خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    مصادر مصرفية تحذر من كارثة وشيكة في مناطق سيطرة الحوثيين    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    لماذا إعلان عدن "تاريخي" !؟    مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    "اليمن ستكون مسرحاً لحرب استنزاف قبل تلك الحرب الكبرى"..خبير استراتيجي يكشف السيناريوهات القادمة    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    الكشف بالصور عن تحركات عسكرية خطيرة للحوثيين على الحدود مع السعودية    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمة "قوية" لزعيم الحوثيين أثناء لقاءه بمشائخ خولان
نشر في حشد يوم 08 - 10 - 2012

قال زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي إن ما سيقوم به الأمريكان في اليمن هو " السعي الدائم لإفقاد الشعب اليمني الأمن والأمان ، مشيرا في في لقاء جمعه بمشايخ خولان بن عامر إلى أنموذج العراق قائلا " هذه مسألة معروفة ومن لا يستوعب هذا فلينظر إلى واقع العراق، خلَّف الإستعمار الأمريكي هناك حالة الخوف الدائم، التفجيرات التي لا تتوقف، سيارات مفخخة، إنتحاريون، عناوين كثيرة، المهم أنهم أفقدوا الشعب العراقي المسلم أمنه وأمانه، وأصبح هناك حالة التفجيرات حالة مستمرة والجرح النازف لا يتوقف، هكذا سيعملون في اليمن".

نص الكلمة :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا ونبينا وقائدنا وقدوتنا وحبيب قلوبنا محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أيها الأخوة الأعزاء ... السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

نرحب بكم ضيوفنا الأعزاء أهلاً وسهلاً ومرحباً، وحياكم الله، ونحن نشجع مثل هذه اللقاءات والزيارات الأخوية التي تعزز من روابط الإخاء والمودة بين أبناء مجتمعنا المؤمن وشعبنا العزيز.

وكما هي العادة أيها الأخوة الأعزاء في كل اللقاءات والاجتماعات نريد لها أن تكون اجتماعات مفيدة اجتماعات مثمرة اجتماعات نافعة نتواصى فيها بالحق ونتواصى فيها بالصبر ونتناصح فيها ونتذاكر فيها مسئوليتنا جميعاً، ما ينفعنا عند الله يوم القيامة، يوم الحساب والسؤال والجزاء، وما ينفعنا هنا في واقع حياتنا.

نستطلع الواقع الذي نعيشه كشعب يمني مسلم يواجه التحديات والأخطار الكثيرة، وكذلك نتأمل ونستذكر في مسئوليتنا تجاه هذا الواقع الذي نحن معنيون به لا ينفعنا تجاهله، ولا يفيدنا التعامي عنه، نستذكر مسئوليتنا ونستطلع واقعنا ونقيمه، ومن خلال العودة إلى القرآن الكريم .

نحن كأمةٍ مسلمة، وكشعبٍ يمنيٍ مسلم يجب أن نكون متمسكين بكتاب الله مهتدين به، مستبصرين به، مستنيرين بنوره، نُقيّم الواقع من خلاله، نعود إليه لنكسب منه الوعي والبصيرة، نعود إليه لنعرف ما هي مسئوليتنا أمام الله ربنا الذي إليه مصيرنا يحاسبنا ويجازينا، الله ملك السموات والأرض، الله مدبر شؤون السموات والأرض، الله القوي العزيز المهمين الرب المعبود، الله إلهنا وخالقنا وربنا ومالكنا وملكنا.

والواقع بالنسبة لكل إنسان مسلم يجب أن يكون مهتدياً بكتاب الله ومتأثراً بكتاب الله، عندما تُذَكَّر أنت كإنسان مؤمن مسلم تُذَكَّر بكتاب الله، بما يقدمه كتاب الله من هدىً واسع، بما يذكر به من مسئوليات وواجبات، بما يحذر عنه من معاصي، من ذنوب، من أخطاء، من أخطار، من مساوئ من أعمال.

