عواصم- وكالات- وسط تهديدات باتخاذ اجراء عسكري ردا على عقوبات الاممالمتحدة، قالت كوريا الشمالية انها ستحول كامل مخزون البلوتنيوم لديها الى «سلاح نووي»، وتمت معالجة ثلث الوقود النووي حتى الان، وستستأنف عمليات تخصيب اليورانيوم، واضافت انها ستعتبر اي محاولات «حصار لها» تقودها الولاياتالمتحدة عدوانا وعملا حربيا ضدها. ونشرت وكالة الانباء المركزية الكورية التحذير الصادر عن وزارة الخارجية الكورية الشمالية التي وصفت قرار مجلس الامن بتشديد العقوبات بانه «ثمرة خسيسة» للحملة التي شنتها واشنطن. واضافت ان مجرد التفكير في التخلي عن اسلحتها النووية اصبح خيارا مستحيلا تماما، واكدت ان الهدف من العقوبات هو «نزع سلاحنا وخنقنا اقتصاديا» من اجل التخلي عن الايديولوجية والنظام الذي اختاره الشعب. وقالت انها لم تكن ترغب مطلقا في انتاج اسلحة نووية «ولكنه طريق فرضته علينا سياسة اميركا العدائية والتهديدات النووية». ويعتقد ان كوريا الشمالية تملك كميات من البلوتنيوم تكفي لانتاج ما بين ستة وثمانية اسلحة نووية. وكان مجلس الامن التابع للامم المتحدة صوت بالاجماع امس الاول على تشديد العقوبات على بيونغ يانغ بعد اجرائها تجربة نووية في 25 مايو. وتشمل العقوبات الجديدة تفتيش سفن كوريا الشمالية، وحظرا اوسع على مبيعات السلاح، واجراءات مالية اخرى.
تأهب في سيئول إلى ذلك، أعلن مسؤول عسكري كوري جنوبي ان سيئول نشرت مئات من جنود سلاح البحرية الاضافيين على حدودها البحرية مع بيونغ يانغ في جزيرتين واقعتين في البحر الاصفر. وقالت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) ان اكثر من 600 من جنود البحرية نشروا في جزيرتي يون بيونغ وبيكريونغ لتعزيز الحاميات الموجودة فيهما.
تأييد دولي لقرار العقوبات وايد المجتمع الدولي، بما فيه روسيا والصين، امس قرار مجلس الامن بتشديد العقوبات. واعتبرت الصين ان القرار يظهر «المعارضة القوية» للمجتمع الدولي للطموحات النووية لكوريا الشمالية، وان الرد جاء «مناسبا ومتوازنا»، لكنه حث الدول على توخي الحذر عند تفتيش شحنات كورية شمالية، واضافت انه يجب الا يكون هناك استخدام للقوة اوالتهديد باستخدام القوة تحت اي ظرف. من جهتها، اعلنت السفيرة الاميركية سوزان رايس ان واشنطن ستحث على التنفيذ الكامل للعقوبات، وانها لن تقوم «برد انتقامي» على كل استفزاز من بيونغ يانغ. واضافت «لن تكون مفاجأة اذا ردت كوريا الشمالية على نظام العقوبات الصارم». واضافت «اذا قامت بيونغ يانغ بعمل استفزازي فسنواصل القيام بما التزمنا فعله اليوم، وهو التطبيق الكامل لنظام العقوبات الاقوى والاكثر قسوة». ويتوقع مسؤولون استخباراتيون اميركيون بان كوريا الشمالية سترد بتجربة نووية ثالثة. من جانبه، رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بخطوة مجلس الامن التي بعثت برسالة واضحة وقوية إلى كوريا الشمالية، واضاف ان رئيس بعثة كوريا الجنوبية في الاممالمتحدة «لن يدخر جهدا في تسهيل تنفيذ القرار». بدورها، رأت روسيا ان القرار متوازن وملائم للوضع الحالي، فيما دعت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية الى قبول «هذه الرسالة الواضحة والحاسمة من الاسرة الدولية». اما رئيس الوزراء الياباني فقد دعا بيونغ يانغ الى ان «تأخذ على محمل الجد» هذه العقوبات، مشيراً إلى سعي اليابان إلى فرض عقوبات اخرى خاصة منها منع تصدير او استيرام أي شيئ من كوريا الشمالية. وفي اوروبا، رحبت لندن بتبني النص الذي يقضي بتعزيز العقوبات المالية ايضا على بيونغ يانغ، داعية الى تطبيقه «بسرعة»، كما عبرت فرنسا عن ارتياحها لتبني القرار ودعت النظام الكوري الشمالي الى «الامتناع عن القيام باعمال استفزازية اخرى». ورأت كندا ان القرار 1874 يثبت رد الفعل الحازم والموحد للمجموعة الدولية على التصرفات الاخيرة غير المقبولة لكوريا الشمالية.