منذ قيام الوحدة اليمنية المجيدة عام 90 وقطاعنا الخاص في اليمن يستولي شيئاً فشيئاً على مقدراتنا الاقتصادية ويسخرها لصالح شريحة واحدة في المجتمع وهي شريحة التجار والقادرين على الشراء ،مستغلاً سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تبناها دستور الوحدة ابشع استغلال وجاءت الخصخصة لتعزيز قبضة البيوت التجارية الكبيرة والانتهازيين الجدد الذين ركبوا الموجة ودخلوا حرباً مفتوحة على ما سمي بالمؤسسات الاقتصادية الفاشلة في ذلك الحين..وسعوا منذ ذلك التاريخ الى الغاء مصالح الشرائح الاخرى من عمال وموظفين ومستخدمين وموظفين من خلال الاندفاع نحو المؤسسة التشريعية الوليدة وهي مجلس النواب،وذلك بتقديم الفئات للاحزاب الحاكمة في ذلك الوقت مستغلين حاجة تلك الاحزاب للمساندة المالية "من أي نوع" في حربها على السلطة اثناء الفترة الانتقالية وبعدها وبذلك ضمنوا نفوذ واسع في السلطة التشريعية لحماية مصالحهم الخاصة وقامو بتعطيل الكثير من مشاريع القوانين التي تحمي المستهلك والمستاجر من جشعهم مستغلين جهل المواطن العادي بحقوقه الدستورية وكذلك قلة وعي المواطن اليمني بكيفية حماية مصالحه من خلال تقديم "البر-شاي" الانتخابية في المواسم الانتخابية مما زاد من تضخم هذا القول الشرس "المسمى بالرأس مال الوطني" بينما كان علينا التعلم من شعوب اخرى كان لها تجربة سابقة مع هذا القول وقد احتاجوا لثورات دامية للتخلص من هيمنة اصحاب رؤوس الاموال والتي وصل بهم الحد الى الاستعانة بالمستعمر الخارجي لقمع الشعوب الثائرة في بداية القرن العشرين والواحد والعشرين..وهاهم اليوم تجارنا واثريائنا من ناكري الجميل يردون لهذا الشعب جميله من خلال المتاجرة بحقوق هذا الشعب الغلبان ويردون له المعروف من خلال استغلال الحروب الاهلية للاثراء الفاحش من تجارة بيع الاسلحة للمتمردين وتوفير غطاء مالي لدعم النعرات الانفصالية في جنوب الوطن والاستيلاء على العملة الصعبة التي تحاول الحكومة ضخها في السوق لمحاولة انقاذ العملة الوطنية ومحاولة استغلال الازمة الاقتصادية لاحتكار السلع الغذائية بل وصل الحد في بعض وكلاء شركات الاغذية في اليمن ان جعلوا اليمن مكب للنفايات والاغذية المنتهية من استغلال سبات وزارة الصناعة والتجارة في بلادنا وكذا تبلد الحس الوطني لدى المسئولين عن منافذنا الجمركية واصبح شغلهم الشاغل هو البحث عن أي شركة خليجية متورطة ببعض المنتجات الغذائية المقاربة على الانتهاء ويقوموا بعرض خدماتهم لتسويقها في بلادنا فقط عليهم باسلوب عرض مغري وهم سيقومون بالواجب.. انظروا الى أي حد وصلنا- فعلاً هذا الذي يحدث عندما يقوم شعب بتسليم نفسه لشريحة استغلالية مثل هذه استغلت كل شيء وهددت امننا القومي والاقتصادي الغذائي فماذا تريد؟! هل سنظل مكتوفي الايدي أمام من يتاجروا بمصير شعبنا ؟وهل ستظل حكومتنا وحكامنا يلعبون دور المتفرج وهؤلاء الجشعين ينتهون اقتصادنا ويهددون مصائرنا ومصائر أولادنا من بعدنا؟! أن لم يحرك حكامنا ساكناً تجاه هذه الهجمة الشرسة فانتظروا ثورة الجياع عما قريب...ولنا في التاريخ عبرة..