عبر هذه الحياة وبعد بلوغها قمتها تبين كضوء النهار أن صاحب هذه الحياة وهذه الرسالة لم يكن يسعى إلى جاه ، ولا مال ، ولا سيادة… فحين جاءته كل هذه معقودة بألويته الظافرة رفضها جميعاً وعاش حياته حتى اللحظة الأخيرة . كانت عظيمة حقاً وكنت بعظمتها وطهرها خير برهان على صدق المعلم العظيم والرسول الكريم فإن مستواها من العظمة والتفوق لم يهبط ولم يتعثر بل ظل كما هو من المهد إلى الممات… لم تتخلف نفسه عن أغراض حياته العظمى قيد شعرة ، ولم يخلف موعده مع الله في عبادة ولا في جهاد… فلا يكاد النصف الأخير من الليل يبدأ حتى ينهض قائماً فيتوضأ ويظل كما اعتاد أبداً يناجي ربه ويبكي ويصلي ويبكي … تراكمت الأموال بين يديه تتلألأ فلم يتغير ولم يأخذ منها إلا مثلما يأخذ أقل المسلمين شأناً وأكثرهم فقراً ، انحنت البلاد كلها لدعوته ووقف أكثر ملوك الأرض أمام رسائله التي دعاهم بها إلى الإسلام وجلين ضارعين فما استطاعت ذرة من زهو وكبر أن تمر به ولو بعد فراسخ. وحين رأى بعض القادمين عليه يهابونه في اضطراب ووجل قال لهم [هونوا عليكم إن أمي كانت تأكل القديد بمكة] إنسان يقضي حياته من الطفولة إلى الأربعين في طهر وتأمل ثم يقضيها من الأربعين إلى منتهاها في عبادة وهداية وجهاد ونضال وتفتح له الدنيا فيركل كل أمجادها الباطلة ويظل متمسكاً بمسلكه وعبادته ورسالته .. قلنا إن المنطق والعقل كانا كما لا يزالان حتى اليوم خيربرهان على صدق محمد حين قال إني رسول الله … فليس يسع المنطق الرشيد ولا العقل السديد أن يكذب على الله بأن ذاك هو إنسان كانت تلك حياته من البدء إلى الختام … على رسول الله أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه الأخيار المنتجبين . #اللجنة_ التحضيرية_ للمولد_ النبوي _الشريف #اتحاد_كاتبات_اليمن