يجب أن تتأثر بكتاب الله، أن يكون كتاب الله مقنعاً لك، يوجد في قلبك القناعة، تستبصر به وتقتنع به، تؤمن به، تسلم لمقتضى أمره، تلتزم عند حدود نهيه، هذا هو ما ينبغي أن نكون عليه في علاقتنا كمسلمين مع كتاب الله سبحانه وتعالى هذا هو الواقع السليم الواقع الصحيح للإنسان المؤمن، الله قال عن القرآن الكريم "هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" المؤمنون الحقيقيون، الصادقون، هم مهتدون بالقرآن الكريم، مواقفهم التي يتحركون فيها من خلال القرآن، ولاءاتهم، عداواتهم، أعمالهم، تصرفاتهم، أقوالهم في نفس خط القرآن الكريم، في نفس الطريق التي حددها القرآن الكريم ورسمها الله في كتابه الكريم يقول جل شأنه "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ" وهو في هذه الآية المباركة يقدم لنا مقارنة بين الإنسان المؤمن، الصادق الذي يهتدي بكتاب الله، يستبصر بكتاب الله، يُقَيّم الواقع، يُقَيّم الناس، يُقَيّم الأحداث، يتخذ الموقف من خلال كتاب الله سبحانه وتعالى، يتحرك في واقع الحياة في مواقفه، في أعماله على أساس ما يهدي إليه كتاب الله، وبين الإنسان الآخر ، الإنسان الآخر الغارق في الظلمات التائه، البعيد عن كتاب الله الذي تتجاذبه الأهواء ويؤثر عليه المُضلّون والمبطلون فيذهبون به ذات الشمال في الموقف الخطأ، في العمل الإجرامي، في التصرف غير السليم، وهكذا يقول "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ" لأن هدى الله حياةٌ للإنسان، عزةٌ للإنسان، شرفٌ للإنسان، يحقق للإنسان إنسانيته، وعزته، وكرامته التي أراد له الله أن يكون عليها "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا" هل يمكن أن يستوي الإنسان المستبصر بكتاب الله المهتدي بكتاب الله الذي يرى الواقع والأحداث والمتغيرات من خلال كتاب الله، فهو يرى بنور الله، هل يمكن أن يستوي هو والإنسان التائه الجاهل، فاقد الوعي، منعدم البصيرة، أعمى القلب، الذي تتقاذفه قوى الضلال، من موقف إلى آخر، هو أسير العمى والجهل والضياع، لا يمكن أن يستوي، يتحدث القرآن الكريم عن النوعية التي هي منغلقة على كتاب الله لا ينفع فيها فهي لا تتذكر به ولا تستبصر به، أنها نوعية مختلفة عن الواقع الصحيح للإنسان المؤمن، المؤمنون يتأثرون بكتاب الله ينتفعون به، يدفعهم إلى موقف، يبصرهم واقعاً، يكشف لهم حقائق، وهم منتفعون بالقرآن الكريم ولا يتعاملون معه وكأنهم صم أو عمي متجاهلون لحقائقه، مخالفون لأوامره، مبتعدون عن توجيهاته، يقول تعالى عن عباده المتقين المؤمنين الصادقين "وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا" لا لأنهم متقون، مؤمنون، فهم لا يتعاملون مع آيات الله فيما ذكَّرت به، فيما أرشدت إليه فيما أمرت به وكأنهم صم لا يسمعون، أو عميان لا يبصرون.. لا. لأن الإنسان إذا وصل إلى مستوى وواقع لا ينفع فيه كتاب الله، لا يقتنع بكتاب الله، لا يندفع إلى موقف يدعوه إليه كتاب الله، لا يستبصر تجاه حدث أو قضية أو واقع بَصَّره به القرآن الكريم فهو منغلق القلب، منغلق السمع، مُقَفَّل، يقول القرآن الكريم عن هذه النوعية من الناس " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا" من أظلم، من أسوأ حالاً من أبعد عن الطريق، الإنسان إذا وصل إلى هذا المستوى فهو وصل إلى أسوأ مستوى، إذا وصل إلى مستوى أن يُذَكَّر بآيات ربه ثم يُعرض عنها لا يتبع، لا يتنفع، لا يستمع، لا يستجيب، لا يتحرك، لا يعمل، هذا هو الإعراض، الإعراض عن مقتضى ما دعت إليه أو بصرت به، أو نبهت عليه، أو حذرت منه، " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ " آيات ربه كلمات ربه وخالقه، وإلهه، ملك السموات والأرض، ليست رأياً من شخص، أو مقترحاً من إنسان، أو مطلباً من شخص آخر، أو فرضية من عدو.. لا. آيات الله، آيات ربك الذي خلقك، وصورك، ورزقك وإليه مصيرك، وإليه عاقبتك، من سيجازيك من سيحاسبك من هو ولي كل نعمة عليك " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ" هو يتغافل ولا يبالي بما هو عليه، ما هو عليه من تقصير، ما هو عليه من ذنوب، ما هو عليه من أعمال، سيئة بعيدة كل البعد عن مقتضى ما وجهه الله إليه وأمره به، يتغافل يتحرك في واقع الحياة فيما يعمل فيما يقف فيه من مواقف على وفق هوى نفسه، لا يدرك أنه مسئول وسيجازى على ما عمل " إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا" الإنسان الذي وصل إلى هذا المستوى لا يتأثر بآيات ربه، ولا ينتفع بها، لا يعمل بها، لا يستجيب لها، وصل إلى مستوى سيء من الخذلان، إلى هذا المستوى، خذله الله فأصبح قلبه وكأنه مقفل ومغلق لا يصل إليه نورُ آيات الله، وكأن في أذنيه الصمم لا يسمع آيات الله كأنه لم يسمعها "وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى" طريق الحق، طريق الرشد، طريق الخير " فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا" لأنهم قد غرقوا في الضلال، وسقطوا في التيه، ووصلوا إلى حضيض الباطل، فلم يعودوا في مستوى أن ينتفعوا ولا أن يستيقظوا.

هذه مقدمة لأقوال أيها الأخوة الأعزاء لأقول أنه يجب علينا جميعاً أن يكون أساس موقفنا، أساس تحركنا، أساس منطلقاتنا، أساس ولاءاتنا، أساس عداواتنا، أساس أعمالنا، هو نهج الله، هو هديه، هو كتابه، هو كلماته، وأنه يجب أن نُقَيّم الواقع الذي نعيشه من خلال القرآن الكريم، ثم ندخل إلى واقع شعبنا اليمني.

يمر شعبنا اليمني بمرحلة خطيرة بالغة الخطورة على دينه، على دنياه، على أمنه، على سلمه على أخلاقه، على مبادئه مرحلة خطرة جداً تستهدف الإنسان اليمني المسلم في كل شيء، في كل شيء.

