الجنة كانت مشتاقة لهم فنادتهم فلبوا النداء متمسكين بعقيدة قوية مبدأها العقيدة ومنتهاها جنة عرضها السموات والأرض إذن قصة الشوق هتفت بهم نحو الجنان، فقد رفعت إحدى سفن الأبدية مراسيها مبحرة إلى العالم الآخر والرفيق الأعلى أرواح الشهداء وقد أحرزوا من أغراض حياتهم الجليلة ماكانو يرجون الشهداء هم من ربحوا في الحياة الدنيا وفازوا الفوز العظيم فكانوا مطمئنين على أن يلقوا الله ورسوله وهم على حلة بهية من حلل الآخرة لقد صمدوا لأقسى ألوان التعذيب في كل الجبهات وفي صد العدو فهم ماخرجوا ساحة الحرب إلا مقرين بالتجارة الرابحة، ومدوا أذرعتهم كالسهم النافذ منقضاً على العدو لا يخافون سقوطهم في أيادي العدو أحياء أو أمواتاً فذالكم الشهداء انطلقوا نحو الشهادة وصافحوا الموت بكل حب منتظرين الشهادة وهكذا ألقوا سلاحهم ومضوا إلى الجنة يلبو النداء فماجزاء الإحسان إلا الإحسان فأروحهم تعانق السماء في جنان الخلد فما أجمل أرواحهم وهي تبتسم في طريقها إلى الجنة يلفهم الحرير الناعم بل تخضبهم دماء طهورة تسيل في سبيل الله وهاهي تتسع ابتسامتها المطمئنة الهانئة وهي ترى الشهداء يندفعون كالسهام صوب الرآية ليسلموها لمن يحميها قبل أن تغيب أجسادهم في التراب وتحلق أرواحهم في السماء ، فالشمس قد كسفت برحيلهم ولكن دماءهم ظلت تزيد وهجها من جديد #اتحاد_كاتبات_اليمن