في ظل استمرار العدوان السعودي الصهيوأمريكي على بلادنا اعتدنا أن نعيش أجواء الجهاد والإستشهاد، بينما تستمر قوافل الشهداء، ومن قضاء نحبه، فلا تتوقف، وبينما نحن نعيش مع من ينتظر، جهاداً روحانياً، واستشهاداً فعلياً، وعطاءً منقطع النظير، نحن بحاجة ماسة إلى ترسيخ ثقافة الجهاد، والإستشهاد في واقعنا، وتجسيدها في أنفسنا، فهي حصن منيع، لا يستطيع العدو أن يتخطاه . ثقافة الجهاد هي من أعظم الثقافات، لأنها ثقافة القرآن، وثقافة الأنبياء، هي الثقافة التي تُحصن الأمم، وتسموا بها إلى القمم، هي الثقافة التي تردع المعتدين، وتخزي المستكبرين، وتبيد الظالمين، ثقافة الجهاد لايتثقف بها إلا عباد الله المخلصين، الصادقين، المُحسنين، الذين عظُم الخالق في أنفسهم، فصغر كُل مادونه في أعينهم، المجاهدون هم الأحرار في زمن العبودية، هم الأعزاء في زمن الذلة، هم الأوفياء في زمن الغدر والخيانة، هم الصادقون في زمن الخداع، هم جنود الله في أرضه، وأحبائه في سماه، فليس بعد الجهاد في سبيل الله بصدق نية، سوى النصر أو الشهادة، وكِلاهما من أعظم ما يتمناه المُجاهدون، وثقافة الشهادة لها أهميتها البالغة اذا تثقفت الأمة بثقافة الجهاد في سبيل الله، ستكون أمةً قوية، وقادرة على مواجهة أعدائها، يجب أن نتعرف على ثقافة الجهاد بوعي، وبصيرة، فالشهداء مثلما واجهوا المعتدين بكل عزيمة وصلابة ، ووقفوا في وجوههم بكل شموخ، وسطروا أعظم الملاحم والبطولات، ونكلوا بالعدو وجرعوه الهزائم النكرا، فهم أيضاً يعلمونا الدروس المهمة من بطولاتهم، لنتعلم منهم الصبر، والثبات، والصمود في المواجهة، ولنستمد منهم روح الإباء والتضحية، ونستلهم منهم العزيمة، والشجاعة، ونتعلم منهم مايؤهلنا للوصول إلى رضوان الله والحياة الأبدية الخالدة، الشهادة ليست خسارة، ولانقص في العمر ، الشهادة لها قداستها، من عظمة الشهادة أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وليسو أموات كما يظن الآخرون لقول الله تعالى: (( ولاتقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أمواتاً بل أحياء ولكن لاتشعرون)) نعم فالشهادة كما قال عنها الشهيدالقائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (نصر شخص الإنسان المؤمن، كما أنها فرصة ليستثمر موته، والموت شيء حتمي لابد منه، لكن الشهيد أختار الحياة التي لاموت فيها)، والشهادة أحسن خاتمة قد يخم بها الإنسان حياته، أو مسيرة حياته الجهادية، فالشهيد ختامه مسك، والشهادة ليست غاية فقط إنما هي وسيلة لنيل الغاية والمطلب، والحقيقية ( رضاء الله وجنته )، الشهادة قد حطمت وافشلت أستراتيجيات العدو حيث يجند الجنود من فئات وطوائف مختلفة، من الذين يشرون الحياة الدنيا، ويعبدون المال والريال، فيسلحهم بأفتك الأسلحة، ويحملهم العتاد، ويساندهم بالطائرات، بغرض تخويف الطرف الآخر، حيث قد كانت هذه الإستراتيجية ناجحة في بعض الشعوب، ولكنها فشلت أمام ثقافة الشهادة ، فالقتل الذي تخوف به المجاهدون، والموت الذي تتهددهم به، هو ما يتمنونه، فهم يذهبون لساحات القتال، وميادين الجهاد متسابقون عشقاً للشهادة، فهي إرثٌ عظيم، وأُمنية يتمناها كل فرد منهم، خسرت ترسانة العدو العسكرية، وفشلت مخططاته، أمام ثقافة الشهادة، هذه الثقافة هي التي جعلت الشعب اليمني يتقن أعظم الإستراتيجيات، ويصبح على مشارف عام سادس وهو يزداد قوة وعزيمة، وتحدي ونظال، ثقافة الشهادة هي التي تبشرنا بالنصر القريب، والسعادة الأبدية، وتُطمئن بزوال المعتدين والظالمين، فمن أعظم وأجّل ما نُترجم به وفائنا للشهداء في ذكرى الشهيد هو (أن نُثقف، ونَتَثقف بثقافة الجهاد والإستشهاد في سبيل الله) #اتحاد_كاتبات_اليمن