وهذا الخطر خطرٌ حقيق ليس مزعوماً وليس وهمياً له شواهده التي هي واضحةٌ وضوح الشمس لكل من يتابع الأحداث، لكل من يسمع ويبصر ويدرك ما يجري حوله، أما من ينكفئ على نفسه لا يتابع ما يجري ولا يعرف بالمتغيرات، ولا يتجاوز علمه حدود بيته أو حدود قريته أو حدود قبيلته فستخفى عليه الأشياء الكثيرة جداً جداً، وتصل إليه بشكل أو بآخر لا يدرك خلفياتها ولا يعرف أبعادها، ولا يعرف أسبابها ولا مسبباتها، هذا الخطر الكبير على الإنسان اليمني، عليك أنت كإنسان يمني على دينك، على دنياك على أمنك على سلمك، على اقتصادك على أخلاقك، على شرفك، على كل شيء يهمك، هو الخطر الأمريكي الواضح، الخطر الأمريكي الملموس، والذي وصل إلى مستوى بالغ الخطورة وحقق تقدماً كبيراً في الواقع اليمني، بدايةً كانت السيطرة على البحر، في البحر الأحمر في خليج عدن في البحر العربي، سيطروا على البحار سيطرة كاملة، ومن ثم استباحوا الأجواء اليمنية ولأشهر طويلة بقيت طائراتهم تجوب الأجواء اليمنية بشكل يعترفون به يقرون به وبشكل واضح، لا ينكرون، تتحدث وسائل الإعلام عن ذلك، يتحدثون هم عن ذلك، لأشهر طويلة بعد عملية استيلائهم على البحار، ووجدوا أن استيلائهم على البحار لم تثر الشعب اليمني، فالشعب اليمني عندما استولى الأمريكيون على بحاره، على مياهه الإقليمية التي لها أهمية كبيرة جداً بالنسبة للشعب في اقتصاده في كل شأنه وهي جزء أساسي مثلما هو البر، جزء أساسيٌ من اليمن، عندما لم يتحرك الشعب، لم يبد سخطه، لم يظهر احتجاجه، لم يتخذ موقفاً قوياً بحجم المسئولية وفي مستوى الخطر، اطمأنوا تجاه ذلك ودخلوا مرحلة جديدة هي استباحة الأجواء اليمنية فتحركوا بطائراتهم على محافظات كثيرة من محافظات اليمن، ليل نهار يستطلعون طائرات عسكرية، طائرات حربية، طائرات بدون طيار، يستطلعون الاجواء اليمنية، ثم دخلوا لمَّا لم يتخذ الشعب أي موقف، لمَّا لم يغضب، لمَّا لم يبد سخطه، لمَّا كانت المسألة عادية تماماً، دخلوا مرحلة جديدة هي القصف في بعض المحافظات، فقصفوا في أبين في محافظة أبين، وقتلوا يمنيين قتلوا حتى في قرية المحفد أكثر من خمسين شخص يمني من الأطفال والنساء، قصفوا في محافظات أخرى حضرموت، شبوة، ومأرب، وكذلك قصفوا في محافظة البيضاء وقتلوا أطفال ونساء ومواطنين عاديين، قتلوا في محافظة البيضاء مواطنين عاديين، وهكذا حتى طال قصفهم وعمليات عدوانهم أكثر من تسع محافظات يمنية، واليمنيون صامتون ونائمون، وغافلون، ومتجاهلون ما يحصل، وفيه الخطورة الكبيرة جداً عليهم، تطور الحال وطمعوا أكثر فأكثر، بعدها عمدوا إلى خطوة وهي أن يدخلوا بقواتهم إلى البر وإلى قاعدة من أهم القواعد العسكرية في اليمن هي قاعدة العند، تواجدوا في معسكرات أخرى، تواجدوا في قاعدة الديلمي الجوية للطيران اليمني وأصبحوا مسيطرين عليها، كل خطوة يقدمون عليها لا يقابلها أي خطوة من الشعب اليمني، ينتظر ويتفرج على الأحداث والبعض حتى لا يهمه أن يتابع ما يحصل، ولا أن يعرف بما يجري, ولا أن يتابع تحركات أعداءه الخطرين عليه، وفي نهاية المطاف وصلوا إلى خطوة تمثل خطورة كبيرة جداً هي الدخول بقوة إلى قلب اليمن إلى صنعاء، قوة عسكرية من المارينز الأمريكي وجعلوهم في شيراتون، ليتخذوا بعد ذلك خطوة أخرى بإيصال مدرعات وسيارات عسكرية إليهم ويعززوا وجودهم، وفي الأيام الأخيرة التي شهدت إساءة الأمريكيين إلى اليمن إلى الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، أعلن الأمريكيون من خلال وزارة الدفاع الأمريكية أنهم أرسلوا وحدة من المشاة، من مشاة البحرية الأمريكية إلى صنعاء.

إذاً وصل الأمريكيون صنعاء عاصمة اليمن، وصلوا بجنودهم، ووصلوا بآلياتهم وسياراتهم العسكرية، يمكن أي إنسان يشك أو لا يدرك، أو لا يستوعب حقيقة هذه الأحداث أن يذهب بنفسه إما إلى شيراتون في صنعاء، أو إلى العند في لحج، أو إلى قاعدة الديلمي الجوية، أو إلى أي مكان من أماكن تواجد الأمريكيين في أي بقعة من بقاع اليمن.. وهكذا.

وماذا أتوا هل أتوا ليناموا في اليمن.؟ هل أتوا ليجعلوا لهم قواعد يجلسون فيها للنوم والراحة .؟ ..لا . الأمريكيون أتوا إلى اليمن بمثل الحال الذي ذهبوا به إلى العراق بنفس النزعة الاستعمارية، اليهودية، الصهيونية، أتوا كأعداء كمستعمرين، أتوا لأنهم يريدون أن يستهدفوا الشعب اليمني المسلم، أتوا بدافع عدائهم، أتوا لتعزيز مؤامراتهم، جاءوا إلى اليمن مسيطرين متغلبين، ليتغلبوا وليسطروا على اليمن شعباً وأرضاً، ليُحكموا سيطرتهم على الواقع اليمني بكل ما فيه، وبأخلاقهم المعروفة التي عُرفوا بها في العراق، وعُرفوا بها في أفغانستان، والشيء العجيب الغريب بالنسبة للكثير من أبناء شعبنا اليمني ينسون، يغفلون، يتجاهلون، لا يبالون، لا يدركون الأخطار، ماتت قلوب الكثير من الناس وماتت ضمائرهم، الأمريكيون شر كبير وخطر كبير ولا يجوز ولا ينبغي أن يتعامل الشعب اليمني تجاه سيطرتهم عليه وعلى قراره وعلى سيادته وعلى أرضه وعلى حكومته، أن ينظر إلى المسألة اعتيادية ومن خلال استبساط وكأن الأمور عادية..لا. الشواهد الواضحة في أنهم أعداء، وأتوا بعداوتهم، شواهد كبيرة جداً، هل نسي الشعب اليمني ما عمله الأمريكيون في العراق.؟ هل نسي الشعب اليمني ما يعمله الأمريكيون وعملوه في أفغانستان.؟ هل غفل عن ذلك.؟ ألا يستذكر الأحداث.؟ عداوتهم، الأمريكيون عداوتهم للإسلام والمسلمين واضحة وصريحة وبينة، فما الذي يجعل الكثير من الناس يتجاهل الحقائق ولا ينتبه للخطر ولا يدرك الواقع، ما الذي يجعل الكثير من الناس مستمرون في غفلتهم، مطبقون في رقدتهم لا ينتبهون لا يستيقظون رغم حجم الأحداث الكبيرة والمهولة هل نسي الشعب اليمني.؟

