اشارت النتائج الاولية للاستفتاء المثير للجل الذي جرى في شبه جزيرة القرم الاحد ان نحو 93 بالمئة من المشاركين صوتوا لصالح الانفصال عن اوكرانيا والالتحاق بروسيا. وكانت صناديق الاقتراع قد اقفلا عن السادسة بتوقيت جرينتش مساء الاحد بعد يوم شهد اقبال كثيف لمناصري روسيا على التصويت. في المقابل هدد البيت الأبيض روسيا ب"عقوبات موجعة للاقتصاد الروسي، ستؤدي إلى إضعاف نفوذ روسيا العالمي"، في حال لم يتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سياساته حيال القرم. وقال دان فيفر احد كبار المستشارين للئيس الامريكي ان دعم واشنطن للحكومة الأوكرانية الجديدة بات في اعلى قائمة أولويات الرئيس باراك أوباما. من جهته، اجرى الرئيس بوتين اتصالا هاتفيا بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مؤكدا انه سيحترم نتائج الاستفتاء الجاري في شبه جزيرة القرم. وأضاف بوتين ان الاستفتاء يجري وفقا للقانون الدولي، وتحديدا البند الأول من ميثاق الأممالمتحدة الذي يكفل حق تقرير المصير للشعوب، معربا عن قلقه من تصاعد التوتر في الجزء الشرقي من أوكرانيا. وناقش بوتين وميركل إمكانية إرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى أوكرانيا لمراقبة الوضع هناك، حسب بيان الكرملين. يشار الى ان نحو 60 بالمئة من سكان شبه الجزيرة مقربون جدا ثقافيا واثنيا يتكلمون من الروس ولذلك فمن المتوقع ان تأتي نتيجة الاستفتاء لصالح الانفصال عن اوكرانيا، اما النتائج الاولية فستبدأ بالصدور بعد فترة قصيرة من انتهاء عملية التصويت. وكانت موسكو قد استخدمت مساء السبت حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين الاستفتاء. وحصل مشروع القرار الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة على دعم 13 عضوا في مجلس الأمن من إجمالي عدد أعضائه الخمسة عشر، بينما امتنعت الصين عن التصويت. وتتسارع التطورات السياسية والدبلوماسية مع التصعيد في القرم وكان اهمها فشل كل من وزيري الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف وبعد 6 ساعات من المفاوضات، في التوصل لاي اتفاق بشأن الازمة الاوكرانية. وفي سياق متصل يزور نائب الرئيس الامريكي جو بايدن مطلع الاسبوع الجاري بولندا وليتوانيا لمناقشة كيفية دعم وحماية سيادة اوكرانيا بوجه روسيا، وكيفية حث اعضاء حلف شمالي الاطلسي على تطبيق الشق من المعاهدة المتعلق بالمعاهدات الدفاعية المتبادلة. كما اعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) انها ستمدد بقاء حاملات طائراتها في البحر الابيض المتوسط بسبب الازمة الاوكرانية وتحسبا لاي طارئ.