…………………………………. من يظن أن حرباً ستنشب في المنطقة طرفاها أمريكاوإيران فهو واهم ولا يقرأ استراتيجية أمريكا ولا ظروف المنطقة وذلك لأن أمريكا باستراتيجيتها الجديدة لا يمكن أن تفكر في خوض حربٍ مع إيران لأسبابٍ نتعددة أذكر أهمها : 1.مازال الضرع السعودي مليئ بأموال ابتزاز المواقف والتخويف التي تصنعها أمريكا . 2.خوض حربٍ مع إيران اليوم يعني بالضرورة مخاوف جمة وعواقب لا تعرف نتائجها لدى الكيان الصهيوني من أي رد فعل حتمي من جانب إيران شخصياً و حلفائها في لبنان وسوريا وغزة. فكما أن منطقة الخليج ككل سوف يصلها بالضرورة شرر الحرب التي قد تنشب بين أمريكا من جهة وإيران من جهة أخرى فبالضرورة قد تصل شرر الحرب تلك لإسرائيل . 3.أمريكا وبعد حربي العراق وأفغانستان وما تحملته فيهما من خسارة على كافة الاتجاهات والصعد فقد أوجدت لنفسها استراتيجية أخرى في خوض الحروب بدون خسارة جندي ما أمكن أو أن تنفق من خزينتها سنتاً واحداً أو أن تتعرض أي قاعدة عسكرية لها في بحار العالم ويابسته لأي خطر أو تهديد حقيقيين وبالتالي فدخولها في حرب مباشرة مع إيران قد يعرض تلك القواعد والمصالح لمخاطر الردود الإيرانية العسكرية . وبالتالي ستعمل على بقاء حالة اللاحرب واللاسلم مع إيران ما أمكن تحت سقف إيران اللانووية وفقط. 4.أمريكا ليست مستعدة للتخلي عن أدواتها في الخليج في الوقت الراهن فهناك باقي أمور ومصالح أمريكية وصهيونية لابد أن يكمل الأدوات تنفيذها قبل إحراق أوراقهم في النهاية. 5.اندلاع حرب بين الطرفين بالضرورة ستتضرر عملية تجارة النفط العالمية كون الحرب في جغرافيا الانتاج النفطي الأكبر عالميا وبالخصوص السعودية وإيران وبالتالي فحساسية الاحتياج العالمي الماس للنفط سيجعل من التفكير بأمر الحرب أمر مستبعد للاعتبارات تلك والتي قد تصيب الاقتصاد العالمي في مقتل . 6. من المعلوم عن روسيا اليوم ليست كروسيا الأمس فروسيا اليوم لا تتخلف عن مساعدة حلفائها وهذا أمر تدركه أمريكا جيداً في حالة تفكيرها الجاد بشن حرب على إيران وإن كان من المستبعد . فروسيا ليست مستعدة لفقد حليف استراتيجي وكبير في المنطقة والعالم مثل إيران وهي التي لم تتخلى عن النظام السوري وإن جاءته متأخرة لكنها حافظت على بقاء النظام رغم الحنق العالمي الواسع والكبير من نظام الأسد . 7. تدرك أمريكا جيدا أن حربا مع إيران اليوم يعني غرقها في وحل كبير وهو محيط إيران الاستراتيجي الواسع الذي أوجدته لهكذا يوم وهو محيط واسع باتساع حلفائها بالمنطقة اليوم أو بالأحرى خيوطها . 8. حرب مع إيران اليوم يعني بالضرورة زوال بعبع إيران الذي تُخَوّف به المنطقة وبالتالي حرف أبصار المنطقة من عدو مفترض وهو إيران إلى إسرائيل العدو الحقيقي للمنطقة العربية وبالتالي ستعود أيام لا يُراد لها أن تعود وهي أيام القومية العربية واللحمة العربية في أواسط القرن الماضي و التي كان فيها العرب على قلب رجل واحد ضد إسرائيل عدوا وخطرا محققا لهم . . ولكن. ….. كل ذلك لا يعني عدم إمكانية قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية من توجيه ضربات صاروخية محدودة ومركزة على أهداف عسكرية داخل الجغرافيا الإيرانية لطمأنة الحلفاء وبيان الجدية الأمريكية في عدائها مع إيران واستهداف ما يمكن أن يشكل خطراً عسكريا حقيقيا على مصالح الأمريكان وقواعدها في المنطقة وستتحمل أمريكا محدودية الردود العسكرية الإيرانية عليها وعلى أدواتها في المنطقة إذاما حصل ذلك . وفي النهايةيجب التأكيد على أن حالةً من اللاسلم واللاحرب هي التي ستبقى تحكم المنطقة حتى تنتفي الاعتبارات الثمانية التي ذكرناها أعلاه .