الأمريكيون في القريب في الأسابيع الماضية برهنوا وهم لا يزالون يبرهنون كثيراً وكثيراً على عداواتهم، عداوتهم الشديدة للإسلام والمسلمين، ألم يسيئوا إلى نبي الإسلام.؟ ألم يسيئوا إلى أهم رمز للمسلمين هو الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هل بقي بعد هذا من عداوة.؟ هذه عداوة ما بعدها عداوة يسيئون إلى نبينا إلى رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أساؤوا إلى القرآن الكريم، وتبولوا على المصاحف وأحرقوها، هل بعد هذه من عداوة، قتلوا مئات الآلاف من المسلمين في العراق وفي أفغانستان، مئات الآلاف قتلوهم، هل بعد هذا من عداوة، هتكوا الأعراض، واغتصبوا النساء المسلمات، أخذوهن إلى السجون واغتصبوهن، في العراق وفي أفغانستان، وحدثت مآسي كبيرة جداً وأمور فضيعة للغاية.. هل بعد هذا من عداوة.؟.

هتكوا حتى أعراض الرجال في العراق كما اشتهر في سجن أبو غريب.. ماذا بعد ذلك..؟ ألا ينبغي أن ينظر إليهم اليمنيون على أنهم شر وهم بهذا المستوى لا يتحاشون مِن فِعلِ أي شيء، لا يترددون من فعل أي شيء، ليس لك كإنسان مسلم عندهم أي كرامة ولا حرمة، لا شرفك، ولا دمك، ولا حياتك، ولا أمنك، ولا سلمك، ولا عرضك، ولا دينك، ولا دنياك، ألا ينبغي أن ندرك أنهم شر، أنهم خطر بنزعتهم الإستعمارية اليهودية، بحقدهم الشديد بسيطرتهم على الثروات، على النفط وعلى المصالح، مصالح الشعوب المستضعفة نهبوها وسيطروا عليها وتركوا الشعوب تعيش حالة الفقر والمسكنة والبؤس، ضربوا الإقتصاد وسيطروا عليه ومنعوا من اتخاذ أي نظم أو سياسات إقتصادية رشيدة تنعش الإقتصاد المحلي بأي دولة عربية أو مسلمة، هؤلاء هم الأمريكيون، بشرهم معروفين، بعدوانيتهم مفضوحين بجرائمهم مكشوفين، فلماذا يتعامى الكثير من الناس وقد تجلت الأمور، وماذا أتوا به إلى اليمن وماذا سيعملونه في البلد، هل ينتظر اليمنيون من الأمريكيين الذين فعلوا في العراق ما فعلوا، وفعلوا في أفغانستان ما عملوا، وجنوا بحق الأمة الإسلامية ما جنوا، هل ينتظر منهم الشعب اليمني أن يأتوا إلى اليمن يأتوا بطريقة أخرى بصفات أخرى، أن يذهبوا إلى العراق بشرهم، وإلى أفغانستان بشرهم، وإلى الصومال بشرهم، هل سيأتوا إلى اليمن بخيرهم.؟ هل هم أهل خير.؟ هل لديهم خير.؟ هل هم أهل خير أصلاً. هل لديهم قيم ؟ هل لديهم أخلاق ؟ هل لديهم مبادئ ؟ .. لا .

أتوا إلى اليمن بشرهم بكل ما هم عليه، الأمريكي هو ذلك الأمريكي في العراق أو في أفغانستان أو في اليمن، هو ذلك الأمريكي الشرير الذي يرافقه الشر أينما ذهب، أينما استقر يستقر بشره بعدوانيته بإجرامه بطغيانه بحقده، أتوا إلى اليمن وماذا سيشتغلون في اليمن؟ ماذا سيعملون.؟ المشاريع التنموية العملاقة، الرعاية للشعب اليمني، الخدمة له ولمصالحه، الإهتمام بأمنه..لا. الأمريكيون الآن في معظم الأيام ينفذون غارات جوية ويمارسون القتل المباشر والسفك للدماء.

تسمع عندما تتابع الأحداث بضربة جوية في شبوة قتلوا فيها كذا كذا يمنيين، ضربة جوية في حضرموت قتلوا فيها كذا كذا يمنيين، وهكذا ستستمر أرقام القتل وإحصائيات القتلى تتردد في وسائل الإعلام بين كل نشرة وأخرى وفي كل يوم وآخر سنسمع أن الأمريكيون في غارة جوية وبطائرة بدون طيار، قتلوا يمنيين في محافظة هناك، وفي اليوم الآخر نسمع قتلوا بطائرة بدون طيار يمنيين في محافظة البيضاء، في محافظة الجوف، في محافظة كذا .. وهكذا.. من محافظة إلى أخرى تتنقل عمليات القتل المباشر.. المباشر، هذه واحدة من المصالح الأمريكية، هذه واحدة من خيرات الأمريكيين لليمن، القتل لليمنيين، الضرب لليمنيين بطائرات بدون طيار وطائرات حربية تقتل اليمنيين تُفَحِّم جثثهم، والحكومة توجه الإعتذارات أو تطرح بنادق (رباخ، أو عدال، أو دفن) الأسلوب اليمني ثم تقدم قليلاً من الأثوار تذبح بدلاً مما ذبح الأمريكيون من يمنيين، فالأمريكيون سيذبحون اليمنيين والحكومة ستذبح الأثوار لتُطَيِّب خاطر أسر الضحايا، هذه واحدة، هل في هذا مصلحة لليمن.؟ هل في هذا مصلحة لليمنيين.؟ أن يأتوا الأمريكيون ليقتلوا اليمنيين، ولا أحد يتكلم، لا حكومة، لا جيش، لا أمن، لا مسئول، لا رئيس، لا رئيس وزراء، بل يباركون، يباركون عمليات القتل، هل اليمنيون خراف، غنم، بقر، حتى يكونوا مستباحين إلى هذا الحد، فيأتي الأمريكيون ليقتلوهم ويضربوهم بطائرات بدون طيار، وتتفحم الجثامين، وتدمر البيوت، ثم لا كلمة ولا موقف.؟ هل اليمني رخيص إلى هذا المستوى ليكون مستباحاً، المهم أن يكون من قتله هو أمريكي، فإذا قتله الأمريكي فلا مشكلة، لا موقف، لا غضب، لا سخط، وتكون المسألة طبيعية جداً، هل هذا موقف سليم للشعب، أو للحكومة، أو للجيش، قتلوا مساكين في البيضاء، الطائرات الأمريكية قتلت في البيضاء مواطنين عاديين، ليس لهم ارتباط لا بما يسمى بالقاعدة ولا بغيرها، مواطنين عاديين قتلوهم في رداع في محافظة البيضاء، هل كان هناك موقف مشرف للحكومة..لا. هل كان هناك موقف مشرف للجيش..لا. هل كان هناك موقف مشرف للأجهزة الأمنية..لا. هل كان هناك موقف مشرف للأحزاب السياسية، موقف رادع..لا. هذا خطأ، هذا خطر، هذا يمثل خطراً كبيراً على الشعب اليمني، أن يكون رخيصاً، وأن يقتله الأمريكيون ثم لا موقف ولا تحرك ولا سخط، هذا يجرئ الأمريكيين، كيف لا يتجرءون أن يقتلوا المزيد من اليمنيين في أي محافظة طالما وهم عندما يقتلون لا أحد يتكلم، ولا أحد يتخذ موقفاً، أليس هذا سيشجعهم على ارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم..بلى.

