نت "القدس العربي" من احمد المصري:اصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز مساء امس الاثنين أمرا ملكياً بتعيين الأمير محمد بن نايف وزيراً للداخلية، وإعفاء الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية، من منصبه بناءً على طلبه، وهو مؤشر لرغبة الملك عبد الله ضخ دماء جديدة وشابة في المناصب القيادية في المملكة، خاصة وان هذا ليس التعيين الاول لامير من الجيل الثاني من ابناء الملك المؤسس الملك عبد العزيز حيث سبقه تعيين الامير بندر بن سلطان وزيرا للاستخبارات واعفاء الامير مقرن بن عبد العزيز. كما تم تعيين الامير متعب بن عبدالله في منصب وزير دولة ورئيس للحرس الوطني. وتاتي هذه التعيينات المتعاقبة فيما تتصاعد الاحتجاجات في بعض بلدان العالم العربي ودول الخليج خاصة في البحرين والكويت، مما يتطلب قيادات شابة قادرة على التعامل مع هذه الاحتجاجات في حال تصاعدت وتيرتها ووصلت الى المملكة، وفي ظل تصاعد نسبة السعوديين المشتركين في وسائل التواصل الاجتماعي والتي كانت وسيلة الاتصال بين الثوار باغلب الدول اتي اسقطت حكوماتها في مصر وتونس وليبيا واليمن. الا ان مراقبون يرون ان هذا التعيين يفتح الباب امام ابناء الجيل الثاني من ابناء عبد العزيز للمطالبة بمناصب قيادية، خاصة وان اغلب هذه المناصب بيد امراء تجاوزا سن السبعين وان هذا التعيين سيغضب الكثيرين من ابناء الملك المؤسس واولادهم الذين يتطلعون الى تقلد منصب سيادي بمجرد شغوره سواء بالوفاة او الاعفاء، حسب المراقبون. وتم تكليف الامير محمد بن نايف سابقا ببرنامج المناصحة لتاهيل "المتطرفين" العائدين من غوانتانامو، وقد تعرض في اب (اغسطس) 2009 لمحاولة اغتيال نفذها احد عناصر "القاعدة في جزيرة العرب" قادما من اليمن. الا ان وزارة الداخلية تحت ادارة والده الراحل وولي العهد السابق نايف بن عبد العزيز (78 عاماً) الذي توفي في شهر حزيران (يونيو) الماضي قمعت كذلك ناشطين حقوقيين الامر الذي دفع بمنظمات حقوق الانسان الى انتقادها. وكان الامير نايف عين خلفا لشقيقه الراحل الامير سلطان الذي توفي عن (86 عاما) اواخر تشرين الاول (اكتوبر) 2011 في احد مستشفيات نيويورك، واحتفظ بوزارة الداخلية الى جانب منصبي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء. وهو من "الاشقاء السبعة" الذين انجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الاميرة حصة السديري، وابرزهم الملك فهد والامير سلطان الراحلان ووزير الدفاع الحالي الامير سلمان. وكان الأمير طلال بن عبد العزيز أحد إخوان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اثار جدلا نادرا بالسعودية حول الخلافة بعد تعيين الأمير نايف نائبا ثانيا لمجلس رئيس الوزراء انذاك، واعلن عن استقالته من هيئة البيعة السعودية التي ترتب الخلافة في السعودية. ويرى مراقبون ان الامير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع السعودي سيكون اكثر الممتعضين من هذا التعيين خاصة انه عقب وفاة والده ولي العهد السابق كان يطمح لهذا المنصب الا ان التوقعات جاءت عكس ذلك فعين العاهل السعودي شقيقه الامير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد ووزيرا للدفاع والنائب الثاني. الجدير بالذكر ان هذا التعيين في نفس اليوم الذي اعلن فيه عن مقتل جنديين سعوديين خلال كمين نصبته مجموعة من "القاعدة" في منطقة نجران مؤكدا في الوقت ذاته اعتقال 11 من عناصرها بينهم يمني، وبعد يومين من انفجار صهريج للنفط في العاصمة الرياض راح ضحيته اكثر من 22 شخص بينهم اجانب وقالت الحكومة السعودية انه حادث عرضي، الا ان تنظيم "القاعدة" استخدم صهاريج للنفط خلال تفجيرات الخبر مما يثير بعض التساؤلات حيب مراقبين الا انه لا دليل على هذا الامر حتى الان.