الشهادة وسام عظيم لا يناله إلا من اتبع الطريق المحمدية ، وجعل نفسه فداء لدين الله كالإمام علي بن أبي طالب ومن جعل حياته ك حياة الحسين بن علي عليهما السلام ، ومن يثبت في أرض القتال ، ولا يتخلف عن المعركة ، والشرود أثناء المواجهة ك الإمام العباس ، لن يرتقي شهيداً حتى يعرف معنى كلمة الله ويفهم وعد الله ، ووعيده. ف الشهيد تحرك تحرُّك الحسين بأرض كربلاء ، حمل قضية الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين ، وركب السفينة النبوية التي يقودها في عصرنا السيد القائد العلم عبدالملك الحوثي ، تحرك تحرُّك الفرسان ، تحرك تحرًُك الأبطال الأشاوس ، تقدم واجتاح ، قاتل ، وباسل أنفق وتصدق ، ودعاء الله وصدق مع الله ، والله صدق معه ، فالشهادة عطاء قابله الله بعطاء . الشهداء حملوا الإيمان في قلوبهم قبل أن يحملوا السلاح في أيديهم ، تدبروا ، وتعمقوا ، وأبحروا ، في بحر القرآن غاصوا حتى وصلوا للؤلؤ المكنون ، والخارطة الربانية ، التي نلقى كنز الآخرة فيها ، مسكوا تلك الخارطة الربانية ، وبدأوا حياة الجهاد ربما مكثوا أعوام ، أو أشهر ، أو أيام ، وربما البعض مازال لليوم يتدبر تلك الخارطة ، وبدأ بالتحرك ، والبعض للأسف مازال على الشاطئ من ينتظر تلك الخارطة تأتيه ، وربما لم يسمع بالخارطة التي تتواجد في أعماق ذلك البحر لو أن الجميع علم بها وبمكانتها في الآخرة ، لو يعلم أين سيحشر ؟ ومع من سيحشر ؟ أو مع من سيعيش حياته الأبدية؟ جوار من ؟ ومع من ؟ وكيف سيقضيها بجوار الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا . لاتصدق من يخيفك من ذلك البحر فبحر القرآن لايوجد داخله الأسماك الخطيرة ، وإنما يوجد اللؤلؤ الذي يريحك من هم الدنيا وينجيك من عذاب الآخرة . لو علمتم فضل الشهادة في سبيل الله ؛ لانطلق الصغير قبل الكبير ؛ لانتشر حب الشهادة في الأعماق كما ينتشر الورد والريحان في أرض الجنتين. لو أننا نعلم معنى كلمة الشهيد وعظمة الشهيد ، ومنزلة الشهيد ؛ لانطلق كل شخص ، كل فرد ، لأصبح رجال الوطن العربي كلهم شهداء . الشهداء هم من سلكوا درب أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وساروا على طريق الشهيد القائد ، ونهجوا نهج الصماد ، ومضوا على نهج سليماني والمهندس ، لو علمتم عظمتهم وقداستهم ؛ لاتبعتم طريق كل شهيد سقط في أرض المعركة . ف كلمة شهيد رغم قلة حروفها إلا أنها تحمل مشاعر جياشة لمن عرفها حق المعرفة ، رغم بساطة الكلمة إلا أن الله أعد للشهيد مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر ومعاشرة النبيين والصالحين . الشهادة تجارة ليست كبقية التجارات ، لاتستطيع المكر فيها ؛ لأنك تتاجر مع رب العباد ، مع من قال (ويمكرون ويمكر الله والله خيرالماكرين) فتجنب هذا المكر ؛ لتلقى الله مجاهداً مخلصاً . وصدق الله حين قال ((ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ولكن لاتشعرون )) اليمن أصبحت روضة الشهداء وأن العالم ليترقب عن قريب يوم يكتب على باب المندب هنا أرض الشهداء ، يوم تلقى الدنيا خضراء بسبب دماء الشهداء ، وتنحل قول الله أرض الجنان جنة الشهداء وجنة الجرحى جنة الأسرى وجنة صبرنا . وفي الأخير اللهم احشرنا ضمن الشهداء الأبرار. اللهم اجعل دماءهم دروعاً لنا، واجعلها صورايخ تصيب أفئدة الأعداء. اللهم دمرهم واكسر شوكتهم . #اتحاد_كاتبات_اليمن