صحيفة المنتصف : حذرت تكتلات ثورية في ساحة التغيير بصنعاء وساحة الحرية بتعز من مسلسل اغتيالات على الطاولة يهدف إلى تفجير صراعات دامية وإقحام الساحات والثوار في مواجهات على أكثر من جبهة , عقب تهديد حزب التجمع اليمني للإصلاح وعلى لسان رئيسه محمد اليدومي بتصفية من أسماهم "بقايا النظام" وتوعده ب "الانتهاء منها في أقرب وقت". ونقلت صحيفة "المنتصف" في عددها الصادر الإثنين عن ناشطين ومصادر في جبهة "إنقاذ الثورة" في ساحة التغيير بصنعاء وساحة الحرية بتعز دعوتها التكتلات الثورية إلى تحديد موقفها من الدعوات الصريحة إلى العنف, وإلى إعادة الاعتبار لسلمية الثورة". كما ندد الثوار بإقصاء اليدومي للشباب واعتباره أن الثورة صنيعة الاحزاب والإصلاح في المقدمة. اليدومي يكشف الأوراق أم يخلطها؟ قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي: إن "الإصلاح كان له دور فاعل" في تحريك الاحتجاجات والساحات لإطاحة النظام السابق، مؤكداً أن الحزب وقواعده "لاتزال موجودة في الساحات" في أول وأجرأ إقرار رسمي بمسؤولية "الإخوان المسلمين" في اليمن المباشرة وراء الأحداث وتجييش الشارع "لإزاحة النظام" متجاوزاً –اليدومي- الخطاب الذرائعي للحزب والجماعة والذي كان يتذرع بالشباب وينكر مسؤولية الأحزاب والقوى التقليدية في إدارة الصراع السياسي العنيف الذي عصف باليمن منذ مطلع العام الماضي 2011م. اليدومي وفي ظهور علني استوقف المراقبين والمتابعين لجهة توقيته –هو الثاني لرئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح منذ اندلاع الأزمة- حرص على تأكيد الدور الفاعل والقيادي للحزب في "إشعال الثورة" والإطاحة بالنظام، متوعدا من أسماهم "بقايا النظام" ب"الانتهاء منها" خلال الفترة القليلة المقبلة. وقال رئيس الذراع السياسي للإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) خلال حديثه المسجل مع القناة الفضائية للحزب "سهيل": "الإصلاح كان له دور فاعل في إشعال هذه الثورة وإزاحة النظام السابق" مستدركاً بالقول: "ولكن الإصلاح ليس هو الوحيد.. ونحن كيان موجود ضمن اللقاء المشترك وأحد المكونات التي كان لها دور في إشعال الثورة" معطياً البعد الحزبي الأسبقية والفاعلية ومعفياً الخطاب الإعلامي والسياسي للحزب من مشقة التذرع ب"ثورة الشباب" فلم ترد هذه التسمية على لسان اليدومي طوال الحلقة مقابل الحديث عن "الثورة" مجردة من الألقاب والصفات مع حرصه على تأكيد "الدور الفاعل" لحزب الإصلاح وبقية أحزاب اللقاء المشترك لتغدو في خلاصة خطاب رئيس الإخوان ثورة أحزاب بامتياز يكاد يكون حصريا. الأستاذ محمد اليدومي أكد أن أعضاء وقواعد الإصلاح مستمرة في أداء واجباتها و"استكمال أهداف الثورة" وقال: "نعم.. قواعدنا لا تزال موجودة في الساحات" وفاعلة ولن تغادرها. لم نسرق ما صنعنا ! ورفض اليدومي اتهام الشباب للأحزاب وفي مقدمتها الإصلاح بالتسلق على ظهورهم وامتطائهم للوصول إلى السلطة، وقال: إن "أنصار النظام السابق وبقاياه هم من يقولون هذا الكلام". ورداً على المكونات والتجمعات الثورية في الساحات والتي تتهم الإخوان وبقية القوى الحزبية والتقليدية ب"سرقة الثورة" اعتبر رئيس الإصلاح أن هذا الكلام "غير صحيح" وأن "بقايا النظام السابق هم من يقولون ذلك" ويروجون له. وقال اليدومي: "الثورة لم تسرق" متسائلا: "كيف تُسرق من قبل صانعيها" في إشارة إلى أن الإصلاح وشركاءه هم من صنعوا "الثورة" واستفادوا من نتائجها ولم يسرقوها من غيرهم. ليسوا فاسدين اليدومي دافع عن المنشقين والمسؤولين والقيادات الذين انضموا للساحات في بداية الأحداث ورفض الاتهامات التي تطالهم بالفساد والهروب إلى