رباااه ..أتراني أتصفح رواية من زمن الغابرين !! أم اني أشاهد فيلماً بطولي من أفلام هوليود !! أم أن الأنصار يثيرون عواطفنا بمشاهد معدة سابقا على أنها حقيقة ؟!! أمر ما جعلني مع مكابدة الحسرة أنتشي بتلك البطولة التي شاهدتها بأم عيناي. عملية بطولية ..لم تكن رواية ولا فلماً ولا مشهداً مُعد ،بل إنها حقيقة اعتدنا حدوث مثلها في زمن المعجزات زمن صراع الحق مع الباطل زمن كشف الحقائق. بربكم ..ألم تتساقط دموعكم أمام هذا المشهد الذي لايحكى بالكلمات! بل أنه مشهد يترجم نفسه بأسمى المعاني وأسمى العبارات !! أبو فاضل طومر ..لم يكن ممن يلبسون البزة العسكرية والذبن تدربوا في معسكرات على أيدى مدربين اكفاء إنما هو مجاهد في سبيل الله يلبس الزي التقليدي "المعوز " ويلبس "الصندل " لم يكن يرتدي حينها الحذاء العسكري المتين الذي قد يعينه على الصعود والنزول في تلك الأمكان الوعرة. ناهيكم عن هذه التفاصيل كان الشهيد "طومر" مثل عظيم للمجاهد الذي ارتقى بشجاعته وتضحيته وإصراره على إعادة الكرة في المواجهة لم يكتفي بمحاولة واحدة ولا اثنتين لفك حصار رفاقه بل بعزم وإيمان وثبات عاود الكرة وأقدم على المواجهة أمام خطورات جسام، وخاض غمار الموت مرة تلو آخرى حتى ارتقى شهيدا وفي موقف بطولي ليس من السهل ان يعيش تفاصيله إلا إنسان غير عادي إنسان امتلأ كيانه إيمان و تقوى وزهد وسمت نفسه إلى مراتب هي مراتب رجال الله الصادقون . تلك الدروس البليغة التي نتعلمها من المجاهدين تجعلنا نخجل من أنفسنا مقارنة بعطائهم وثباتهم وإخلاصهم وصدقهم وطهرهم فما الذي قدمناه نحن أمام تلك المواقف النبيلة التي لاتحكى ولا توصف إنما يقف أمامها المرء عاجز محصور بين أعجابه وإنبهاره . تلك المواقف مخلدة وحري بها ان تروى وتحكى وتدون ليشهد التاريخ هذه المرحلة بما حوتها من معجزات ومثله مثل الجبري وابو قاصف ووو والكثير ممن ابهرونا بثباتهم وقوة إيمانهم سلام عليكم يارجال الله يامن لاتفتئون تسكبون لنا القيم والشيم والبطولات مثل السلسبيل الذي يروي العطاشى ومثل النور المسكوب الذي يضيء أرواحنا فتبصر نعمة الله الجليلة في هدايتكم وهدايتنا من هدايتكم . ومثلكم الكثير وماخفي أعظم مايحدث هناك في خطوط النار يجعلنا نسبح لله في ملكه ونتأمل عجائب قدرتك يا الله التي منحتها رجالك الأوفياء .