يعلنون إحصائية وتذاع إحصائية بأنهم قد قتلوا أكثر من خمسمائة طفل وامرأة بطائراتهم، يعلنون هذا، يعلن هذا ويقال في وسائل الإعلام، والمسألة سهله.! بل هناك من يعمل على أن يصبح الأمر بسيطاً، بل هناك من قال أن هذا بسيطاً في مقابل ما حققه الأمريكيون من استقرار في اليمن، وأي استقرار، أي استقرار. هذه واحدة من مصالح أمريكا مما تفعله أمريكا.

وأنا أقول لشعبنا اليمني إذا لم يكن هناك تحرك شعبي جاد لمنع الضربات الأمريكية الجوية، فإنها ستطال الكثير من اليمنيين وستصل إحصائيات قتلاها في يوم من الأيام إلى آلاف القتلى من اليمنيين، وستواصل الطائرات بدون طيار والطائرات الحربية الأمريكية فتكها بأبناء الشعب اليمني، وتفرم الكثير من الأسر، ويكون الموقف هو السكوت والتجاهل، هذا غباء، ليس من مصلحة اليمنيين أن يسكتوا وهم يُقتلون، أن يتجاهلوا تحرك يستهدف حياتهم، هذا موقف غريب ليس موقف يتناسب حتى مع الفطرة، هذه واحدة. ليس هذا فحسب، الأغرب من هذا عندما يتحرك الشرفاء والأحرار، عندما يقول الشرفاء والأحرار الملتزمون بمبادئ دينهم الوطنيون الحقيقيون عندما يعترضون على هذا التدخل الأمريكي، يأتي البعض ليعترض عليهم، وينتقدهم، ويعاديهم، ويصب عليهم كل سخطه، وكأنهم قالوا منكراً من القول، وارتكبوا جرماً من العمل، ويساند الموقف الأمريكي.

أيضاً مما سيركز عليه الأمريكيون مع القتل المباشر، التفريق بين اليمنيين، هذه واحدة من الأشياء الأساسية، سلوك أساسي يمارسه الأمريكيون أينما ذهبوا في أي دولة يستعمرونها ويسيطرون عليها، التفريق بين أهلها، سيعملون على التفريق بين اليمنيين، وإثارة العداوة والنزاع بين اليمنيين، حتى ينسى اليمنيون الخطر الأمريكي وينشغلون ببعضهم البعض، تحت كل العناوين، التفريق تحت العناوين السياسية، الطائفية، القبلية، إثارة النزاعات والعداوات تحت كل العناوين والذرائع والأسباب.

أيضاً نهب الثروة العامة، سيحرص الأمريكيون على أن يبقى اليمن دولةً متسولة، تستجدي الدول الأخرى، وتطلب من دول الخليج أو الدول الأخرى بين كل فترة وأخرى أن زودونا بالمال، الخزينة العامة فارغة، نتحاج إلى المال.. وهكذا. الأمريكيون يحرصون على أن لا يكون للشعب اليمني كرامته ولا حرمته، هل الشعب اليمني بدون ثروة.؟ ليس صحيحاً. الشعب اليمني قد منحه الله مقدرات إقتصادية وموارد إقتصادية تحقق له العيش بكرامة، الشعب اليمني لديه نفط، أين نفطه.؟ الشعب اليمني لديه موارد إقتصادية مهمة، لديه الثروة السمكية في البحر وحدها كفيلة بأن تضمن للشعب اليمني عيشاً كريماً، ولكن الفساد من جانب، فساد المسئولين وبعض اللصوص في حكومة الوفاق، مليارات ينهبونها ويعبثون بها، يأخذونها لأنفسهم ولأحزابهم ويتركون الشعب اليمني يعاني البؤس ويعاني المعاناة الكبيرة في معيشته وفي لقمة العيش.

نهب الثروة العامة إستراتيجية أساسية للأمريكيين ومعهم الفاسدون يأخذون لأرصدتهم في البنوك، ولأحزابهم ويتركون الشعب اليمني يعاني، ويخلقون بيئة مهيأة لشراء الولاءات وكسب المواقف وشراء الناس بالمال، إستهداف الشعب في قيمه، في أخلاقه، في دينه، هذه مسألة مهمة جداً، هم يستهدفون إنسانية الإنسان، يجردونه من إنسانيته حتى يصبح دميةً بأيديهم، يصبح إنساناً لا شرف له، لا أخلاق له، لا مبادئ له، لا عزة لديه، لا كرامة فيه، فيصبح جاهزاً لأن يعمل لهم أي شيء يريدون، لا ترده كرامه، ولا تثيره نخوة، ولا إباء، ولا ذرةٌ من العزة، يصبح جاهز، إنسان مفَرَّغ، مفرَّغ من كل القيم، مفرَّغ من هويته الإسلامية، مفرَّغ من هويته الوطنية، مفرَّغ من الأخلاق والقيم والمبادئ، وحتى من العرف القبلي وحتى من القبيلة، مفرَّغ من كل شيء ليكون جاهز، ليعمل لهم أي شيء يريدون دون أي حياء ولا خجل، وفعلاً لا يقف مع الأمريكيين الذين يسيئون إلى الإسلام إلى نبي الإسلام إلى القرآن، ويقتلون المسلمين ويستبيحون كرامة الإنسان المسلم في كل بقعة من بقاع الإسلام، لا يقف معهم بكل ما هم عليه من سوء، بكل ما هم عليه من طغيان، بكل ما هم عليه من إجرام، بكل ما يفعلوا إلا إنسان قد تجرد من إنسانيته وأخلاقه وقيمه، وصار إنسان مفرَّغ خواء، كالأنعام بل أضل سبيلا، وهذه قضية خطيرة جداً.

