرا جرى تثبيتها في الشارع الذي يقع فيه مكتب الامن الوطني قرب مقر السفير الأمريكي المهجور حاليا قبل وقت طويل من الانفجار. وقال أحد المصادر 'أيا كان الذي التقط التسجيل المصور فإنه كان يعلم ان شيئا ما سيحدث هناك رغم انه لم يعرض الانفجار بالضبط والذي يبدو انه قتل أهدافه على مسافة قريبة من داخل المبنى'. وعرض التسجيل المصور ومدتة ثماني دقائق لقطة ثابتة وواضحة للمبنى خلافا للكثير من اللقطات التي وزعتها المعارضة السورية مما يشير إلى ان الكاميرا ربما تم تثبيتها سلفا رغم ان التسجيل لم يعرض لحظة التفجير. وقال صوت عبر التسجيل المصور متحدثا باسم 'قيادة دمشق العسكرية' ان الهجوم نفذ باستخدام عبوات ناسفة زرعت داخل المبنى. واستطرد ان التفجير استهدف اجتماعا لخلية الازمة التابعة للأسد للقضاء على 'رؤوس الطغيان والقمع والفساد'. وأضاف الصوت ان التفجير جاء ردا على المذابح والانتهاكات التي ترتكبها قوات الأسد في انحاء سورية في اطار حملتها لقمع الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا ضد حكمه. وفي قطر، عقدت اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالأزمة السورية اجتماعا مساء الاحد للبحث في تطورات الوضع السوري في ضوء امتداد العنف الى دمشق وحلب وبعد مقتل اربعة مسؤولين كبار الاربعاء في عملية تفجير في وسط العاصمة. وقتل الاحد 19 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة في سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واعلن المرصد الاحد ان اكثر من 19 الف شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا في اعمال عنف في سورية منذ بدء الاضطرابات في البلاد في منتصف آذار (مارس) 2011.