يعتبر الكبر وباء سلوكي حرمه الله تعالى ونهى عنه رسولنا الكريم كونه من الصفات الشيطانية التي أخرجت أبليس من نعيم الجنات وجعلته ملعوناً ومطروداً من رحمة الله عز وجل. والغريب أنه لايزال بعض المسلمين في وقتنا الراهن متمسكين بصفة الكبر وخاضعين لها خضوعاً تاماً وآخرون ينتقدون هذه الصفة وأهلها ولكنهم يروا أن المعاملة بالمثل هي العلاج الكاسر لشوكتها كقولهم (الكبرة على أهل الكبر صدقة) .. وطبعاً كلا الفئتين على خطأ وكلاهما أيضاً غير مدركة عظمة ما يفعلونه،لذا فإنه يجب على هؤلاء أن يكونوا عقلاء ويجبرون ذواتهم المسلمة على تذكر أن الكبر يسلب الفضيلة ويكسب الرذيلة وأن صاحبه ممنوع من الدخول إلى الجنة .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر) كما أن صاحب الكبر والخيلاء لا ينظر الله إليه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه) والكبر أيضاً يزيد من المقت .. والأصح أن التواضع هو من يزيد صاحبه قدراً ورفعاً وشرفاً بين الناس فالتواضع يعد أفضل العبادة ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة .. فقد روي أن رجل أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه وأخذته رعدة فقال له صلى الله عليه وسلم : (هون عليك ، فأنا لست بملك ، إنما أنا إبن امرأة من قريش كانت تأكل القديد..) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه ويخصف نعله ولم يكن متكبراً ولا متجبراً وكان أشد الناس حياء وأكثرهم تواضعاً. ختاماً - فإنه من الحمق وقلة العقل أن نكون مسلمين ومازالت فينا صفة جاهلية ، فما أجمل أن يكون لباسنا (التواضع) وما أجمل أيضاً أن يقال على فلان (متواضع) وهذ أفضل بكثير من أن يقال (فلان متكبر) ويعلم بخطأ ما يفعله إذاً فإنه أحمق والحماقة داء لادواء له سوى الموت.