مما سيعمله الأمريكيون في اليمن السعي الدائم لإفقاد الشعب اليمني الأمن والأمان، هذه مسألة معروفة ومن لا يستوعب هذا فلينظر إلى واقع العراق، خلَّف الإستعمار الأمريكي هناك حالة الخوف الدائم، التفجيرات التي لا تتوقف، سيارات مفخخة، إنتحاريون، عناوين كثيرة، المهم أنهم أفقدوا الشعب العراقي المسلم أمنه وأمانه، وأصبح هناك حالة التفجيرات حالة مستمرة والجرح النازف لا يتوقف، هكذا سيعملون في اليمن وبدءوا، نفذوا في صنعاء عمليات، تفجيرات مفخخة، سيارات مفخخة، إنتحاريون من هذه العناوين واستهدفوا بها حتى الشرطة، واستهدفوا بها حتى قوى الأمن، وهكذا سيستهدفون اليمنيين دون استثناء، دون استثناء، هم يريدون أن لا يكون في اليمن لا أمن ولا أمان، وهذا ما سيكون نتيجة حتمية لسيطرتهم كما هو الحال في العراق، كما هي الحال في أفغانستان، هذا أيضاً ألا ينبغي أن يثير اليمنيين، ألا ينبغي أن يكون لدى اليمنيين إهتمام بأمنهم وأن يحرصوا على أن يكونوا آمنين، ألا ينبغي أن ينقموا على الأمريكيين سعيهم لإفقادهم الأمن، ويحاولوا بهذه الحالة العدوانية التي نراها في العراق بشكل بشع وإجرامي كبير إستهداف الناس في الأسواق، إستهداف تجمعات الناس، بتفجيرات ومتفجرات وما إلى ذلك.

الإفساد في كل شيء، الأمريكيون آتون بنزعتهم الإستعمارية الصهيونية اليهودية، اليهودية والله قال عن اليهود " وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" يسعون في الأرض فساداً، فسادهم شمولي شامل، فسادهم يشمل كل شيء، فساد في كل واقع الناس على المستوى السياسي، على المستوى الإقتصادي، على كل المستويات، وهكذا.

هؤلاء هم الأمريكيون وهذه هي مشاريعهم في اليمن ومؤامراتهم في اليمن ونتائج سيطرتهم المباشرة على اليمن، وهم بالتأكيد يسعون على تثبيت وجودهم في هذه المرحلة الأولوية عند الأمريكيين في هذه المرحلة على تثبيت وجودهم وهم موجودون في قواعد عسكرية، وفي أماكن إستراتيجية مهمة، ويسعون إلى تثبيت هذا الوجود ما دام في بدايته حتى يتمكنون من تنفيذ مؤامراتهم، يحاولون هكذا يثبتون وجودهم، فلذلك هم يسعون إلى تثبيت وجودهم من خلال عملائهم، لأن الأمريكيون لا يدخلون أي بلد إلا بعد أن يكون معهم عملاء فيه، هذه قاعدة، وهناك مثل قبيلي صادق (ما تِدَّخِل البلاد إلا بسر أهلها) فعلاً ما تدخل بلاد إلا بسر أهلها، الأمريكيون لا يدخلون أي بلد ولا أي شعب إلا بتواطؤ من عملاء داخله، يفتحون لهم المجال وهنا في اليمن البركة في العملاء كثيرون النظام بكله، نظام وسلطة وأحزاب، وكذلك بعض القوى القبلية ، كلٌ يرحب المهم قليل من الدولارات وفتحوا لهم كل شيء، هم يعملون على تثبيت وجودهم وأن لا يتحرك الشعب اليمني لطردهم في هذه الظروف التي هي في بداية وجودهم وترتيب أوراقهم في اليمن وتثبيت قواعدهم فيه، وهم يسعون من خلال جملة من المكائد لتثبيت هذا الوجود، يعني يريد قبل أن يتحرك اليمنيون قبل أن يعمل أعمال شنيعة جداً قد تستثير اليمنيين كثيراً، وتدفعهم للتحرك، أن يُثَبِّت وجوده أولاً، لا يواجه من جانب الشعب مواقف جادة، مواقف صادقة، مواقف قوية بطرده، يتحرك من خلال مكائد متعددة في مقدمتها لفت نظر الشعب اليمني عن خطرهم، واختلاق أخطار وهمية يُشد إليها نظر الشعب اليمني من خلال العملاء، فالأمريكيون وهم الخطر الكبير على اليمن، وهم الشر الكبير على اليمنيين أجمع، يسعون ومن خلال العملاء أن يخلقوا ضجيجاً مستمراً ينسي الشعب اليمني خطر أمريكا ويوجه أنظار الشعب اليمني إلى أخطار وهمية لا تمثل خطراً على الشعب اليمني البتة، ألا نسمع هذه الأيام في بعض مناطق اليمن ضجيج كبير ومكثف عن الخطر القادم من صعدة، والخطر الحوثي، ماذا يريدون بهذا.؟ أي خطر من محافظة صعدة، محافظة صعدة تصدر إلى كل محافظات اليمن الرمان والعنب والفواكه والخيار والمصالح، ماذا يوجد في محافظة صعدة، لا يوجد أي خطر في صعدة، الموجود في صعدة هو وهج الثقافة القرآنية ونورها المتألق، الذي سيبصر إن شاء الله إلى كل عموم اليمن.

