كان هناك مدينة تضج بضحكات الأطفال وتشدو فرحاً لمرح أطفالها وبراءتهم ؛ برغم أن هذه المدينة دمرت مبانيها وأصبحت ركام ؛ فالحروب التي واجهتها ليست بقليلة فهي واجهت حروب ست في الماضي ظلماً وعدوانا واليوم أصبحت تواجه عدوان أكبر وعدو أدهى وأشد ظلماً وتجبر ؛ ولكن!؟ هذا الشيء لم يجعل أطفالها يختبئون في البيوت وينتظرون الموت المبغت من قوى ظالمة لاتعرف الإنسانية سوى بالكلام أما بالأفعال تعمل مايتنافى مع ذلك وما يعكسه تماماً . أطفال صعدة أو بالأخص “أطفال ضحيان “كانو يرسمون الأحلام التي يرون فيها مستقبل زاهر لهم بعيد كل البعد عن مايمرون به من حرب وعدوان جائر فهم حلموا أن تكون بلدهم آمنة وأسواقهم مليئة بالحيوية والشراء والبيع بدلاً من أن تضج بصوت الصواريخ الصاخب وبدلاً من الأشلاء المتناثرة والجثث المتفحمة . وذات يوم مع تسلسل ضوء النهار ؛وشروق الشمس إلى أعين هؤلاء الأطفال ؛ أسرعوا كي يرتدوا ثيابهم وهم يضحكون مع أمهاتهم وآبائهم ويشاغبونهم ببرائة وحيوية ؛؛ وعندما حآن وقت مغادرتهم المنزل طبعو القبلات على كلا والديهم وأحتضنوهم بشقاوة وعفوية ورفعوا أيديهم ملوحين لهم بمعنى وداعاً ؛لا يعلمون بمآساة حاكتها يد الإجرام لتاخذ أحلامهم وأرواحهم معاً. ومن ثم ركبو الحافلة بنية أن يتجهون إلى الرحلة التي كانوا ينتظرونها ؛ ولكن! حدث مالم يكن بالحسبان مالايتصوره الإنسان أو يستوعبه لبشاعته وفظاعته بطائرة من قوى الاستكبار العالمية منطلقة من عمق مطارات السعودية هرعت على هذه الحافلة التي تحمل رياحين الجنة واستهدفتها بصاروخ دمرها هي ومن فيها وكل ماكان حولها؛؛ فبعض الأطفال لم تبقى إلاّ يده والبعض لم تبقى سوى قدمه والبعض الآخر حرقت جثثهم وتفحمت والبقية تناثرت أشلائهم وتبعثرت كحبات الرماد . ويبقى السؤال بأي ذنب !!؟؟ بأي حق ؟؟!! ماهوا الجرم ماهوا المبرر ؟؟ قتلتم الطفولة ولكن! لماذا ؟ لكي تضعفونا وتحرقوا أكبادنا متوقعون بذلك أننا سننحي لكم ونكون خدام تحت إمرتكم ؟ خسئتم وخسئت نواياكم الإجرامية . فكل قطرة دمٍ سفكت على أرض اليمن ظلماً اشعلتنا حمماً متواقدة ولن تنطفئ إلاّ بعد أن تأتي بزوالكم وزوال هيمنتكم . “أحرقتم أكبادنا احرق الله أحشائكم”ولا نامت أعين الجبناء ! #اتحاد_كاتبات_اليمن