الأمام، وقال: "على العكس.. هؤلاء ليسوا فاسدين أو مجموعة فاسدين كما يقال بحقهم"، وأضاف: "لو كانوا فاسدين لما انضموا إلى الساحات ولبقوا في أماكنهم ووظائفهم يمارسون فسادهم".. متهرباً من الإجابة أو التعليق على الاتهامات الشائعة التي تعتبر انضمام والتحاق الفاسدين بالساحات هو هروب إلى الأمام وهروب من المساءلة، مكتفياً بالدفاع عن المنشقين عن النظام السابق والمؤيدين للساحات وهو ما اعتبره ناشطون شباب "دفاعاً مستميتاً عن اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع، وشركائه الآخرين في الحكم والنفوذ وإنكارا لكل جرائمه وسجله المليئ بالفساد والممارسات التسلطية التي يحفظها العوام قبل الخاصة"، لكن الأستاذ اليدومي أصر على اتهام "بقايا وأنصار النظام السابق" بإطلاق مثل هذه الاتهامات. رئيس حزب الإصلاح امتنع عن الإشارة إلى علي محسن الأحمر أو مراكز القوى القبلية والدينية والعسكرية التي ضاعفت سلطاتها ومكاسبها في المحصلة النهائية للأحداث واعتبر أن الثورة حققت أهم أهدافها "الأهداف العاجلة" وأن التغيير قد حدث وقال: "اليوم الرئيس غير الرئيس السابق.. وهو رئيس منتخب"، مفضلاً إسقاط انتخابات 2006 الرئاسية من الذاكرة والتاريخ، كما فضل المذيع المحاور أن لا يذكره بموقف حزب الإصلاح في انتخابات 1999 الرئاسية، حيث بادر الإصلاح إلى إعلان علي عبدالله صالح مرشحا للحزب قبل أن يعلن المؤتمر الشعبي العام اسم مرشحه للانتخابات المذكورة. تصريح بالتصفية اليدومي الذي أكد أنه "لا يمكن إقالة النظام دون خسائر" برر للكثير من التجاوزات والأخطاء والخسائر الفادحة خلال الأحداث واعتبر أن "إقالة قائد القوات الجوية ووكيل أول الأمن القومي عمار صالح.. من أهم أهداف الثورة التي تحققت" بوصفها مكاسب التغيير الذي حدث.. مجدداً التأكيد على المبادئ الخطابية والأهداف نفسها في بيانات اللجنة التنظيمية العليا في الساحة في تبني مفهوم التغيير الذي يُعنى به إقصاء بعض الأسماء والأشخاص وهو ما أكد عليه اليدومي الذي أكد بلغة الواثق أن من تبقى من أفراد وقيادات النظام السابق "سوف يتم الانتهاء منها" قريباً، مبقياً الباب مفتوحاً أمام التأويلات والتفسيرات للكيفية التي سيتم من خلالها الإنهاء أو "الانتهاء" من هؤلاء؟ وعلى الفور كانت التعليقات حاضرة حيث نشر ناشطون من "جبهة إنقاذ الثورة" تصريحات اليدومي محذرين من "اغتيالات وتصفيات قادمة" ودعا بعض هؤلاء "قوى الثورة إلى تحديد موقفها من التلويح المبطن بالعنف وتمييز الثورة السلمية عن خطاب الإنهاء والتصفية". توحيد الجيش.. و"الانفصال" وعلى صلة سابقة اعتبر الأستاذ محمد اليدومي أن "من أهداف الثورة توحيد الجيش وإقامة العدل في المجتمع" في الوقت الذي تحاشى ذكر إنهاء الانشقاق الذي يقوده اللواء محسن كأول وأهم مقتضيات "توحيد الجيش".. غير أنه أكد على الهدف "التوحيد" ولم يخض في التفاصيل وكان قريباً من التصريح بأن التوحيد إنما يعني إلحاق قوات الجيش ومكوناته بما يسمى "الجيش الحر" أو "الجيش المؤيد للثورة" بقيادة اللواء علي محسن وليس العكس أو إنهاء محسن والفرقة الأولى الانشقاق والعودة تحت إمرة وتصرف وزارة الدفاع والقيادة العليا للقوات المسلحة. في اتجاه آخر جدد رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح موقف الحزب والجماعة من حرب صيف 94 مدافعاً عنها.. كما جدد هجومه ضد قيادة الحزب الاشتراكي اليمني الذي اتهمها بتنفيذ مخططات خارجية وقال: "إن الانفصال تم بالتنسيق بين بعض قيادات الحزب الاشتراكي وقوى خارجية" واليدومي تحدث عن "الانفصال" وليس القرار بالذهاب إلى الانفصال. • المصدر : صحيفة "المنتصف" - عدد الاثنين 30 يونيو