الموجود في محافظة صعدة هو صوت العزة والحرية والإباء الذي يقول.. لا لسيطرة الأمريكيين على بلدنا .. لا لقتل اليمنيين لأبناء شعبنا هل هذا خطر، هل صوت العزة خطرٌ على الشعب، هل الإعتراض على السيطرة الأمريكية على البلد وقتل اليمنيين، هل الإعتراض على ذلك خطر.؟ أم هو المنطق الحر، المنطق الإسلامي الصادق، المنطق الوطني الصادق، منطق العزة وصوت الحرية والإباء، فلماذا.. لماذا يكثر العملاء من الضجيج في وسائل إعلامهم في صحافتهم في وسائلهم الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية من ضجيج وتهويل وكأن هناك وحشاً قادم من محافظة صعدة لابتلاع كل اليمنيين، لأنهم يريدون أن يُنسوا الشعب اليمني في بقية المحافظات الخطر الأمريكي الحقيقي الذي يمثل خطراً حقيقياً هائلاً وكارثياً على الشعب اليمني، ويريدون أن يُتوهوا الشعب اليمني

هذه واحدة.. إخوتي الأعزاء .. هذه واحدة من أساليب العملاء، هم يسعون إلى تظليل الإنسان اليمني حتى في ولائه وعداءه، يريدون أن يدفعوا الإنسان اليمني ليوالي أعداء الله الأمريكيين ويعادي أولياء الله اليمنيين الأحرار، المتمسكين بكتاب الله والثابتين على نهج الله، ليقول لمن يقولون الموت لأمريكا أنهم أعداء، يقاتلهم، يُبغضهم، يلعنهم، يعاديهم، يتحرك ضدهم، أما الأمريكيين فيعتبرونهم أصدقاء، هذه واحدة واحفظوها، واحدة من الوسائل التي يعتمد عليها الأمريكيون في تثبيت وجودهم في اليمن، تتويه الشعب اليمني عن خطرهم، وشده إلى أخطار وهمية لا تمثل خطراً، هي تمثل ضمانة آمنة للشعب اليمني، هي صوته الحر وقلبه النابض وصوته الغيور.

أيضاً الوسيلة الثانية تفتيت الشعب اليمني وإغراقه في نزاعات وخلافات، وفعلاً يكون للعملاء دور كبير في تنفيذ كل هذه المؤامرات، الأمريكي يخطط ويمكر والعميل ينفذ ويعمل ويطبق في أرض الواقع، تفتيت الشعب اليمني لأنه سيضعف، تفريق اليمنيين، يصورون المسألة كأنها مسألة أهل محافظة صعدة لوحدهم والمحافظة الأخرى لوحدها، تفتيت على مستوى النزاعات الطائفية والمذهبية، على مستوى النزاعات القبلية، على مستوى النزاعات السياسية، على مستوى الخلافات في كل شيء، سينشرون عملائهم حتى داخل كل منطقة لإثارة النزاعات، حتى بين الأخ وأخيه، وبين الجار وجاره، على كل شيء، نزاعات وخلافات تنسي الشعب اليمني أمريكا وخطرها، وتجعله غارقاً في نزاعاته الداخلية بينه البين، داخل كل قرية، داخل كل قبيلة، داخل كل منطقة، داخل كل مديرية، داخل كل محافظة .. وهكذا، هذا يفيد الأمريكيين كثيراً في أن ينشغل الشعب وهم يرتبون وضعهم ويثبتون وجودهم حتى يأتي الوقت المناسب للإقدام على بقية الخطوات العدائية الإجرامية ضد الشعب اليمني المسلم المسكين.

أيضاً من الأولويات لدى الأمريكيين حتى يُثَبِّتوا وجودهم، محاربة كل صوت وكل عمل يناهض السيطرة الأمريكية على البلد تحت عناوين كثيرة وبكل الوسائل، الأمريكيين سيعملون على إسكات صوت الموت لأمريكا التوعية النشطة من خلال القرآن الكريم، ومن خلال الوقائع والأحداث عن الخطر الأمريكي على البلد، سيحاربون هذا العمل وهذا الصوت الحر بكل الوسائل، بكل الوسائل على المستوى الإعلامي، لاحظوا العجائب، الإعلام عندما يتناول أخبار دخول الأمريكيين إلى البلاد ويتناول قصف الطائرات الأمريكية لليمنيين وقتلها لليمنيين ويتناول انتشار الجنود الأمريكيين في صنعاء في شيراتون أو في قاعدة الديلمي الجوية أو في غيرها من المعسكرات، يقدمه كخبر عادي، يقدم أخبار تدخل السفير الأمريكي اليهودي في كل شؤون الحكومة والشؤون اليمنية ولقاءاته بوزراء كخبر عادي، خبر عادي : قصفت الطائرات الأمريكية مجموعة من اليمنيين في محافظة كذا مما أسفر عن مقتلهم .. وانتهى الأمر . يقدمونه وكأنه خبر عادي جداً، وفي المقابل يواجه كل تحرك يتناسب مع الدين، الهوية الدينية والموقف الوطني، يتناوله بطريقه عدائية وبشكل عجيب جداً، الإستعراض، الإعتراض، الإستهجان، التشويه، يكثفون الحملات الإعلامية ويختلقون الأكاذيب والإفتراءات والقضايا ويكثرون من الضجيج جداً وكأن محافظة صعدة تسيل دائماً بالدماء وغارقة في مشاكل لا أول لها ولا آخر، وكأن هناك جرائم فضيعة ورهيبة، ويختلقون قضايا لا أساس لها من الصحة، ثم يكثرون من الضجيج والتهويل في الصحافة في قنواتهم الفضائية، في وسائلهم الإعلامية المتنوعة .

الجريمة الأمريكية الحقيقية هي العدوان الأمريكي الواضح، التدخل الأمريكي السافر في شئون اليمن يقدم خبر عادي، وكأنه ليس مشكلة، وكأنه أمر طبيعي جداً، لكن حملات إعلامية مكثفة ضد من.؟ ضد أبناء المسيرة القرآنية المتمسكين بكتاب الله، الذين يتحركون لنشر الوعي القرآني، في عموم البلد، الذين يقولون لا لهيمنة أمريكا لسيطرتها على بلدنا، الذين يريدون للبلد أن يكون حراً مستقلاً، وللشعب اليمني أن يعيشه كرامته واستقلاله وحريته، وأن يكون شعباً عزيزاً.. هؤلاء تكثف ضدهم الحملات الإعلامية لدرجة أن يقال الموت للحوثه بدل الموت لأمريكا.

هذه وسيلة واحدة من وسائل الحماية لأمريكا، تناول أخبار ما تعمله أمريكا بشكل بسيط، وفي المقابل يوجهون كل سلاحهم الإعلامي بكل ما فيه من أكاذيب وافتراءات وتشويه وحملات إعلامية مسعورة على من يعارض أمريكا.. لماذا.؟ ليخيفوا الكثير من الشعب اليمني، وليقولوا لكل أبناء الشعب اليمني أن من يعترض على التدخل الأمريكي سيتوجه إليه اللوم، سيجرَّم، سيشوَّه، سيختلقون ضده الأكاذيب والإفتراءات ويكثرون من الضجيج ضده، ولا يدور النشاط الإعلامي في مستوى النقد، نشاط إعلامي ذو صبغة تحريضية، وعدائية، وتعبوية يحرضون على القتل والإبادة والقضاء والإستئصال وكأن الإنسان اليمني عندما يعترض على سيطرة أمريكا على بلده وشعبه قد ارتكب جرماً لا نظير له، لا نظير له، يعني أكبر جرم على الأرض.. لماذا.؟ لأنهم عملاء خونه، هكذا يفعل العملاء والخونة، يعتبرون الأحرار والشرفاء مجرمين، ويعتبرون صوت الحرية صوتاً نشازاً يريدون أن يقتلوا من ينطق به.

النشاط الإعلامي، النشاط العسكري، النشاط الأمني بالتفجيرات والإختلالات الأمنية وإثارة النزاعات، خلخلة المجتمع، هم يستهدفون ويتحركون حتى على المستوى الإجتماعي، يخلخلون المجتمع اليمني، يثيرون بينه العداوات والمشاكل في داخله، على المستوى السياسي، وهم يسعون دائماً إلى إفشال الثورة، ويسعون بشكل دءوب للحيلولة دون تحقق مطالب الشعب اليمني في إقامة دولة عادلة حرة.

ننبه في ختام الكلمة على مسألة مهمة أكبر ما يستفيد منه الأمريكيون في اليمن هم العملاء، أكبر من يقدم الخدمة للأمريكيين ويمهد لهم سيطرتهم على البلد هم العملاء، العملاء والخونة الذين يشترونهم بالقليل من المناصب والمال السعودي، هذا واضح ويحركون أولئك العملاء لتنفيذ مشاريعهم ومؤامراتهم بكل أشكالها وألوانها.

ولذلك يجب أن يكون هناك نشاط توعوي للشعب اليمني عن خطورة العمالة لأمريكا وأنها هي الجريمة، الإعتراض على التدخل الأمريكي في اليمن، المناهضة للسيطرة الأمريكية على البلد، الإحتجاج على قتل الأمريكيين لأبناء الشعب اليمني المسلم، ولما تفعله أمريكا في العالم الإسلامي قاطبةً ليس هو الجريمة، العمالة هي الجريمة، الخيانة هي الجريمة، العمل لمصلحة أمريكا هو الجريمة بأي شكل، إعلامياً من خلال وسائل الإعلام، أو ميدانياً على المستوى العسكري أو الإجتماعي أو الأمني وبأي شكل كان، العمالة هي الجريمة والعمالة هي الخيانة، والعمالة هي التي يجب أن تحارب، والعمالة هي التي يجب أن تعادى، العمالة جريمة كبيرة جداً، ولو لم يكن فيها إلا أن الإنسان ينسلخ من قيمه ومبادئه ودينه، الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم ويجب أن يُذكَّر كل أبناء الشعب اليمني بهذا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" فإنه منهم.. هذه مشكلة كبيرة ليس قضية سهله، العمالة معناها انسلاخ عن الدين والمبادئ والقيم والوطنية، العمالة هي خيانة لله، خيانة للدين، خيانة للإسلام، خيانة للشعب، خيانة للأمة الإسلامية، خيانة للوطن لمن يقولون أنهم وطنيون ثم يسارعون إلى أمريكا ليكونوا عملاء لها، ولينفذوا مؤامراتها ومكائدها، الله يقول " وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" يعني أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقول الإنسان أنه مؤمن، أن يدعي الإيمان ثم يواليهم، يناصرهم، يعادي من يتحرك لمعارضتهم، هذا أمرٌ لا ينسجم مع الإيمان بحال، ومفترض أن العقلاء داخل حزب الإصلاح يدركون هذه، المسألة ليست مسألة مزاجية متروكة للسياسات والأهواء، المسألة خطرة جداً جداً جداً، الله يقول "لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ" يعني خلاص .. بعيد، أصبح مع أعداء الله عدواً لله، العمالة هي الجريمة المناصرة للأمريكيين هي الجريمة، أما من يتحرك وفق الموقف السليم المنسجم مع القرآن، يتحرك من خلال إدراكه لمسئوليته أمام الله فموقفه سليم، موقفه حق، لا ينبغي أن يعادى، الله سبحانه وتعالى يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ" كونوا قوامين لله، قم من أجل الله، اتخذ موقفاً من أجل الله، تحرك من أجل الله، طاعةً لله واستجابةً لأمره، لأن الله سيحاسبك وإن الله سيجازيك، وإن مصيرك إلى الله، وإن معادك إلى الله، وإن حياتك بيد الله، وإن موتك بيد الله، وإن رزقك بيد الله، وإن أمرك وشأنك كله بيد الله "كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ" فهذا الذي ينسجم مع انتمائكم للدين، وأن تحسبوا أنفسكم على الإسلام، لا تكن قوَّام من أجل مبالغ مادية تخون وطنك، تخون دينك، تخون ربك، تخون شعبك، تخون أمتك، لا تُشتَرى بمنصب، ولا تُشتَرى بمال (اعلموا أنه ليس لأنفسكم ثمنٌ إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها).

أسأل الله لكم ولي ولكل المؤمنين التوفيق والسداد وحسن الختام

وأكرر الترحيب بكم . أهلا وسهلاً بكم ضيوفاً أعزاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.